هل تؤدي إلزامية لقاح كورونا إلى الوصول للمناعة المجتمعية في مصر قريبًا؟.. أطباء يوضحون
قرارات هامة أصدرتها لجنة إدارة أزمة كورونا خلال الأيام القليلة الماضية بإلزام الموظفين بالحصول على لقاح كورونا وعدم السماح بدخول الموظفين غير المطعمين بعد 15 نوفمبر المقبل، وهو أمر سيسهم في تسريع وتيرة التطعيم وقد يساعد في الوصول إلى المناعة المجتمعية ضد كورونا والتي تتطلب تطعيم نحو 60% أو 70% من المواطنين.
وقررت اللجنة أيضا عدم السماح بدخول المنشآت الحكومية لغير المطعمين من المواطنين بداية من 1 ديسمبر المقبل، مع عودة فتح دورات مياه المساجد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وكذلك تخصيص مليار جنيه لمواجهة أوجه الصرف الخاصة بأزمة فيروس كورونا.
تحقيق المناعة المجتمعية صعب
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن قرار الحكومة بإلزامية التطعيم على كل الموظفين العاملين في الجهاز الإداري والمتعاملين مع المنشآت الحكومية جاء في توقيت هام لزيادة معدلات تطعيم المواطنين، في ظل الأهمية القصوى للقاح في الوقت الحالي لتقليل فرص الإصابة بالمضاعفات الخطيرة من الفيروس.
وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن فكرة المناعة المجتمعية أصبحت صعبة للغاية ومن غير الوارد الوصول إليها بسبب المتحورات الجديدة لفيروس كورونا، وظهور سلالات جديدة منه، لكن هذا لا ينفي أهمية الحصول على التطعيمات المضادة للفيروس والالتزام بالإجراءات الاحترازية وأساليب الوقاية من العدوى.
ويضيف عقبة أنه "لم تعد قاعدة أن تطعيم 60% أو 70% من المواطنين سيحقق المناعة المجتمعية مطروحة حاليا نظرا للمتحورات الجديدة للفيروس التي تغير من صفاته بشكل دائم، حيث ظهرت سلالات جديدة منها دلتا ودلتا بلس وغيرها التي أثرت على كل بلدان العالم، وتميزت بالانتشار السريع والواسع في نقل العدوى".
تطعيم 50% من الشعب المصري
وأشار إلى أن الدولة المصرية تستهدف تطعيم نحو 50% من المواطنين قبل نهاية عام 2021، وهو أمر وارد تحققه في ظل الجهود الحثيثة والمستمرة التي تقوم بها من أجل توفير كل أنواع اللقاحات وتنويع مصادره سواء اللقاحات الصينية أو أسترازينيكا أو فايزر أو جونسون أند جونسون وكذلك التصنيع المحلي من خلال مصانع فاكسيرا.
ويوضح أن إلزامية التطعيم على الموظفين في الجهاز الإداري للدولة أو المؤسسات التعليمية وطلاب الجامعات وغيرهم من الفئات هدفه الحرص على صحة الجميع وحمايتهم من الإصابة بالفيروس.
وفي المقابل، يوضح الدكتور فايد عطية، الباحث في علم الفيروسات والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية، إن إلزامية التطعيم بموجب قرارات الحكومة سيسهم في وصول مصر إلى المناعة المجتمعية في وقت قريب، مضيفا أن مصر لن تصل إلى هذه المرحلة إلا بهذه القرارات لأن كثير من الشعب المصري بمتخلف درجاته لا يزالون يتخوفون من اللقاحات وهو أمر لا أساس له من الصحة.
وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن كل التطعيمات المتوفرة ضد لقاح كورونا آمنة، وأقلها تم توزيع ما لا يقل عن مليار جرعة على مستوى العالم، مضيفا أن أسترازينيكا تم توزيع نحو 4 مليار جرعة لقاح منه حتى الآن، وكذلك لقاح فايزر الذي تم توزيع نحو 2.5 مليار جرعة منه، وحدوث بعض الحالات من المضاعفات على مستوى العالم هي حالات معدودة على أصابع اليد.
وأشار إلى أن التطعيم الإلزامي للمواطنين سيساعد في الوصول إلى المناعة المجتمعية وذلك سيساعد مصر على التخلص من عبء الجائحة، لأن غير الملقحين حتى الآن لا يزالون مصدر عرضة للخطر لأنفسهم ولغيرهم من الملقحين وهو أمر سيجعل الجميع في مرحلة الخطر.
حالات مستثناة من التطعيم
وهناك بعض الحالات المستثناة من التطعيم الإلزامي، ومنهم الحوامل حيث أنه لا ينبغي تطعيمهم لأنه لم يصدر أي قرار رسمي من منظمة الصحة العالمية فالأمر لا يزال يخضع للدراسة، ولا ينبغي تعريضهم للتجربة دون معلومات واضحة، مضيفا أن المرضعات أيضا من الفئات المستثناة وأصحاب الأمراض المناعية الخطرة، والفئات أقل من 16 عاما والحالات المرضية الحرجة التي قد يعرضها التطعيم للإصابة بمشكلات ومضاعفات، حسبما يوضح فايد.
وشدد على أهمية تطبيق القرار بشكل مدروس ويجب أن يتم الإعلان عن ذلك بشكل واضح ليفهم الناس ما لهم وما عليهم.
موعد الوصول للمناعة المجتمعية
وأكد الباحث في علم الفيروسات، أن المتحورات الجديدة من فيروس كورونا لا تختلف بشكل كبير عن السلالة الأصلية، فالوصول إلى المناعة المجتمعية ليس صعبا، ولن تشكل المتحورات الجديدة من الفيروس أي فارق في الأمر، وسيظل التطعيم مؤثرا بنسبة لا تقل عن 90%، كما أن الإصابة القديمة تعطي جزءا من المناعة وستؤثر أيضا مهما ظهر من طفرات.
وأشار إلى أن الطفرات والتحورات الجديدة تكون في جزء صغير من الجينوم الخاص بالفيروس لا تتجاوز 0.5%، مشددا على ضرورة تطعيم ما لا يقل عن 60% إلى 70% من المواطنين للوصول إلى المناعة المجتمعية، فمصر بها نحو 100 مليون مواطن إن كان من يستحق التطعيم على سبيل المثال 70 مليون مواطن، فيجب تطعيم نحو 50 مليون شخص لتحقيق المناعة المجتمعية.
ولفت إلى أن الوصول إلى تلك المرحلة يحقق الأمان للمجتمع مهما ظهرت تحورات أو طفرات وهو ما وصلت إليه الكثير من الدول، ما جعلها تبدأ في العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وإلغاء التدابير الاحترازية وهو ما حدث في السعودية وإنجلترا على سبيل المثال، ومهما ظهرت تحورات وموجات ستظل الدولة في مأمن.