تفرغ للكتابة ورافق السادات في زيارته للقدس.. معلومات عن أنيس منصور في ذكرى وفاته
عن عمر يناهز الـ 87 عامًا، وحياة عملية وأدبية دامت نحو 61 عامًا، رحل أنيس منصور عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 أكتوبر 2011، وهو كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري، اشتهر بالكتابة الفلسفية، كانت بداية أنيس منصور الأدبية مع القرآن.
حيث حفظه في سن صغيرة في كتٌاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة سرد بعضًا منها في كتابه "عاشوا في حياتي" حيث كشف فيه عن علامات النضج المبكر الذي مر به أنيس منصور، فحفظ القرآن الكريم كاملًا، وهو في سن التاسعة، ثم بعد ذلك جذبه الأدب فحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربي والأجنبي، وكان ذلك مؤشرًا أيضًا لنبوغه في تعلم اللغات، التي بلغ فيها مبلغًا لم يصل له كاتب مصري أو عربي، التحق منصور بكلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوّق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذًا في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرّغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم.
عرف منصور بأن له طقوس خاصة بالكتابة حيث كان يكتب في الرابعة صباحًا ولا يكتب نهارًا، ومن عاداته أيضًا أنه كان حافي القدمين ويرتدي البيجاما وهو يكتب، كما عرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جداً، وكان يعاني من الأرق ويخشى الإصابة بالبرد دائمًا.
فضّل منصور أن يتفرّغ للكتابة كمؤلف وكاتب صحفي، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية، وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء، وظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976م، وتعيّن رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف، ثم أصدر مجلة الكواكب، وكان منصور من المقربين للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977م.
تعلم منصور لغات عدة منها: الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، وألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب ومن هذه الكتب: حول العالم في 200 يوم والذي تم ترجمته لما يزيد على 10 لغات، اليمن ذلك المجهول، أنت في اليابان وبلاد أخرى، أعجب الرحلات في التاريخ.
تحولت العديد من أعماله إلى السينما والمسرح والدراما، ومن أبرزها مسرحية "حلمك يا شيخ علام"، "من الذي لا يحب فاطمة"، "هي وغيرها"، "عندي كلام"، وفي الترجمة قدم منصور الكثير، حيث نقل نحو 9 مسرحيات و 5 روايات من لغات مختلفة إلى العربية، إلى جانب ترجمته لـ 12 كتابا لعمالقة الفلاسفة الأوروبيين، كما اهتمت دور النشر العالمية بنقل كتب أنيس منصور إلى اللغات الأخرى، وخاصة الإنجليزية والإيطالية.
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب، كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.
توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عامًا بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية، إثر إصابته بالتهاب رئوي، وأُقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر، وتم دفنه بمدافن الأسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه.