رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكاية فريد شوقي مع «غاندي» في رمضان

31-5-2017 | 23:14



مازلنا في أوائل الشهر الكريم ، ومازال لدينا الكثير من روائع الذكريات والمواقف الطريفة لنجوم الفن في رمضان ، من ضمن هذه الطرائف ما حدث للفنان فريد شوقي في مرحلة شبابه في رمضان وهو ما تحمله السطور التالية .

مظاهر رمضانية في حي الحلمية
عاش الفنان فريد شوقي في مستهل حياته في حي الحلمية ، وحسب وصفه كان حياً ارستقراطياً يحوي الكثير من البيوتات العريقة ، وكان الإحتفال بشهر رمضان في هذا الحي يظهر بأبهج صوره عند الأغنياء والفقراء .. وكان كل بيت من بيوت الأثرياء يتنافس على الإتفاق مع كبار مشاهير القراء لإحياء ليالي رمضان ، بتلاوة القرآن وإقامة حلقات الذكر والإنشاد الديني ، ومن هذه البيوت كان بيت محمد توفيق نسيم باشا رئيس الوزراء في ذلك الوقت ومحمود باشا حسين وتيمور باشا وعيسوي زايد باشا والشيخ الببلاوي وغيرهم .. وكانت تلك البيوت وغيرها ممن يحتفلون بشهر رمضان يفتحون بيوتهم على مصاريعها لإستقبال الجيران والأصدقاء .. وكان فريد يحلو له الطواف على هذه البيوت مع بعض الأصدقاء للإستمتاع بسماع مشاهير القراء وإلى الأحاديث الدينية.

فريد يلتقي بغاندي المصري !
في إحدى السهرات تعرف الفنان فريد شوقي على شاب ينتمي لأسرة ثرية عريقة ، ورغم ثراء أسرته إلا أن الشاب كان يعيش زاهداً بعدما ذاق لذات الحياة ،لذا لقب بغاندي المصري، وقد توطدت بينهما الصداقة إلى أن دعى الشاب فريد إلى تناول الإفطار في يوم من أيام شهر رمضان .. وبالفعل لبى فريد الدعوة ، وقبل الإفطار ذهب إلى بيت صديقه الثري وأوصله البواب إلى الحجرة التي يقيم بها ، حيث وجده يجلس على حصيرة باليه وفي الحجرة سرير قديم ولا يوجد مقعد بها ، فاندهش فريد ، وبدد الصديق دهشته بأنه يعيش تلك الحياة بعدما زهد حياة الترف .

أفطار بلح ولبن !!
أنطلق مدفع الإفطار وقام صديقه يؤدي صلاة المغرب ، وبعد الصلاة بدأ يعد الإفطار بنفسه ، ولم تكن المائدة تزيد عن بلح أبريمي وإناء مملوء باللبن ، وكان ذلك هو الإفطار !! وبعده أمسك الشاب كتاباً لغاندي وراح يقرأه ويشرح فلسفة غاندي في الحياة .. وتأثر فريد وطلب من صديقه أن يعيره كتاباً لغاندي فوافق الشاب .. وخرجا سوياً للطواف على البيوت التي تحتفي بشهر رمضان ، وفي نهاية السهرة أصر الشاب أن يشاركه فريد طعام السحور .. ورفض فريد لأن ما تناوله في الإفطار لم يشبعه ، ولكن الشاب أصر ، فوافق فريد آملاً أن يكون السحور دسماً ويعوض الإفطار .. ولكنه وجد السحور كوباً من اللبن فقط وبدون تمر .

العودة إلى غاندي!!
في اليوم التالي عاد فريد إلى صديقه وقد أعجبه حياة زهده ، وفرح الصديق ونبه فريد أن تكون تلك الحياة قاسية عليه وأن يصاب بضعف في جسمه ، لكن فريد أكد له أنه معجب بتلك الحياة .. واستمرت صداقتهما سنوات ، تعودا أن يعيشا حياة الزهد في رمضان ، إلى أن شاءت الظروف أن ينتقل فريد خارج القاهرة وينشغل بوابل من الأعمال السينمائية ، وافترق عن صديقه ، لكنه كان يداوم على شرب اللبن والبح فقط طوال شهر رمضان .. إلى أن جاءه خبر وفاة صديقه في أحد الأيام ، وأكد تقرير الوفاة أنه كان بسبب ضعف وهزال في الجسم بسبب عدم تناول ما يكفي من وجبات الغذاء الكاملة .. هنا إنزعج فريد ، ومن هذا اليوم قاطع اللبن بسبب الخوف مما أصاب صديقه ، وعاد إلى حياة التوازن وتناول الوجباب الكاملة