رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التبرع بالبلازما.. طوق نجاة لملايين المرضى

22-10-2021 | 23:07


التبرع بالبلازما

مؤمن سيد

التبرع بالبلازما يمثل خط النجاة الوحيد للعديد من الأمراض المزمنة، منها مرض نزف الدم "الهيموفيليا"، والذي يقضي على حياة المريض بصورة بطيئة لغياب عناصر التجلط التي توقف النزيف، كما يوضح الأطباء أن التبرع بالبلازما هو من أهم السبل الحالية لمواجهة تفشي كورونا، وإنقاذ حياة الملايين.

وقامت مصر بافتتاح المشروع القومي للتبرع ببلازما الدم في شهر يوليو السابق، في ظل مبادرة الرئيس السيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات بلازما الدم، وشاركت وزيرة الصحة هالة زايد كأول متبرعة في المشروع، وقام المشروع بتدشين ستة مراكز لتجميع البلازما في خمس محافظات، بالإضافة إلى مركز مدينة السادس من أكتوبر الذي افتتحته منذ يومين، ويهدف المشروع إلى إنشاء 20 مركزًا خلال العالم المقبل.

أهمية نقل البلازما

ومن جانبها، قالت الدكتورة ميرفت مطر طبيبة أمراض الدم بقصر العيني، إن الدراسات توضح أن بلازما المتعافين من وباء كورونا تساعد بشكل كبير في تحسين حالة المصابين وحمايتهم، لأن بلازما الفرد المتعافي تحمل أجسامًا مضادة لمرض كورونا، فهو يملك أجسام مناعية ضد جزيئات مرض كورونا.

وتابعت في تصريح لبوابة دار الهلال، الدراسات أوضحت أنه من المحتمل أن المريض إذا أخذ بعضًا من هذه الأجسام المضادة من فرد متعافي فسيكون لها آثار جيدة جدا، وهو ما يعطي نتائج إيجابية، وإنقاذ حياة الكثيرين.

وأشارت إلى أن نقل البلازما له العديد من الفوائد غير تحسين حالة مصابي كورونا، فالبلازما هي السائل الذي يسير فيه كرات الدم، فهو يحوي بروتينات وأجسام مناعية مضادة، وهذه البروتينات تمنع النزيف، وتعطي مناعة للجسم ضد الميكروبات، وبالتالي لو تبرع شخص سليم بالبلازما، نستخلص منها المواد التي تمنع السيولة، وهذا مهم للمرضى الذين لديهم نقص بها مثل مرضى الهيموفيليا "مرضى النزف".

فيتم تعويض هؤلاء المرضى عما ينقصهم من عنصر التجلط، وكذلك نعوض المرضى ضعيفي المناعة، بأن ننقل لهم الأجسام المناعية المضادة التي بجسم المتبرع، فالبلازما تشارك في علاج العديد من الأمراض الخطيرة، وهذه الأمراض للأسف مزمنة، فمريض النزف ينزف طوال حياته، ويحتاج لتعويض عناصر التجلط من الأصحاء طوال عمره، وبالتالي التبرع بالبلازما باستمرار يفيد المتبرع ويفيد المريض.

الفرق بين التبرع بالبلازما والدم

وأضافت هناك فرق كبير بين التبرع بالدم والتبرع بالبلازما، فالتبرع بالدم محدود فلا يمكن التبرع بالدم إلا كل ستة أشهر، بينما التبرع بالبلازما يكون كل أسبوعين بدون أي آثار على المتبرع، لأن كرات الدم تظل كما هي في المريض، ولكن ما يتبرع به المريض هو سائل فقط يُستخلص منه بروتينات للمرضى، وبالتالي المتبرع يظل آمن.

وأشارت إلى أن طرق التبرع هي طرق آمنة وفعالة، وأن مستوى التعقيم والتطهير على مستوى عال من الجودة دون أي تلوث، فالإبرة التي تستخدم على مريض يتم التخلص منها فورا، فلا يوجد أي شبهة تلوث للمتبرع.

شروط التبرع

ويشترط في المتبرع أن يكون متعافٍ، لا يحمل أي مرض معدٍ، وأن يكون فوق سن 18 سنة، فمثلا مريض فيروس الكبد الوبائي "سي" لا يسمح له بالتبرع لأن البلازما خاصته قد تنقل العدوى للمريض الذي أخذ البلازما، فإن كان الفرد سليم الجسم يمكنه التبرع وتكرار العملية دون أي مشكلة.

المشروع القومي للبلازما

وأشادت بالمشروع القومي للبلازما الذي أطلقته وزارة الصحة، فهو له تأثير كبير على الصحة في مصر، فمصر سابقا كانت تستورد المواد التي يتم استخلاصها من البلازما، وهو ما يجعلها غير متوفرة في معظم الأحيان، ومن جانب آخر تكون باهظة الثمن، فمصر كانت تستورد البلازما ومشتقاتها من متبرعين من الخارج.

وتابعت بأن توافر البلازما ومشتقاتها داخل مصر من متبرعين مصريين سيمثل طفرة في حياة الكثير من المرضى في مصر، مضيفة: "تخيل أن الطفل قد ينزف حتى الموت لأنه بحاجة لأحد عناصر التجلط الموجودة بالبلازما، ولا نستطيع إيجاد تلك العناصر بسبب أنها مستوردة وقليلة فلا تتوفر بالكمية المناسبة"، فوجود المشروع القومي للبلازما سيعطي حياة جديدة للمرضى في مصر.

المشروع القومي للبلازما

قالت الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بمستشفى أبو الريش الجامعي، تعود أهمية البلازما إلى أنها تحمل كل الأجسام المضادة في جسم الإنسان، وثانيا إلى أننا نستخلص منها كل عناصر التجلط الموجودة في الجسم، وبالتالي فإن مرضى الهيموفيليا يعتمدون بشكل كبير على نقل البلازما.

وأضافت في تصريح لبوابة دار الهلال، كما أن مرض كورونا الذي يعد أكبر أزمة في الوقت الحالي يمكن أن نقضي عليه باستخدام نقل البلازما، لأن الأجسام المضادة التي يحملها المتعافين قد تساعد في إنقاذ حياة الكثيرين.

وأكدت أن المشروع القومي للبلازما في مصر هو مشروعًا رائعًا وضروريًا، وسيوفر على مصر الكثير، وينقذ العديد من المرضى، فنحن نضطر إلى استيراد كل العناصر الضرورية للعلاج، والناس المحتاجة لا تستطيع أن تشتري هذه العناصر لارتفاع سعرها.

بلازما دم المصريين أفضل

وأضافت أنه من جانب آخر يفضل أن تنتقل البلازما من مصريين إلى مصريين، وهذا أفضل من نقلها من أجانب لعدة أسباب، أهمها أن الأمراض التي تنتشر بين المصريين لا تتواجد في جسم المتبرع، لأن المتبرع يتم عمل فحص شامل له قبل السماح بتبرعه، وبالتالي فإن المتبرعين يملكون أجسام مضادة لأغلب الأمراض الموجودة بالبيئة المصرية، وأوضحت إن الأجسام المضادة لدى المصريين تكون أفضل بشكل كبير، لأنها تكون مركزة على الأمراض المحيطة بالبيئة المصرية.