رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كبير الأثريين يوضح تفاصيل تطوير طريق الكباش بالأقصر

23-10-2021 | 22:20


طريق الكباش

مؤمن سيد

مشروع تطوير طريق الكباش هو أحد أهم المشاريع الأثرية في مصر حاليا، والذي سيسهم في تنشيط السياحة وإعادة إحياء الطريق، حيث إن طريق الكباش هو طريق ممتد بين معبد الكرنك وصولًا إلى معبد الأقصر، ويحيط بالطريق عدد كبير من تماثيل تشبه أبو الهول، ولكن تتميز هذه التماثيل أنها برأس كبش، ويرمز الكبش هنا إلى الإله آمون.

وقال مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن عملية ترميم طريق الكباش لم تقتصر على الطريق وتماثيله فقط بل كانت عملية شاملة، فطريق الكباش تهدم منذ مجيء الفرس إلى مصر، وبالتالي كان متهدم بنسبة تصل إلى 80%، فمن بين 1200 كبش لم ينج منها إلى قرابة الـ 300 كبش، والكباش التي نجت لم تكن كاملة.

وتابع في تصريح لدار الهلال، قامت مصر بترميم ما يمكن منها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن البقية لا أمل فيها، فمن الممكن أن تجد لتمثال متهدم قاعدة فقط، أو أن تجد نصف تمثال، ومن المفترض أن كل تمثال كان أمامه حوض زهور، ومجرى مائي لسقاية تلك الزهور، ولكن هذا كله غير موجود، وبالتالي استكملت مصر عملية الحفائر، وأخرجت عدة أجزاء من تلك التماثيل.

العائد الاقتصادي

وأكد أن العائد الاقتصادي لهذا المشروع كبير جدا، حيث إن مصر تعد احتفالية ضخمة، وهو ما سيلفت الأنظار إلى مصر، ويشارك في تنشيط السياحة، وإعادة طريق مهم جدا كمزار سياحي واحتفالي ضخم.

وقال: "أتمنى أن تقام احتفالية سنويا بعيد الأوبت بهذا الطريق"، فتقام احتفالية كل عام في الرابع من نوفمبر، والذي يتزامن مع العيد القومي لمحافظة الأقصر، وكذلك مع تاريخ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ونقيم كرنفال يحضره كل العالم، وتكون مظاهره مظاهر مصرية قديمة، لننافس به الكرنفالات العالمية مثل مهرجان الزهور في هولندا وغيرها.

هدم طريق الكباش

وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء تدمير طريق الكباش كان دخول الفرس، فعندما دخل الفرس إلى طيبة دمروها، ومن ضمن ما دمروا كان طريق الكباش، وما تبع ذلك من هجر المعابد، والذي أدى إلى هجر هذه التماثيل بدوره.

وقال دكتور مجدي شاكر بقي الوضع كما هو عليه إلى أن جاءت سنة 1949م، وفي هذا العام جاء زكريا غنيم ومحمد عبد القادر، وقاما باكتشاف أول تمثال من الكباش بالصدفة، ثم استمرا بالبحث إلى أن ظهر لهم بداية الطريق، ولكن ظل الطريق مختف، بسبب وجود العديد من المنازل والمباني عليه، إلى أن جاء دكتور سمير فرج ودكتور فاروق حفني.

وأوضح أن الحفائر في تلك المنطقة لم تسفر فقط عن آثار فرعونية، وآثار من مصر القديمة، بل وجدنا أيضا بعض الآثار من العصر الإسلامي، ومن العصر القبطي ومن العصر الروماني، منها بقايا تماثيل أخرى، ومعصرة أثرية للزيوت، بسبب أن المكان تعددت الأنشطة المقامة فيه باختلاف العصور.

بداية التطوير

وسعى دكتور سمير فرج في استصدار قرار بإزالة المدينة التي كانت فوق طريق الكباش، وتم تعويض الناس بمبالغ عادلة، واستطاع الدكتور سمير فرج أن يظهر طريق الكباش في وقت عصيب، وأزال العديد من العقبات من منازل ومساجد وكنائس وحتى قسم شرطة في طريق الكباش، وبدأ العديد من الحفائر في الطريق من قبل 2007م، وتوقفت الأعمال في فترة ثورة يناير، ولكن استكملت بعدها وصولا إلى الصورة العظيمة الحالية.

وأوضح أن طريق الكباش نفسه يمثل مكانة عظيمة عند المصريين القدماء، ولكن الزمن غطاه بالمباني، كان من الممكن أن تسير بين المباني فتجد رأس كبش بين القمامة، أو تجد بقايا تمثال في الأزقة.

وأشار إلى أن مصر للأسف لا تستطيع استكمال وإعادة بناء التماثيل المتبقية، حيث أن المدرسة المصرية في الترميم لا تقوم باستكمال الأثر، على خلاف المدرسة الإيطالية في الترميم والتي قد تستكمل بعض الآثار بمادة أخرى، ولكن المدرسة المصرية تحتاج إلى إيجاد 70% من الأثر حتى تستطيع استكماله.

أصل الطريق

ووفقا لموقع وزارة السياحة والآثار، قد تم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق، الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض.

 وقد تم إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.