رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فضل سور آل عمران.. وسبب تسميتها

24-10-2021 | 13:04


فَضْل سورة آل عمران

إيمان مجدي

 سورة آل عمران سورةٌ مدنيةٌ يبلغ عدد آياتها مئتَي آيةً، وتُعدّ من السور الطِّوال في القرآن، وحسب ترتيب السُّور في المصحف فهي السورة الثالثة في الجزء الرابع، وتحديداً الأحزاب: السابع، والثامن، والتاسع، أمّا من حيث ترتيب النزول، فقد نزلت بعد نزول سورة الأنفال.

سبب تسمية سورة آل عمران

سُمِّيت سورة آل عمران بهذا الاسم؛ لأنّ الله -تعالى- ذكر فيها عمران وأهله، والتسمية توقيفيّةٌ؛ أيّ أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أشار على الصحابة -رضي الله عنهم- بتسميتها، وتجدر الإشارة إلى أنّ تسمية بعض سُور القرآن كانت بالنظر إلى ما ورد فيها من قصصٍ وأحداثٍ، كتسمية سورة البقرة؛ إذ سُمِّيت بذلك لورود قصة البقرة فيها، امّا عمران فهو والد مريم أمّ عيسى -عليهما السلام-، وقد ذكر الله في سورة آل عمران قدرة الله -سبحانه- في ولادة مريم، وابنها عيسى،  ومن الأسماء التي سُمِّيت بها سورة آل عمران الزهراء؛ إذ ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال فيها: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ)، كما نُقِل عن الإمام القرطبيّ أنّها تُسمّى بتاج القرآن، إلّا أنّه لم يُذكَر أيّ مستندٍ لسبب ذلك الاسم.

سبب نزول سورة آل عمران

 ذكر الإمام الواحديّ في أسباب نزول سورة آل عمران أنّ أوّلها إلى قول الله -تعالى-: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، نزل بسبب وَفْد قبيلة نَجْران، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، وقال آخرون من أهل العلم إنّ سورة آل عمران نزلت بعد سورة الأنفال؛ أي في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة؛ بسبب غزوة أُحد، وتجدر الإشارة إلى أنّ المُفسّرين اتّفقوا على أنّ كلّاً من قول الله -عزّ وجلّ-: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ...)،[ وقوله أيضاً: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ...)، نزلَ في غزوة أُحد، ونُقِل عن الإمام القرطبيّ أنّ أوّل سورة آل عمران نزل في الحديث عن وَفْد نجران إلى قوله -تعالى-: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ...)

فَضْل سورة آل عمران

 بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل سورة آل عمران؛ فقال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما)،  وقال الإمام النووّي -رحمه الله-: "سميَتا بذلك؛ لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أمرهما"، و"غَيايَتانِ" مفرد غياية؛ أي كلّ ما يُظِلّ، ويحجز حرّ الشمس، ولفظ "فِرْقانِ"؛ أي قطعتان، ويُقصَد بذلك: أنّ ثواب سورتَي البقرة وآل عمران يُظِلّ العبد يوم القيامة،  كما أنّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يُعظّمون سورة آل عمران، يروي في ذلك الصحابيّ أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كان رجُلٌ يكتُبُ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ، وكان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا).