يعتبر الماء قوام الحياة وأساسها الرئيسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، كما أنه عماد كل حضارة وتنمية، حيث تتجلى خصوصية الماء في أنه أثمن شيء خلقه الله تعالى بعد البشر، وفي ظل تنامي العجز في الموارد المائية فإن الدولة تحاول تقليل الفجوة بين الموارد المائية والاحتياجات المتزايدة من خلال إعادة تدوير المياه والذي يمثل 25% من الاستخدام الحالي، بخلاف استيراد مياه افتراضية في صورة سلع غذائية لسد باقي العجز، وقد انطلقت فى 14 أكتوبر 2018 فعاليات مؤتمر أسبوع القاهرة للمياه تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة نحو 77 وزيرا، والعديد من الجهات المختصة والمنظمات الدولية، لرفع الوعي بقضايا المياه وتعزيز الابتكارات لمواجهة التحديات المائية ودعم الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

فالعالم اليوم يواجه تحديات كثيرة فيما يخص المياه نتيجة التغيرات المناخية، ومصر ضمن دول العالم التى تواجه نفس التحديات لأن 97% من أراضيها صحراء، و 97% من مواردها المائية تنبع من خارج الحدود وهذه الموارد غير كافية لسد الاحتياجات المطلوبة فى كل القطاعات.

أهمية أسبوع القاهرة للمياه

وفي هذا الصدد، قال الدكتور نور أحمد عبد المنعم، خبير المياه، إن أسبوع القاهرة للمياه هو توجه من الدولة في إطار الاهتمام بعنصر المياه، فهناك أسبوع القاهرة للمياه واليوم العالمي للمياه، فلمياه هي مورد الحياه وسر الوجود فقال الله تعال " وجعلنا من الماء كل شئ حي".

وأوضح عبد المنعم، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن مصر في ظل ما تواجهه من نقص وشح في الموارد المائيه لديها، تحاول ترشيد استخدام المياه ، مما يفرض وجوب الاهتمام الإعلامي ونشرالتوعيه المايه للمواطن المصري، عن طريق جعل عنصر المياه له دور وتوجه وأهتمام متمثل في أسبوع من كل عام، فتتولي وزراة الموارد المائية برنامج توعوي لزيادة الوعي المائي لدي المواطن المصري من خلال الإعلام والندوات والمنشورات ووسائل الاع لام واجهزة التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن مصر الأن تعاني من نقص وندرة في المياه، وهذا الأمر سيزداد سوء ويتفاقم إلى حد الأزمة في المستقبل القريب خاصة مع تداعيات أزمة سد النهضة وأكتمال بناءه وملئه، فليس هناك وسيله أخري لأحتواء الأمر سوي زيادة وعي المواطن والمستهلك وكل من يستخدم هذا العنصر الحيوي في حياتنا اليومية.

وأشار أن سد النهضة يمثل للمواطن المصري قلق وتخوف وتهديد، من جراء النقص المنتظر حدوثه في المستقبل كتهديد لموارد مصر المائية ومن ثم يأتي هذا الأسبوع للتأكيد على الوعي بترشيد أستهلاك المواطن من إيراداته ومواردة المائية، وفي ظل وجود خطر بحجم سد النهضة فلا يكفي فقط أطلاق أيبوع القاهرة للمياه بل شهر وعام واكثر للتوعية بأضرار وسوء الهدر في أستخدام المياه على المواطن قبل الدولة.

أهداف أسبوع القاهرة للمياه

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فوزي، أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، إن أسبوع القاهرة للمياه مهم للغاية لما يناقش فيه من أمور وأهداف هامة تتمثل في، تبادل الاراء في كل ما هو جديد في علم المياه، وتبادل الآراء في تجارب الدول في  تحديث السياسيات المائية والحفاظ والترشيد في المياه، وتعريف الدول بالمشاكل التي تعانيها الدول الأخرى والمساعدة في حلها فنيا وربما ماليا وسياسيا.

وأوضح فوزي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أرجو من هذا المؤتمر الوصول إلى أحد هذه الأهداف أو على الأقل بعضها جزئيا، كما يسهم في إظهار الوضع المائي لمصر للدول المتواجدة في المؤتمر، وأن مصر ليس لديها رفاهية مياه بالعكس مصر في حالة ضنك وفقر مقمع من المياه وأنها في امس الحاجة لنقطة مياه، وأن أي نقص من المياه سوف يؤثر على الحياه في مصر، فكل نقطة مياه تساوي حياه.

وأضاف أن مصر لم تترك جهدا ماديا أو فنيا أو معنويا أو حتي جماهيريا في الحفاظ على المياه، بل حاولت الاستفادة من كل نقطة مياه بأقصى قدر ممكن في ظل الأمور التي تعاني منها مصر، وبالتالي مناقشة مصر لكل هذه الأمور يعد أحد أساليب الضغط من مصر على الجانب الإثيوبي، وإظهار مدي التعاون الذي قدمته مصر للجانب الإثيوبي في هذا الشأن وقوبل بالتعنت.