كشف الدكتور محمد سعد الدين رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات ورئيس جمعية مستثمري الغاز، أن مصر أكبر المستفيدين من أزمة ارتفاع أسعار البترول عالميا، بسبب وعى القيادة السياسية في قراءة المستقبل، ما دفعها إلى سرعة تحقيق الاكتفاء الذاتى من أغلب مشتقات البترول والكهرباء خلال سنوات قليلة.
وأرجع سعد الدين الأسباب التي أدت إلى الإرتفاع الكبير فى أسعار الطاقة العالمية، لـ"أزمة كورونا"، عندما توقفت عجلة الإنتاج الصناعىي في أغلب دول العالم، ما أدى إلى انخفاض استهلاك الطاقة، وبالتالى حدثت أزمة انخفاض أسعار البترول عالميا إلى السالب، ما دفع شركات استخراج البترول إلى خفض إنتاج الحقول وتوقف الإستكشافات.
وأضاف سعد الدين أن التغيرات المناخية أدت إلى توقف بعض المناجم فى دول عديدة أبرزها البرازيل، ما دفع بعض سدود توليد الكهرباء إلى التوقف فى بعض الدول، والتزام منظمة الأوبك بتخفيض انتاج البترول للحفاظ على توزان الأسعار قبل عام، واليوم بدأت فى زيادة الإنتاج من جديد بعد تحقيق الهدف، بالإضافة إلى عدم تجديد العقود الأجلة للبترول.
واستطرد سعد الدين قائلا: "الأن مع بدء حصار أزمة كورونا، وعودة الإنتاج العالمى للمصانع من جديد، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة في العديد من الدول، خاصة الأوربية، دفع المواطنين في العالم إلى زيادة استهلاك الكهرباء، وزاد الطلب العالمى على الطاقة وارتفعت الأسعار بشكل كبير من 40 دولار إلى أكثر من 80 دولار للبرميل، فى الوقت الذى مازال هناك انخفاضا فى الإنتاج العالمى للبترول، كما تضاعفت أسعار الغاز العالمية 8 مرات من نحو 3 دولار إلى قرابة 30 دولار للمليون وحدة.
وكشف رئيس لجنة الطاقة بإتحاد الصناعات أن كافة المنتجات التى تعتبر الطاقة مٌدخلا رئيسيا فى إنتاجها، مرشحة للزيادة فى الأسعار، سواء الصناعات الثقيلة أو شركات النقل والشحن.
وأكد سعد الدين بأن مصر في الوقت الحالي في ظل وجود مناخ جاذب للاستثمار والاستقرار السياسي والاقتصادي، أمامها فرصة استغلال هذا الظرف العالمي، واستغلال الغاز المحلي لتقوية الصناعة الوطنية، وإنشاء صناعات قوية، لتحقيق قيمة مضافة من الغاز، بدلاً من تصديره خاماً .
وقال بأن رجال الصناعة الوطنية الذين كانوا ينادون بتخفيض أسعار الغاز لصناعاتهم، أصبح سعر الغاز فى مصر لا يقارن على الإطلاق بالأسعار العالمية علاوة على انخافض الإنتاج العالمى بسبب تلك الأمة وأصبحت فرصة المصريين الأن فى زيادة الإنتاج المحلى وتحسين جودته وزيادة التصدير بأسعار تنافسية.
وأصبحت فرصة مصر كبيرة الأن فى خفض الواردات خاصة مع ارتفاع أسعارها لتحقيق توازن فى ميزان المدفوعات فى ظل وجود فرصة للمنتجات المحلية لتحقيق انتشار أكبر وتحسين الجودة، مشيرا وصل انتاج الطاقة المهربائية الى 58 الف ميجا، اى مايساوى ضعفين ما كانت تنتجه مصر عام 2010
واوضح سعد الدين مصر استطاعت ان توفر تلك الطاقةً بمقدار 15 الف ميجا وأت عن احتياجتنا، وان تلك الطاقة مطلوبة لما تقوم به مصر من العديد من البنية التحتية لمشروعات قومية عملاقة مثل العاصمة الاداريةً، والعلمين الجديدة، ومدن اخرى كالجلالة ومناطق ومدن صناعية جديدة فى العديد من المحافظات
واضاف رئيس لجنة الطاقة هذا بخلاف مبادرة القيادة السياسية لحياة كريمة، وتوصيل الكهرباء لجميع القرى والريف المحرومة.
واشار مصر تقوم بمشروعات للنقل الحديث مثل القطار الكهربائى والمونوريل ومترو الإنفاق بمراحله المتعددة، وهذه مشروعات تحتاج لطاقة ضخمة، منوها بخلاف المشروعات الزراعية الكبرى مثل ( الدلتا الجديدة ) ومشروع مليون ونصف فدان، واستيعابها لإعداد سكنية ستنقل لها .
واضاف سعد الدين لم اكتفى مصر بوجود فائض لديها من الطاقة، بل تقوم الان بعمليات ربط مع الدول العربية والافريقية والاسيوية والاوروبية لمد الطاقة لها، ففى قارة اسيا يوجد ربط مع الاْردن والعراق والسعودية، وفى افريقا مع السودان فى الجنوب ، ومع ليبيا فى الغرب، ومشروع ربط مع قبرص واليونان لتصدير الطاقة لدول اوروبا.
وهذه المشاريع استباقية لاستغلال فائض الطاقة
واضاف سعد الدين مصر تقوم بمشروعات اخرى موازية لانتاج الطاقة من خلال الطاقة الجديدة والمتجددة ، سواء من الطاقة الشمسية فى برمبان، او من طاقة الرياح فى الزعفرانة، والتى تقدر ب 20 % من اجمالى الطاقة، اومن الطاقة المائية، مشيرا الى ان هناك قطاع البترول ينتج الغاز يوفره ليغطى تلك المشروعات،
ونوه رئيس لجنة الطاقة بان القيادة السياسية تعاملت مع هذه الملفات باقتدار وحكمة بمواردها، فتعاملوا مع المحطات القديمة، فقامت بنظام دورة مركبة، وأنشأت 3 محطات جديدة أنتجت 14 الف و400 ميجا، موضحا الدورة المركبة للمحطات القديمة تم استخدام سيبروا باين بدل من استخدام جاز باين فوفرت 50% من الطاقة المستخدمة، بقيمة مليار دولار فى العام ، وخلال 7 سنوات ستوفر مصر تكلفة انشاء المحطات الجديدة، والتى تكلفت 6 مليار دولار .
واكد سعد الدين مصر ستصبح مركزا عالميا لتصدير الطاقة الكهرباء والغاز لدول العالم، وتكون عمليات التصدير للطاقة بالتبادل مع الدول المجاورة خلال ساعات الذروة لتلك الدول حتى لاتهدر، واضاف ان الهدف من تصدير الغاز لاوروبا والكهرباء للدول المجاورة سيعزز دور مصر سياسيا على المستوى الاقليمى والدولى، وهذا بطبيعة الحال سيعطى قيمة وقدر للمواطن المصرى بين شعوب العالم.