«عزبة الأهالي».. مملكة الزهور في مصر والمصدِّر الأول إلى أوروبا
هي مملكة الزهور في مصر، ووجهة لمحبي اقتناء الزهور وخاصة الشركات والمؤسسات الكبرى والتصدير للخارج، إنها "عزبة الأهالي" في القناطر الخيرية، والتي تشتهر بزراعة الزهور والورود، حيث تعد هي المصدر الأول للورود في مصر والمصدر الأول إلى أوروبا، ويعمل غالبية سكانها في زراعة الزهور.
العزبة أشبه بمشتل كبير يعمل نحو 90% من سكانها في مجال زراعة الزهور، فهي مهنة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وتميزوا فيها وأصبحوا المصدر الأول لتصدير الزهور للخارج، بشتى أنواعها سواء القطف أو الزينة، فتتحول في الربيع إلى مصدر للبهجة والألوان لكل أنواع الورود والزهور ووجهة عشاق الزينة.
منشأة الزهور
المهندسة سحر المنشاوي، مدير الإدارة الزراعية بالقناطر الخيرية، قالت إن العزبة من أشهر الأماكن بزراعة الزهور في مصر على المستوى المحلي والعالمي لأنها تصدر لدول الخليج والعالم أجمع، مؤكدة أنها على المستوى المحلي تعد العزبة من أوائل الأماكن التي يجري بها زراعة الزهور، حيث كانت قبل 50 عاما تزرع محاصيل حقلية مثل الذرة والبرسيم وغيرهما.
وأوضحت في حديثها لبوابة "دار الهلال"، أن العزبة منذ عهد محمد علي باشا استقبلت شتلات تم استيرادها من هولندا، ومنذ 50 عاما بدأوا يهتموا بنزراعة الزهور وتنشطيها، وهناك مشاتل زينة والقطف، موضحة أن مشاتل الزينة تشمل الأشجار التي يتم استخدامها للزينة سواء في الحدائق أو الأماكن العامة والمستشفيات وغيرها.
وأضافت أن مشاتل القطف تستخدم في زهور المناسبات التي تستخدم في الهدايا والأفراح والبوكيهات في كل المناسبات، مؤكدة أن هناك الكثير من العمالة في هذه المشاتل فتعد زراعة الزهور مصدر هام للأسر في عزبة الأهالي، فأصبحت تعرف بأنها مملكة الزهور، وكانت بقرار جمهوري صدر عام 2005 تقريبا تعرف باسم "منشأة الزهور".
خدمات وزارة الزراعة
المهمة الأساسية لوزارة الزراعة هي تقديم الإرشاد لأصحاب المشاتل في عزبة الأهالي، حسبما أكدت المهندسة سحر المنشاوي، قائلة: "إذا حدثت مشكلة يتصل بنا صاحب المشتل ونوجه له المرشد المناسب أو المهندس الزراعي لتعريفه كيفية حلها، وهناك مشتل 5 أفدنة يعمل بنظم الري الحديث بالتنقيط وذلك نتيجة التوعية الإرشادية من الزراعة بأهمية هذه النظم".
وأكدت أن الري بالتنقيط يقضي على عفن الجذور وكذلك ترشيد استهلاك المياه وزيادة الإنتاجية، وهو الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الزراعة لأصحاب المشاتل، مضيفة: "إذا تعرض أصحاب المشاتل لأي مشاكل مرضية في زراعاتهم يلجؤون للوزارة لشراء المبيدات مع تقديم الإرشادات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلات".
عدد مشاتل عزبة الأهالي
وأشارت إلى أن عدد مشاتل عزبة الأهالي هو 30 مشتل زينة و30 مشتل زهور قطف و7 صوب زراعية، وهناك الكثير من أصناف الزهور مثل زهور القطف ليليوم والجبسوفيليا والكرزنتم، والمساحة الكلية للعزبة 125 فدان، موضحة أن عدد العاملين في مشاتل الزهور يمثلون نحو 80% من السكان في عزبة الأهالي.
"الإنسان يشعر براحة نفسية من الجلوس والتعامل مع الزهور وهو ما يدفع الأهالي للعمل في هذا المجال، ومعظم العاملين بالمشاتل سيدات وأطفال"، تضيف سحر المنشاوي، موضحة أن معظم أهالي القرية والمناطق المجاورة يعملون في المشاتل بما يعادل نحو 80% أو 90% منهم.
وأكدت أن شم النسيم هو أكبر موسم للزهور في القرية، فخلاله تنظم القرية مشتل كبير أو معرض للزهور يحضره المحافظ ووكيل وزارتي الزراعة والري، ويكون المعرض كبيرا ومناسبا للجميع، موضحة أن المشتل يعمل باستمرار والإنتاج يتم تصديره باستمرار، وأصحاب المشاتل لديهم القدرة على تسويق منتجاتهم وفقا للبورصة.