رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد فوز ماكرون .. فرنسا تستنخ التجربة المصرية

2-6-2017 | 15:34


تقرير : إيمان العمرى - نيرمين طارق

بعد فوز إيمانويل ماكرون الذى لم يبلغ الأربعين من عمره فى الانتخابات الرئاسية بفرنسا اعتبر البعض بلد النور قدوة فى تمكين الشباب سياسيا، وقد حازت تلك التجربة إعجاب الكثيرين رغم أن مصر سبقت فرنسا فى تولى الشباب حكم البلاد، ففي عام 1954 تولى عبد الناصر رئاسة الجمهورية المصرية وكان في الرابعة والثلاثين من عمره ليصبح أول رئيس شاب لمصر، تفاصيل التجربة فى السطور التالية.

فى البداية يقول عمر البانوبى أمين عام مساعد أمانة اللجان المتخصصة بحزب مستقبل وطن: يحتاج  الشباب فى مصر إلى فرص أكبر للمشاركة فى الحياة  السياسية والعمل العام حتى يتمكن من الوصول إلى مناصب قيادية فى سن صغيرة، كما يجب أن تتمتع الأجيال الجديدة بروح المغامرة، فخوض معترك الحياة السياسية لابد أن يكون فى سن صغيرة مثل الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى بدأ بالمشاركة فى العمل العام ثم انضم للكونجرس، ولن يتأتى ذلك إلا بتغيير ثقافة المجتمع حتى يمكن لأفراده تقبل وجود الشباب فى مناصب قيادية، فعندما يصل شاب إلى منصب رفيع ويثبت كفاءته بالتأكيد سيحدث التغيير، كما يجب أن تتواجد الثقة بين الشباب والدولة بمعنى أن تثق السلطة في الأجيال الجديدة وقدراتها على الاضطلاع بالمسئولية".

عقبات

ويؤكد وليد نصر، مسئول لجنة حقوق الإنسان بحزب الدستور أن الشاب المصرى يواجه عدة عقبات تمنعه من المشاركة فى العمل الحزبى والعام فبعد تخرجه يبحث عن عمل حتى يلبى احتياجاته اليومية لكنه يواجه بالعقبة الأولى وهى عدم وجود فرص عمل بالجهات الحكومية فى الوقت الذى يستنزف فيه القطاع الخاص طاقة الشاب فيجد نفسه فى دوامة من الجهد المتواصل لبناء مستقبله ولا يجد أى وقت للمشاركة فى العمل العام، بالإضافة إلى اتجاه عدد كبير من الشباب إلى الهجرة لتوفير متطلبات الزواج، مشيرا إلى أن التعليم يمثل عقبة كبيرة فى طريق تولى الشباب المناصب القيادية حيث تحتاج المنظومة التعليمية إلى تغيير شامل لتخريج أجيال قادرة على تولى المسئولية، لافتا إلى أن التاريخ شهد زعماء شباب مثل مصطفى كامل وقت أن كانت الدولة تولى التعليم اهتماما كبيرا.

واعتبرت الكاتبة السياسية بهيجة حسين أن نجاح ماكرون في الانتخابات الرئاسية بفرنسا مؤشر على أن قيم الحرية والديمقراطية جزء من ثقافة هذه المجتمعات، وإنه حصل على أكبر عدد من الأصوات لأنه سياسي ناجح استطاع أن يكون خلفية سياسية من خلال خضوه معترك العمل السياسي فى سن مبكرة حيث انضم إلى الحزب الاشتراكي ثم تقلد إحدى الوزارات وأخيراً تم انتخابه رئيسا للجمهورية، لافتة إلى وجود العديد من العقبات التي تواجه الشباب المصرى في العمل السياسي ومنها ضعف الأحزاب السياسية وغياب دورها فى المجتمع وذلك لأسباب كثيرة منها تضييق نظام مبارك السابق عليها طوال فترة حكمه والتدخل في شئونها بشكل مباشر أو غير مباشر حتى وصل الأمر لخلق صراع داخلها وتجميد بعضها فتم تفريغها من محتواها، كل ذلك أدى إلى التخبط السياسي الذي عانى منه المجتمع خاصة الشباب.

وتابعت: رغم أن الظروف الاقتصادية الصعبة أحد أسباب اهتمام الشباب بالسياسة، لكن ذلك يتم بصورة غير منظمة وخارج مساراه الطبيعي حيث الأحزاب والنقابات المهنية، فاشتراك الشباب في ثورتى 25 يناير  و30 يونيو لم يكن أمرا غير طبيعى  لأن الثورات هي ذروة المشاركة السياسية ودائما ما يكون الشباب هم أيقونتها، كما فعل عبد الناصر ورفاقه عندما قاد ثورة يوليو وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، لذا لابد من أحزاب سياسية منظمة وفاعلة قادرة على تأهيل الشباب لقيادة البلاد.

الإيمان بقدراتهم

أما د. سهير عثمان، الأستاذ المساعد في كلية الإعلام جامعة القاهرة فترى أن عدم الإيمان بقدرة الشباب في تقلد مناصب سياسية عليا من أهم المعوقات التي تواجههم وتجعل من الصعب أن يتولوا مقاليد الحكم بالإضافة إلى الاعتقاد الثابت لدى أفراد المجتمع أن الشباب غير قادرين على إحداث تغيير حقيقى، كما أن الإعلام هو مرآة الدولة التى تعكس سياستها والواقع يثبت أن الإعلام لا يدعم الشباب كما هو حال الدولة، لذلك أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بديلاً سياسياً افتراضياً للشباب، وفيس بوك صانعاً للحركات السياسية الشبابية وداعماً لها.

كبار السن

بينما أرجع د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية غياب الشباب عن المناصب القيادية بالدولة إلى سيطرة كبار السن على مقاعد الوزراء ما يجعل الشباب يعتقدون أنها محجوزة للكبار رغم نجاح البعض فى الوصول إلى تلك المناصب بالخارج، لافتا إلى أن وجود تيار معاد لتقلد الشباب تلك المناصب يجعله يتراجع عن الانخراط فى العمل السياسى، فأثناء ثورة 25 يناير لم يظهر شاب سوى جمال مبارك وذلك ليس لأنه مؤهل للعمل والقيادة بل لأن الواسطة لعبت دوراً كبيراً فى ظهوره إعلاميا وسياسيا، داعيا الدولة إلى تشجيع الشباب وإتاحة الفرصة لهم لتولى المناصب الكبرى حتى لا يشعرون أن هناك جهات معينة أو مراحل عمرية تحتكر تلك المناصب.

مرحلة الطفولة

وحول آليات تمكين الشباب يقول د. مسعد عويس، رئيس جهاز الشباب السابق بوزارة الشباب والرياضة: البداية يجب أن تكون من مرحلة الطفولة بتدريب الطلاب على الممارسة الديمقراطية من خلال الأنشطة الطلابية وذلك بقرار يشمل كل المدارس في البلاد بأن يكون هناك برلمان للتلاميذ والطلاب يمارس مهامه بطريقة سليمة ولا يخضع لأهواء شخصية، وإنما يكون جزءاً من العملية التربوية ولا يجوز انتخاب الفرد فيه أكثر من مرة أو مرتين، وبذلك ينشأ الشاب لديه القدرة على ممارسة الديمقراطية الصحيحة بطريقة سليمة، مؤكدا على ضرورة أن تصبح الديمقراطية جزءاً من إدارة أي مؤسسة خاصة مؤسسات المجتمع المدني التي يجب أن يتم فيها تداول السلطة لإخراج أجيال جديدة.