رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الدراويش وزعيم الثغر وكبير الفلاحين مستمرون فى «الممتاز».. الأندية الشعبية.. تصحيح المسار «إجبارى»


23-5-2025 | 17:51

الأندية المصرية الجماهيرية

طباعة
احمد المندوه

يبدو أن قرار رابطة الأندية المحترفة المصرية مؤخرا بالغاء الهبوط هذا الموسم، جاء بمثابة قبلة الحياة والإنقاذ للأندية الشعبية المصرية التى كانت على حافة الهبوط للقسم الثانى الموسم الحالى لولا القرار الأخير، لكن هذا القرار يجب أن يكون بداية تصحيح المسار لهذه الاندية الشعبية التى دائما ما أثرت الكرة المصرية والمنتخبات الوطنية بداية من دراويش الإسماعيلى وزعيم الثغر الاتحاد السكندرى وعملاق الفلاحين غزل المحلة، فهذه الأندية الجماهيرية كانت فى عصرها الذهبى تضم أسماء لامعة تتردد على منصات التتويج، ولكن الآن تكافح فى قاع جدول ترتيب الدورى المصرى الممتاز، وكانت قبلة النجاة على يد رابطة الأندية، التى أعلنت رسميًا إلغاء الهبوط هذا الموسم

الجماهير لديها تساؤلات كثيرة تطفو على السطح.. هل الخلل فى الإدارة، أم أن اللاعبين لم يكونوا عند المستوى المطلوب، أم أن المشكلة أعمق من ذلك؟.. فالتاريخ العريق لهذه الأندية يجعل من الصعب تقبّل فكرة أن تصبح فرقًا مهمشة، حتى مع إلغاء الهبوط هذا الموسم، فالخطر ما زال قائما، والجماهير تنتظر بفارغ الصبر أى بصيص أمل، أى تحسن ولو بسيطا، لكن الوقت يمر، والمباريات تتوالى، والنتائج تبقى مخيبة للآمال.. هل سيكون هناك تصحيح للمسار قبل فوات الأوان؟.. فهذا ما يتمناه كل مشجع مصرى، وليس من أنصار الإسماعيلى أو الاتحاد السكندرى أو غزل المحلة، لكنه يبدو أن هذه القلاع الثلاث ستكون مع كابوس قادم.

 

سيد بازوكا: «برازيل مصر» يقتربون من الهاوية

 

سيد أحمد عبدالرازق الشهير بـ«سيد بازوكا»، أسطورة الإسماعيلى فى الستينيات، لا يخفى قلقه على حال النادى الذى يحبه، يتحدث بصراحة عن خطر حقيقى يهدد الدراويش بالسقوط للدرجة الثانية، حتى بعد قرار رابطة الأندية الأخير، وهو أمر مؤلم لأى مشجع، لأن الأمر ليس الأول من نوعه، حيث سار «برازيل مصر» على هذا الدرب منذ 5 مواسم.

 

«المجلس الحالى وجد النادى فى حالة يُرثى لها»، كما يقول «بازوكا»، مستطردًا أن المهندس نصر أبو الحسن رئيس النادى يواجه تحديات ضخمة، فغياب الأموال يحول دون حل مشاكل اللاعبين وتجديد عقودهم، ما جعل الأمر ليس سهلا، وبالتالى فلن تكون هناك حلول سحرية لهذه الأزمات المتشابكة، فالوضع الحالى يتطلب لاعبين متميزين لإنقاذ الفريق، لكن الظروف المادية تجعل هذا الحلم بعيد المنال، كما أن التغييرات التى طالب بها الجمهور لم تأتِ بالنتائج المرجوة، بل زادت الأمور تعقيدًا.

 

وأضاف أن التغيير المستمر للمدربين أثر سلبا على أداء الفريق، لأن اللاعب يحتاج إلى الاستقرار، فكثرة التعليمات تسبب تشتتا وتراجعا فى الأداء، وما نراه الآن من ضعف فى تركيز اللاعبين هو نتاج طبيعى لهذا التغيير الدائم، الكلام صعب، لكنه واقع يجب مواجهته، الإسماعيلى بحاجة إلى قرارات جريئة، وإلا ستكون العواقب وخيمة فى الموسم الجديد، خاصة أن المشهد داخل الملعب يزداد إرباكًا مع كل مباراة، والأخطاء تتكرر بشكل مزعج، يبدو أن الإسماعيلى يواجه خطرا حقيقيا هذه المرة، والجماهير هى مَن تتحمل العبء الأكبر، هؤلاء المشجعون الذين لا يتخلون عن فريقهم رغم كل شيء، يدفعون الثمن غاليا، تراهم يتبعون الفريق فى كل مكان، بغض النظر عن النتائج المخيبة، حبهم للنادى لا يتزعزع، لكن الصبر له حدود، والوضع الحالى مؤلم حقا، والجماهير تعانى من توتر مستمر بسبب ضعف الأداء.

 

المشكلة أن هذا التراجع ليس جديدا، بل هو شبح يطارد الفريق منذ خمسة مواسم، فكرة الهبوط أصبحت كابوسًا يخيم على الجميع كل عام، ولا أحد يعرف كيف ستنتهى هذه القصة، وفى النهاية، الجماهير تريد مجرد بصيص أمل، شيء يذكرهم بأن هذا الحب الذى يقدمونه ليس عبثا، لكن مع كل مباراة، يبدو أن الأمل يتبدد أكثر، حسبما أعرب بازوكا عن استيائه.

 

نفتقد روح «الدراويش» التاريخية

 

أحمد العجوز، المدرب المخضرم ومدير الكرة السابق للإسماعيلي، تحدث بصراحة عن التراجع الواضح فى النتائج، وفقدان الثقة بين اللاعبين، الضغوط النفسية تبدو جلية، والنتائج تعكس ذلك بوضوح، لكنه فى نفس الوقت لم يغفل عن دعم المدرب تامر مصطفى، مشيرا إلى أن رئيس النادى والجماهير يقفون خلفه دائما.

 

ويؤمن «العجوز» بأن تصحيح المسار ممكن، لكنه يحتاج إلى سرعة فى اتخاذ القرارات، ولكن لا وقت لذلك، فهناك لاعبون يمتلكون مواهب، إلا أن شيئًا ما ينقصهم، ربما هى تلك الروح القتالية التى اتّسم بها لاعبو الدراويش على مر العصور، والتى بدورها تشعل حماسهم من جديد.

 

«العجوز» أكد على نقطة غاية فى الأهمية، وهى الجانب النفسي.. كيف يمكن لفريق أن يقدم أفضل ما لديه وهو محبط؟.. فالمخضرم العجوز يعرف جيدا أن الإسماعيلى ليس مجرد نادٍ عادى، بل قلعة لها قاعدة جماهيرية كبيرة تنتظر خلف الجدران، وتاريخ يحكى قصصًا، لو استطاع المدرب إيصال هذه الرسالة للاعبين، لوجدتهم يلعبون بقلوبهم قبل أقدامهم، فالنادى بحاجة إلى صحوة سريعة، والوقت ليس فى صالحهم، كل مباراة تمر تصبح أكثر صعوبة، لكن ربما تكون الأزمة الحالية هى ما يحتاجه الفريق ليعود أقوى مما كان، الوقت بين المباريات قصير، لكن لا مجال الآن للتراخى أو تقديم الأعذار، الفريق بحاجة إلى خطوة بخطوة، بدءا من المباراة القادمة التى يمكن أن تكون نقطة تحول حقيقية إذا أرادوا ذلك.

 

وأضاف: «كنت أتحدث مع اللاعبين مؤخرا بطريقة ودية، لكنى أوضحت لهم أن هيبة الفريق لا تعود بالكلام، بل بالقتال داخل الملعب، كل لاعب يعرف الآن أن أى تهاون أو تقصير سيكلفه مكانه فى الفريق، المدرب تامر مصطفى لن يتردد فى اتخاذ القرارات الصعبة، فالروح التى نريدها لا مكان فيها للضعف»، على حد تعبيره.

المحلة ينقصه الفن والهندسة

 

شريف الخشاب، أحد نجوم غزل المحلة، فى عصرها الذهبى بالثمانينيات، يرى أن الفريق يمر بموسم صعب هذا العام، الأداء غير المستقر أوصلهم للمركز قبل الأخير فى الدوري، وهذا ليس بالأمر الغريب لمَن يشاهد أحوال الفريق، المشكلة الأساسية تكمن فى عدم تجديد الدماء، فاللاعبون الحاليون يعانون من نقص فنى واضح، ناهيك عن مشاكل اللياقة البدنية التى تطاردهم.

 

الفريق حاليا يعانى بشكل واضح، ووجوده فى المركز قبل الأخير ليس بالمستوى الذى يتناسب مع تاريخ غزل المحلة، فالأخير معروف بأنه من أكثر الأندية المصرية التى لها تاريخ، فكيف يقبل أن يتراجع إلى هذا الحد، لكن الأمل موجود دائما، ربما الفترة المقبلة تكون نقطة تحول حقيقية، فرصة لتصحيح المسار وإعادة الأمور إلى نصابها، كل شيء ممكن فى كرة القدم، والله وحده يعلم ما تخبئه الأيام، قد تكون هذه المحنة بداية انطلاقة جديدة، لمَ لا؟

 

وأضاف «الخشاب» أن المدير الفنى الحالى محمد عودة، رغم كونه مدربًا للفريق من قبل ويبذل جهداً كاملا، فإن الخيارات أمامه محدودة، والموارد المتاحة ضعيفة، وبالتالى فالإمكانات لا تسمح له بتحقيق معجزات، ولكن لديه نظرة مختلفة بعض الشيء، ويعتقد أن إمكانات اللاعبين الحاليين تفوق ما يظهرونه فى الدوري، لكنه يلاحظ تحسنًا لافتًا فى فترة التدريبات الخاصة، التى يقوم بها يوميا منذ توليه المسئولية الفنية والأداء سيتحسن رويدا رويدا، وهذا ما أطالب به جمهور المحلة بعدم التسرع فى الحكم على المدرب، لأن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هى نتيجة تراكمات فنية وبدنية على مدار الموسم، اللاعبون يمرون بفترات صعود وهبوط، وهذا ما يفسر التذبذب الواضح فى مستواهم، ربما يحتاج الفريق إلى بعض الصبر، وإعطاء الفرصة الكاملة للجهاز الفنى قبل إصدار الأحكام القاسية.

أخبار الساعة