رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

تحدثوا لـ«المصور» عن طموحاتهم أحلام الصغار ترسم المستقبل


25-5-2025 | 19:29

.

طباعة
حوارات أجرتها: أميرة صلاح

«جائزة الدولة للمبدع الصغير».. كشفت فى دورتها الخامسة عن مزيد من المبدعين، الذين يعدون الثروة الحقيقية لمجتمعنا وأغنى موارده على الإطلاق، فعلى عقولهم وإبتكاراتهم واختراعاتهم تنعقد الآمال فى مواجهة التحديات التى تواجه مسيرة التنمية الوطنية.

تُمنح هذه الجائزة تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسى، والتى تكون من سن 5 حتى 18 عامًا، فى مجالات الثقافة، الإبداع، الآداب، الفنون والابتكارات العلمية، وتصل قيمة الجائزة لـ40 ألف جنيه مصرى.

وتُعد مسابقة «المبدع الصغير» بوابة الأمل والتقدم لكافة الأطفال المبدعين على مستوى الجمهورية، لوجود بيئة خصبة لرعاية الموهوبين من خلال الاكتشاف المبكر للمواهب الصغيرة وتحفيز الطاقة الإبداعية فى عدد من المجالات المختلفة التى تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية العامة للدولة، والتى تعمل على بناء الإنسان المصرى وترسيخ هويته من خلال خلق آليات مؤسسية تعمل على تشجيع الأطفال على القراءة والكتابة والإبداع والابتكار، فى سبيل تحقيق الريادة الثقافية لمصر.

ينظم المسابقة المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور أشرف عزازي، فيما شهدت هذه الدورة مشاركةً واسعةً من مختلف المحافظات، حيث تصدرت أسيوط والجيزة والدقهلية والقاهرة والإسكندرية ودمياط وسوهاج قائمة المحافظات الأكثر تأهلاً للمرحلة النهائية، كما تفوق الفتيات على البنين من حيث عدد المشاركات، حيث بلغ عدد المشاركين 6570 مشاركًا من بينهم 4262 من الإناث و2308 من الذكور، فضلاً عن مشاركات من 9 دول عربية وأجنبية، أبرزها السعودية، الكويت، كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

«تصميم الألعاب»

 

تأثر أنتونى مينا ابن محافظة سوهاج بتعرض كبار السن وضعاف السمع وذوى الهمم، بعدد من الأضرار الصحية نتيجة عدم تذكر موعد الأدوية أو عدم المتابعة الدورية من قبل الطبيب، لذلك بدأ يفكر فى كيفية مساعدتهم بجهاز يسهل هذا الأمر، مما دفعه لابتكار جهاز يساعدهم على تذكر موعد الأدوية وقياس درجات الحرارة ومتابعتها مع الطبيب من خلال رسائل على الموبايل أو الإيميل ليمكنه من متابعته للحالة عن بعد، ومن خلال هذا الجهاز تمكن «أنتوني»، من الفوز بجائزة الدولة للمبدع الصغير، فرع الابتكارات العلمية، للفئة العمرية الأولى.

أنتونى مينا، عبر سعادته للفوز بهذه الجائزة، قائلاً: «شعرت بسعادة غامرة لحظة معرفتى بالفوز، وأن اختراعى لقى إعجابًا من قِبل اللجنة المشرفة»، وأضاف صاحب الـ12 عاما: «كان لدى فضول دائم عن كيفية تشغيل الألعاب، لذلك كنت أقوم بتفكيك السيارة مثلاً لأكتشف كيف يعمل الموتور والريمود، ثم فكرت لما لا أقوم بتصميم واحدة، ونجحت بالفعل، ثم تطور الأمر وطورت من نفسى بالدورات التدريبية، إلى أن وصلت لاختراع هذا الجهاز smart doctor.

تمنى الطالب بالصف السادس الابتدائى، أن يلتحق بكلية الهندسة قسم الميكانيكا، ليتمكن من استكمال مسيرته فى الابتكار، وأن يتمكن من اختراع جهاز يعود بالنفع على المجتمع المصرى والعالم أجمع.

فيما قالت د. أميرة محب حسنى، والدة أنتونى، إن موهبة نجلها منذ صغره وهو يهوى تصميم الألعاب، ثم بدأ يهتم بالأسلاك وتفكيك ألعابه لاكتشاف كيفية تشغيلها والتعرف على التوازى والتوالى ومحاولة تركبيها مرة أخرى، وشعرت أن هذه الموهبة بحاجة أن تدعم بحضور عدد من الدورات التدريبية فى هذا المجال سواء كانت أون لاين أو بحضور مباشر لكى يستكمل مشروعاته بناءً على أسس علمية، فضلاً عن مشاهدة فيديوهات على موقع اليوتيوب، وقالت: «كنت أشجعه فى موهبته وأترك له المجال ليفكك ويركب ويخترع ولكن دون أن يتعارض ذلك مع أوقات المذاكرة، فالصف السادس الابتدائى يحتاج لمجهود كبيرة ووقت أكبر للمذكرة، متمنية أن يصبح مخترعًا ذا شأن عالمى».

 

الأديب المسرحى «آخر العنقود»

 

 

 

نشأته فى أسرة ثقافية، زرعت حب الأدب والتأليف فى نفسه منذ الصغر، شارك فى العديد من المسابقات الثقافية، كما شارك فى مسابقة عبدالتواب يوسف بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى مجال الحكى، حتى أنه تم تصعيده كأصغر مشترك فى المسابقة.

شغفه بأن يحصد الجائزة مثل شقيقه فى دورتها الثانية 2021 فى نفس المجال وهو التأليف المسرحى، جعله يقدم أكثر من مرة، ففى الدورة الثالثة شارك بمسرحية الرمال الحمراء وفى الدورة الرابعة شارك بمسرحية فلافيلو وحصل على شهادة تقدير، حبه لأدب المسرح يؤهله للفوز فى أغلب المسابقات كفوزه بأحسن مسرحية «بين الماضى والحاضر» تمثيل وإخراج بإدارة دكرنس التعليمية للعام الدراسى 2024/2025.

عمرو وائل مصباح الفائزة بجائزة «المبدع الصغير» فرع الأدب المسرحى، بعرض عمله «آخر العنقود»، حيث قال: «لا يمكن التعبير عن مدى فرحى وسعادتى لفوزى أخيرًا بهذه الجائزة، فهى المرة الثالثة التى أتقدم بها لهذه الجائزة، ولم أيأس إطلاقاً، كل مرة أجد حافزًا أكبر لأستمر، حتى تمكنت من الفوز هذا العام».

يراعى عمرو تنسيق وتنظيم الوقت، حتى يتمكن من ممارسة هوايته المفضلة مع الاهتمام بالمواد الدراسية، موضحًا أن والديه يشرحان له مناهج الصف السادس الابتدائى، لذلك يوفر الكثير من الوقت، ومن ثَم يكون هناك مساحة كافية للقراءة فى مكتبته.

«عمرو» تمنى أن يصبح أديبًا مسرحيًا له شأن كبير فى مصر خلال السنوات القادمة، مؤكدًا على أهمية هذا الفن الراقى الذى يمكن من خلاله توصيل رسائل اجتماعية هادفة للأطفال والشباب.

فيما علق وائل مصباح - والد عمرو، قائلاً: «بحكم عملى فى المجلس الأعلى للثقافة، أن القراءة فى منزلنا أمر أساسى، كما أنى حريص على اصطحاب الأولاد فى ورش العمل وورش القراءة والكتابة، فضلاً عن زيارتنا الدائمة والمستمرة لبيت الثقافة فى المنصورة، لذلك تجد كافة أفراد الأسرة لديها شغف القراءة والتأليف، فأبنى الأكبر حصد هذه الجائزة عام 2021، وكما حصدت ابنتى الصغرى جائزة أحسن كاتبة فرع القصة بمسابقة الكاتب الصغير هذا العام.. كما يحرص «مصباح» على التجمع مع «عمرو» وأصدقائه لعمل ورش عمل للتأليف من خلال محاكاة الطبيعة، مثلاً يطلب منهم تخيل يوم بدون هاتف محمول كيف سوف تقضى هذا اليوم، ثم يترك كل طفل يتخيل ويكتب ما تخيله على الورق، بحسب ما ذكره.

 

مقطوعة «شوبان»

 

بهذه المقطوعة أبهرت لارا محمد، لجنة الحكام، واستطاعت صاحبة العشرة أعوام الفوز بجائزة الدولة للمبدع الصغير فرع العزف آلة البيانو.

«لارا» قالت إنها تخصصت فى الموسيقى فهى تدرس فى مدرسة الكونسرفتوار القاهرة، لأنها تُحب عزف البيانو، ويدرس لها الكونكسير الدكتور علاء الوكيل، يتابع دراستها الموسيقية وتمارينها الخاصة، موضحة أنها تدرس فى الصف الخامس الابتدائى إلا أن الدراسة فى الكونسرفتوار تكون مختصرة، لذلك يكون الاهتمام الأكبر للموسيفى.

ولفتت إلى أن دراسة الموسيقى تتطلب تدريبًا مستمرًا يصل لأكثر من 5 ساعات يوميًا، وأحيانًا يتطلب أوقاتًا أكثر للتمارين، والاستيقاظ مبكراً، هو ما يساعدها على تنظيم الوقت بين المذاكرة وتمرين الموسيقى، فضلاً عن ممارسة هوايتها المفضلة، وهى الرسم.

فيما أوضح والدها محمد الجيد أن الدكتور علاء يولى اهتمامًا كبيرًا بـ«لارا» تصل لنسبة 90 فى المائة ويكون على اتصال يومى لمتابعة التمارين، فهو يطلب تسجيلين على مدار الأسبوع وأحيانًا أكثر من ذلك، مما جعلها من المتفوقين، فى هذا المجال، حيث عزفت سمفونية لشوبان وجوزيف هايدن وأيضًا لبخ، فهى لديها برنامج كبير حتى أنها تعزف مقطوعات أكبر من سنها، وفى المسابقة عزفت مقطوعة نوكترن رقم 20 للمؤلف فريدريك شوبان.

 

«الشعر بالعامية»

 

شاركت همسة أيمن، ابنة محافظة دمياط، ذات الـ12 عامًا، بثلاث قصائد فى مسابقة الدولة للمبدع الصغير، واستطاعت الحصول على المركز الأول فرع الشعر.

«همسة» عبرت عن سعادتها بفوزها بالجائزة، إذ تقول: «هذه ثانى مرة على التوالى أتقدم فى المسابقة ولكن هذه المرة حالفنى الحظ وفزت بالجائزة، وأكثر القصائد التى لاقت إعجاب لجنة الحكام قصيدة «ميديا»، وتدور أحداثها حول مواقع التواصل الاجتماعى، وأثرها فى حياتنا.. أردت أن أوضح فيها مدى أهميتها من ناحية، وسلبيتها من ناحية أخرى، خاصة تأثيرها على العلاقات الأسرية، لأننى لاحظت أن الكثير من الناس أصبحو مشغولين بالميديا وابتعدوا عن التجمعات العائلية. تفضل «همسة» الكتابة بالشعر بالعامية لاحتوائه على لغة سهلة وبسيطة قادرة على توصيل المعانى بأرق الكلمات، مشيرةً إلى أن الشاعر صلاح جاهين من أحب الشعراء إليها، ولكنها تقرأ كثيرًا وتحفظ لأمير الشعراء أحمد شوقى.

«بدأت الكتابة منذ عامين تقريبًا، وكانت أول قصيدة بعنوان «استنيت إنذار»، عبرت فيها عن حزنها لسفرى، هكذا نوه أيمن بدوى - والد همسة، لبداية موهبة التأليف لدى ابنته، مشيراً إلى أن بداية موهبة همسة منذ السابعة بإلقاء الشعر وكانت تشارك فى أغلب الأنشطة المدرسية ومديرية التربية والتعليم، وبدأت تقرأ الكثير من الكتب المختلفة وكانت تزور منتدى الثقافة ونادى الأدب وطلائع الشباب والرياضة برفقة والدتها.

وأشار إلى أن أول مسابقة شاركت فيها نجلته، كانت إلقاء شعر باللغة العربية الفصحة على مسرح وزارة الشباب والرياضة، وحصلت على المركز الثانى على مستوى لجمهورية وتم تكريمها من الوزير.. ولكن مشاركتها فى المشروع الوطنى للقراءة ساعدها كثيرًا فى تنمية موهبة الشعر، فقد كانت تجد كلمات قافيتها متشابهة مما يفيدها فى كتابة الشعر، ونحمد الله، «همسة» حصلت على الطالبة المثالية، المركز الرابع على مستوى الجمهورية.

 

أصغر متسابق وأشطر رسام

 

فاز خالد حسن حشاد، الطالب بالصف الأول الابتدائى، بالمركز الأول بالجائزة فرع رسم، ليُعتبر من أصغر الفائزين بالمسابقة.

فمصر مليئة المواهب ولكنها تحتاج لمن يكتشفها بمحافظة الدقهلية، وهذا ما حدث مع خالد، بالصدفة اكتشفت جيهان عبدالحميد مدرسة الرسم بمدرسة الشهيد أحمد حسين لغات، عندما دخلت فى حصة احتياطى وطلبت من الأولاد الرسم لتجد خالد حسن، لديه قلم جيد وسريع ليس بشكل كامل ولكنه يمكن تطويره، لذلك بدأت بمتابعته وتصحيح الرسومات التى كان يرسمها وإعطائه تعليمات حول الرسم والتلوين.

خالد قال إن «مس جيهان» ظلت تتابع رسوماتى وتعدل عليها، حتى جاءت ذات مرة وأخبرتنى عن المسابقة، ووافقت والدتى على الالتحاق بها، وظلت تتابع معى حتى انتهيت من الرسمة وأرسالتها للمسابقة.

فيما قالت إيمان عبدالغنى - والدة خالد، إن ابنها يحب الرسم، ولكن معلمته من اكتشفت موهبته فى المدرسة، وعملت على تطويرها وتنميتها من خلال تعليماتها، وهى من تولت التقديم فى المسابقة وتابعتها حتى ظهرت النتيجة وأبلغتنا بفوزه، متمنيةً أن يحقق حلمه بأن يكون رسامًا مشهورًا ومعروفًا.

أخبار الساعة