فنان موهوب، استطاع أن يؤكد موهبته مع كل عمل يشارك به، سواء فى التليفزيون أو السينما، يذكرنا بالزمن الجميل، دائماً له بصمته الخاصة فى أعماله، فهو لا يهتم بحجم الدور بقدر قيمته الفنية.
إنه الفنان أحمد كمال، الذى شارك مؤخراً فى فيلم «كيرة والجن»، عن الفيلم ونجاحه تحدثنا معه، ليكشف لنا سبب تحمسه للدور، ورأيه حول الأعمال التاريخية، وما الجديد الذى سيقدمه فى الفترة المقبلة، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
بداية.. ما الذى حمسك للمشاركة فى فيلم «كيرة والجن» رغم صغر مساحة الدور؟
الكاتب أحمد مراد والمخرج العظيم مروان حامد من الأسماء التى يسعدنى العمل معهم جداً، وهذا العمل هو الثانى معهما بعد «تراب الماس»، فالعمل مع مروان حامد ممتع جداً جداً، وكل فنانى مصر يعلمون ذلك ويتمنون العمل معه، وهذه هى البداية التى جذبتنى للعمل، أما الدور نفسه فقد جذبنى أيضاً رغم صغر المساحة، فهو تركيبة مختلفة عما قدمته من قبل، من خلال ضابط فى «جيش عرابى» وبعد هزيمته أُلصقت بعرابى وكل من معه تهمة الخيانة، وأصبح ممنوعاً عليهم ارتداء زى الجيش فى هذا الوقت، ومع ذلك قام بارتدائه مع علمه أنه سيموت، فكان يريد أن يشعر بانتصار ثورة 1919، فجمال الدور يكمن فى شعوره بأنه رجل مهزوم وطنياً، ولكنه يسعى إلى موته حباً فى وطنه
.
ما رأيك حول اختيار «حادثة دنشواى» كبداية للفيلم وأحداث ثورة 1919؟
كان مخططاً للفيلم أن يعرض سنة 2019 بمناسبة مرور مائة عام على ثورة 1919، لكن بسبب أحداث «كورونا» وأشياء أخرى تم تأجيل عرض الفيلم، والفيلم يناقش حدثاً مهماً جداً، فهناك أجيال كثيرة لا تعرف كثيراً عن حادثة «دنشواى»، بل هناك أيضاً من لا يعرف شيئاً عن ثورة 1919، خاصة الأجيال الحديثة، فعلاقتهم بالتاريخ شبه معدومة، وأنا عن نفسى تفاجأت من هذه الأجيال، خاصة أن هذا تاريخ حديث وليس تاريخاً فرعونياً، وسنجد أيضاً أن هناك من يعلم عن التاريخ الفرعونى ولكن معرفته بتاريخ مصر الحديث ليست جيدة، فقيمة الفيلم تكمن فى المعلومات الجيدة التى يقدمها للجمهور وللأجيال الحديثة.
ما رأيك فى الأعمال التاريخية.. وهل نحن فى حاجة إليها؟
نحن فعلاً فى حاجة إلى إنتاج أفلام تاريخية كثيرة ولكن هذا يتطلب المزيد من الإنتاج من قبل الدولة كما يحدث الأن إلى جانب إدراك المنتجين أنهم أمام عمل عظيم ليكونوا على أتم الاستعداد لإنتاجه بميزانيات تلائم قيمته، حتى يحقق النجاح المرجو، فالأمر يرجع للإنتاج الضخم فى المقام الأول، فالإنتاج التاريخى مكلف جداً وفى حاجة إلى تدخل جميع شركات الإنتاج، فهو يحتاج إلى ميزانيات غير محدودة، فعلى سبيل المثال فيلم «كيرة والجن» تخطى حاجز المائة مليون جنيه وهذا أضخم إنتاج فى تاريخ السينما المصرية، كما أنه كان أيضاً صاحب أسرع عائد للإيرادات، فحتى الآن تخطت إيرادات الفيلم حاجز الـ70 مليون جنيه فى أسبوعين من عرضه، هذا على مستوى التوزيع الداخلى فقط، بخلاف التوزيع الخارجى، حيث تم توزيعه خارجياً فى السعودية وأمريكا والدول الأوروبية.
بعد كل هذا النجاح الذى حققه الفيلم وتصدره شباك الإيرادات.. هل توقعت له كل هذا النجاح؟
الحمد لله على هذا النجاح، الذى أرى أنه لم يكن وليد الصدفة، بل إن الفيلم جمع بين كل عوامل النجاح، بداية من القصة التى كتبها المؤلف الرائع أحمد مراد صاحب الجماهيرية العريضة، مع مجموعة من الفنانين والنجوم أصحاب الأسماء الكبيرة فى السينما، لكل ممثل منهم جمهوره الذى يحبه وينتظر منه كل جديد، بإدارة مخرج كبير وواعٍ مثل مروان حامد يتمتع بموهبة عالية وخبرات كبيرة، وأيضاً شركة الإنتاج التى لم تبخل على الفيلم بأى شىء مطلقاً، فكل عناصر النجاح كانت متوفرة فى العمل، والحمد لله استطاع الفيلم أن يحقق النجاح الذى يتناسب مع ما بذل فيه من مجهود.
أثبت «كيرة والجن» أهمية الأفلام ذات القيمة.. وعدم الاعتماد على الأفلام التجارية فقط.. ما رأيك فى ذلك؟
بالفعل هذا حقيقى جداً، وأعتقد أن «كيرة والجن» سيكون بوابة لأفلام جيدة فى الطريق، فقد كسر حاجز الخوف من الأعمال التاريخية وخوف المنتجين بسبب التكلفة العالية، ولكن «كيرة والجن» حقق إيرادات تشجع كل منتجى الأفلام على هذه الخطوة، وأتمنى أن أرى الكثير من الأفلام التاريخية لتتعلم الأجيال الجديدة عن تاريخنا الحديث، الملىء بالأحداث المهمة، فثورة عرابى على سبيل المثال تستحق وحدها أن يتناولها فيلم مستقل، وكذلك الفترة السابقة لثورة 1919، جديرة بتقديم فيلم عنها وحدها لإظهار ما حدث فى تلك الفترات، فتاريخ مصر حافل بالأمجاد
.
تعرَّض آخر أعمالك مسلسل «المشوار» للكثير من الانتقادات.. كيف رأيت ذلك؟
فى البداية تحمست للعمل بسبب المخرج محمد ياسين، فهو مخرج كبير جداً، الذى توقف لمدة 7 سنوات عن العمل منذ قدم مسلسل «أفراح القبة»، لكنه عاد للعمل مرة أخرى، وكذلك شجعنى على قبول العمل الشركة المنتجة، التى لا تبخل على ممثليها بشىء، ولكن حدثت اختلافات فنية وارتباك ما بالمسلسل، ولكن فى النهاية هو عمل قد يكون به بعض السلبيات ولكن به أيضاً أمور جيدة.
كان دورك بالمسلسل مختلفاً حول شخصية تاجر آثار لم تقدم من قبل.. ما رأيك فى ذلك؟
نعم، فالتلفزيون قدم شخصية تاجر الآثار كثيراً، وغالباً ما كانت تقدم فى زى الشخص البلطجى، ولكن فى مسلسل «المشوار» كان تاجر الآثار متعلماً وجامعياً، ويعرف الكثير من اللغات، وعلى درجة كبيرة من الثقافة، فاختلفت الصورة التقليدية لتاجر الآثار، ولكن هذا لا ينفى أن تجارة الآثار جريمة، فهى آثار بلادنا وتخص الشعب المصرى كله، وأكثر ما جذبنى للشخصية أن «وجيه» شخص من عائلة كبيرة لكنه طماع والمال بالنسبة له هو الأساس
.
شاركت فى الكثير من الأعمال المميزة التى تركت بها بصمة خاصة.. هل لك معايير خاصة فى اختيار أعمالك؟
الدور بالنسبة لى ليس بحجمه وإنما بقيمته الفنية، فأنا أجسد دوراً «من لحم ودم» به الكثير من الانفعالات والمشاعر، والشخصية نفسها لابد أن يكون بها صراع داخلى من آلام وطموحات، أما الشخصيات السطحية فلا أحبها ولن أقدمها مهما حدث، إلى جانب اسم المخرج والشركة المنتجة، فمن الممكن أن تكون الشخصية جيدة جداً ولكن مخرج العمل لا يستطيع أن يخرج منها الكثير، وهذا يفقد الدور قيمته الحقيقية، لذلك اسم المخرج شىء مهم جداً بجانب اختيار الشخصية.
ما الجديد لك فى الفترة المقبلة؟
حالياً أقوم بتصوير فيلم بعنوان «بحر النسيان»، وهو إنتاج مصرى – هولندى، ذو طابع فنى لا يسعى إلى الجماهيرية، فهو فيلم خاص من إخراج هالة القوصى، وهى مخرجة تعيش بين مصر وهولندا، وإن شاء الله تكون تجربة جيدة.