15-9-2022 | 16:01
١١٠ عاما مرت على ميلاد أبو ضحكة جنان" إسماعيل ياسين" معشوق الجماهير وصانع البهجة والسعادة ، الفنان الوحيد الذي أنتجت أفلاما باسمه .
ولد إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر 1912، بمدينة السويس، لأب جواهرجي، رحلت والدته وهو طفل صغير ورغم حالة السعادة التي كان ولا زال يزرعها في قلوب مشاهدي أفلامه إلا أن حياته كان تراجيديا حيث عاش طفولة بائسة وحياة غير مستقرة، فلم يكمل دراسته الابتدائية، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ؛ لكن الفن عوضه كثيرا فقد نمت موهبته صغيرًا، فتأثر بعبد الوهاب وكان يرغب في أن يصبح مطربا شهيرا فقام بالغناء في الأفراح و على المقاهي لكن بدايته الحقيقية عندما سافر إلى القاهرة وانضم لفرقة "بديعة مصابني"، وقدمه فؤاد الجزايرلي في عام 1939 في فيلم "خلف الحبايب"، ثم انضم إلى فرقة علي الكسار المسرحية فعمل مطربًا و مونولوجست وممثلًا، واستمر في ذلك لمدة عشر سنوات.
أصبح ياسين أحد أبرز نجوم السينما ، وثاني فنان في تاريخ السينما المصرية أنتجت له أفلام باسمه بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام "إسماعيل يس في متحف الشمع، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، إسماعيل يس في الجيش ؛ إسماعيل ياسين في الاسطول وإسماعيل ياسين في الطيران وغيرها
كانت أولى بطولاته المطلقة في السينما في فيلم "الناصح" 1949، وشارك في العديد من الأفلام وارتبط اسمه مع صديق عمره أبو السعود الإبياري الذي كتب له معظم أفلامه حتى فيلم "سكر هانم" والذي قام ببطولته الفنان عبد المنعم إبراهيم في أولى بطولاته المطلقة كان في الأصل مكتوبا لإسماعيل ياسين حتى صدر قرار بمنعه من أداء شخصية سيدة في السينما بعد أن قدمها من قبل في عدة أعمال، ليقوم إسماعيل ياسين بترشيح عبد المنعم إبراهيم ليقدم الفيلم بديلا عنه وجسد دور "فتافيت السكر" الذي أحدث نقلة فنية في حياة عبد المنعم إبراهيم.
وقدم "إسماعيل يس في الأسطول" في 1957 تأليف حسن توفيق والسيد بدير، وإخراج فطين عبد الوهاب، وفي نفس العام "إسماعيل يس للبيع" تأليف كامل الحفناوي، للمخرج حسام الدين مصطفى، و"إسماعيل يس بوليس حربي" في 1958 تأليف علي الزرقاني، للمخرج فطين عبد الوهاب، وفي نفس العام "إسماعيل يس في مستشفى المجانين" للمخرج عيسى كرامة، ومن تأليف عباس كامل وعبد الفتاح السيد.
اما في المسرح فقد ساهم إسماعيل ياسين في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري، حيث كون فرقة تحمل اسمه، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية.
يعد عام ١٩٤٩ أكثر السنوات التى عما فيها إسماعيل ياسين حيث قدم 19 فيلما فى نفس العام وهي ولدي- نص الليل - منديل الحلو - ليلة العيد - كلام الناس - فاطمة وماريكا وراشيل - على أد لحافك - عقبال البكاري - عفريتة هانم - صاحبة الملاليم - شارع البهلوان - حدوة الحصان - جواهر - بنت المعلم - الناصح - المصري أفندي - المجنونة - أحبك أنت - أجازة في جهنم.
وكان آخر أفلامه فيلم الرغبة والضياع والذي عرض فى 23 من ابريل عام 1972 وبعدها بشهر واحد وافته المنية نتيجة أزمة قلبية مفاجئة ألمت به .
تزوج اسماعيل ياسين ثلاث مرات فكانت الزيجة الأولى من المونولوجيست سعاد وجدي، التي أحبها منذ أن وقعت عليها عيناه للمرة الأولى، وقررا الزواج ، ولكن لم تدم هذه الزيجة كثيرًا، حيث انفصلا، بعدما اكتشف خيانتها له، إذ طلبت منه ذات مرة، الذهاب لزيارة والدها، ثم أخبره أحد أصدقائه بأنها لا تذهب إلى والدها، وإنما إلى أحد الرجال في منزله، وبالفعل ذهب إلى هناك واكتشف خيانتها.
أما ثريا حلمي فقد كون معها ثنائيا فنيا وكانت حبه الأول قبل أن يتزوج للمرة الأولى فجمعهتما أعمال كثيرة وقد غنى لها إسماعيل مونولوجًا في عيد ميلادها، باسم "عيد ميلاد سعيد"، يهنئها من خلاله، لترد عليه بمونولوج تتغزل في صفاته، وبالفعل تزوجها، ولكن المفاجأة أنه انفصل عنها بعد أسبوع فقط، بسبب تصرفاتها التي لم يرضَ عنها.
الزواج الثالث لسمعه كان من "فوزية" التي تعرف عليها بالصدفة حينما قرر شراء أول سيارة في حياته، لتكن الحب الجديد الذي يحتل قلبه حينما رآها في الإسكندرية، وهي ترافق صديقتها، زوجة مدير المسرح.
وقرر إسماعيل يس ابتكار أفكار لرؤيتها، وكأنه مشهد سينمائي، فتوجه إلى بيتها، وأخذ يراقب المكان وهو يتظاهر بقراءة الجريدة، حتى رآها تخرج منه، ولكنه لم يستطع أن يفاتحها في شيء.
منعه الخجل حتى من النطق باسمها، وكرر محاولته في اليوم التالي دون جدوى، حتى اهتدى إلى حل وحيد، وهو أن يتحدث مع صديقتها، وتقوم هي بدور الوسيط، وبالفعل رحبت الأخيرة، وأسرعت لتدعو فوزية لحضور أحد العروض.
"فوزية عايزة تقابلك في كازينو شاطئ الإبراهيمية بكرة الساعة 8".. عبارة كان لصداها أثر كبير على إسماعيل يس منذ أن طرقت على مسامعه، من زوجة مدير المسرح، وذلك بعد محاولات عدة لرؤيتها لمحاولة تصحيح صورته التي شوهها الكثيرون، كونه غير مناسب لها، بسبب زواجه مرتين خلال 6 أشهر.
استطاعت "فوزية" أن تفك عقدة إسماعيل يس من الارتباط، ليتزوجها وينجب منها ولده الوحيد، وهو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، واستمر زواجهما إلى أن توفاه الله في 24 مايو عام 1972 عن عمر يناهز 60 عامًا، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ورحل عن عالمنا أحد أساطين الكوميديا في مصر، الذي أسعد الملايين بفنه الراقي .