الأحد 28 ابريل 2024

يوسف أدريس


دكتور صلاح سلام

9-10-2022 | 15:32

دكتور صلاح سلام

تربع على عرش القصة القصيرة وأصبحت ملك يمينه ذلك الطبيب الثائر الذي تخرج في العهد الملكي ١٩٤٧ وقاد مظاهرات الطلبة ضده حيث كان سكرتير لجنة الطلبة وسجن عدة شهور  وكتب أول قصة قصيرة وهو طالب ولاقت إعجاب زملائه وتخصص في الطب النفسي مما قربه إلى الأحاديث الروحانية ووسوسة النفس البشرية فكانت كتاباته  تعبيرا عما اختزنته الذاكرة من حكايات مرضاه ولم تطل علاقته بالطب طويلا فقد هجرها إلى الصحافة ١٩٦٠ حيث عمل بصحيفة الجمهورية وروزاليوسف وعاش سنوات الحلم الثوري

بأماله وطموحاته حيث كان يميل إلى المدرسة الروسية في الأدب فسمي "بشياخوف العرب".. وعاش سنوات الصعود وأيام النكسة،  وكان قد سافر إلى الجزائر ١٩٦١ وانضم للثوار إلى أن اصيب وعاد إلى مصر وقد منحوه وسام الجمهورية بعد الاستقلال ..قال عنه طه حسين"أجد فيه المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ماوجدت في كتابه الاول"أرخص ليالي"على تعمق في الحياة ونقد لدقائقها وتسجيل حازم لما يحدث فيها"...ومن أشهر قصصه الحرام والنداهةوقاع المدينة و كان له نصيب الأسد في المسرحيات ..البهلوان والفرافير وملك القطن وغيرها..أما قصص الصول فرحات وافكاره وخفايا عالم الاجرام وحياة السجان في "جمهورية فرحات"١٩٥٧ ومن أشهر مقالاته في جريدة الاهرام  المعجزة المقلوبة والتى اتذكر  جيدا أن العنوان كتب في الأهرام معكوسا وكان عن أزمة السجاير ووقوف المدخنيين طوابير للحصول على علبة سجاير  وكذلك مقال عزف منفرد ١٩٨٧.. ومن مفكرة يوسف إدريس...أما المقال اللاذع كان ١٩٦٨ بعنوان "بصراحة غير مطلقة وكتب ايضا" حياتنا سلسلة من الصدف الصغيرة التي قد يغير وقوع احداها

قبل الأخرى بثواني او بعدها بثواني مجرى حياتنا كله"... ولانه طبيب نفسي مارسه في القصر العيني على مدار عقد من الزمان  فقد كان يغوص في بحر النفس البشرية ليلتقط الدرر ويسوقها بأسلوبه المتفرد لترى النور أما عبر السطور أو في مشاهد الدراما الانسانية  وهكذاسيظل إدريس صاحب.. العيب..وحادثة شرف.. والعسكري الأسود علامة على طريق الأدب...فقد كان يعتز بنفسه كثيرا ويرى من وجهة نظرة أن جائزة نوبل قد اخطأته وذهبت إلى نحيب محفوظ وأنه كان الأحق بها...ومن الأمور الطريفة أنه كان يصرح

لأصدقائه أن كامل الشناوي قد كتب لاتكذبي عنه مع السيدة نجاة الصغيرة ومن الاطرف أن بعض صحفيي وكتاب عصره كانوا يروجون لذلك...وان كانت معظم الروايات كانت تتحدث عن الصحفي الكبير محمد التابعي...ولاشك أن  يوسف إدريس سيظل الأيقونة في عالم  القصة القصيرة رغم ثلاثةعقود على الرحيل.