الخميس 21 نوفمبر 2024

الفضائيات وفخ التريندات

13-11-2022 | 15:29

بات لم يعد خافيا على أحد سواء كان من المتخصصين فى السوشيال ميديا أو عالم الفضائيات أو المواطن العادى البسيط ما يحدث بما يسمى أو يطلق عليه تريند من فوضى عارمة قد تستمر بضعة أيام أو شهور وسواء عن قصد أو بدون قصد يقع بعض القنوات الفضائية فيما أسميته فخ التريندات بأن تقوم القناة التليفزيونية الفضائية بالتعامل مع هذا التريند أو ذاك على أنه خبر أو معلومة يجب متابعتها وتسليط الضوء عليها وهذا ما وقع فيه بالفعل بعض القنوات الفضائية عندما وقعت واقعة عامل النظافة الذى اتهم أحد مطاعم الكشرى الشهيرة بوسط البلد بالتنمر عليه ورغم أن هناك العديد من شهود العيان نفوا صحة ما جاء فى هذه الواقعة وما تناولته السوشيال ميديا ونحن لسنا بصدد تفنيد صحة أو عدم صحة هذه الواقعة ولكن بصدد الخطأ الذى وقع فيه بعض القنوات الفضائية وجعلت منه نجما يملأ السمع والبصر لدرجة أنه قرر أن يتجه إلى الغناء الشعبى ونشر صوره مع ابن المغنى الشعبى الشهير شعبان عبد الرحيم عصام شعبان عبد الرحيم وبصدد تقديم ديتو غنائى وألبوم غنائى جديد يجمع بينهما!!.
 ورغم أن ما يعرف بالتريند بدأه بعض الفنانين والفنانات لتحقيق شهرة ونجومية إلا أنه أصبح إن جاز التعبير "فيروس" انتشر بشكل كبير جدا بين جميع نماذج وفئات المجتمع .لذلك لم يكن غريبا أن يهرول بعض نجوم الفن ويحتفى بعامل النظافة وتملأ صورهما الصحف والفضائيات.
من يبحث عن شهرة ويسعى أن يكون مشهورا ومعروفا فى أى مجال عليه أن يصنع لنفسه تريند وهو متيقن سوف تلهث وراءه السوشيال ميديا وبعض الفضائيات
فى بداية الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وقبل التطور الرهيب فى الشبكة العنكبوتية الإنترنت وتطور غير مسبوق فى وسائل التواصل الاجتماعى كان هناك ما يتشابه مع التريند وهو ما سمى آنذاك بالصحافة الصفراء وهى التى تعتمد على الإثارة والجرائم وفضائح النجوم والمشاهير وكانت تعتمد على العناوين وعندما تقرأ المتن أو الموضوع لا تجد شيئا، أذكر واقعة للفنان الكبير الراحل نور الشريف نشرت إحدى هذه الصحف الصفراء "مانشيت عريض" بعنوان ( القبض على نور الشريف فى شبكة آداب )، أما متن الموضوع عبارة عن تم ضبط شبكة آداب وكان أحد أفرادها اسمه نور الشريف !! فى وقتها عملت حالة من البلبلة واضطر الفنان الراحل أن يخرج ويكذب هذه الصحيفة وهذه الشائعات التى تناقلها بعض الألسن.
 أذكر عندما كنت طالبا فى الفرقة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة كانت هناك مادة اسمها مدخل إلى الخبر الصحفى وكان يدرسها الدكتور الراحل فاروق أبو زيد وأول ما عرف الخبر ومعنى الخبر الصحفى أنه" ليس كلب يعض إنسان بل الخبر إن إنسان يعض كلب" ..فالمهم المصداقية وحقيقة الخبر وصدقه وأتمنى أن تكون المصداقية والصدق والحقيقة هما أساس وقيم ومبادئ أى بوق إعلامى وأى إعلامى يتعامل مع الجمهور وألا يكون التريند وسيلة لجذب القارئ أو لشد انتباه المشاهدين وزيادة نسبة المشاهدة على حساب القيم والأخلاق الإعلامية.. أتمنى !!