السبت 20 ابريل 2024

تريندات من زمن فات خلافات حليم وفريد تشغل الرأى العام

اسمهان و أم كلثوم

12-1-2023 | 14:02

خليل زيدان

ظهر حديثا مصطلح تريند وهو الشئ المثير الذى يلفت أنظار الرأى العام على وسائل التواصل الإجتماعي، وهناك من يستغل ذلك التريند لتسويق شئ معين، وهناك من يبتكره ليلفت أنظار الجميع لاكتساب شهرة أو ترويج منتج أو عمل فنى أو غيره من أمور الحياة .. وهنا نتساءل .. هل كان الفن قديما بدون «تريندات» ، فالإجابة لا.. التريند اختراع قديم تم ابتكاره فى شكل شائعة مثيرة أو حدث فنى وقضية تطفو على السطح ليصبح التريند حديث الرأى العام، وغالبا ما كان الغرض منه قديما الترويج الفنى أو للمنافسة التى تعرقل الخصوم، وكانت الصحف والمجلات الوسيلة التى تحل محل وسائل التواصل الإجتماعى الآن، فقد كانت تطرح الحدث أو الشائعة وتصل من خلالها إلى أكبر شريحة من الجمهور، سواء فى مصر أو الوطن العربي.. فى السطور التالية نلقى الضوء على عدد من التريندات من زمن فات.

ليلى مراد تنقلب إلى رجل
تعتبر ليلى مراد من أشهر نجوم الفن الذين نسجت حولهم الشائعات، والتى كانت كلها ذات أغراض معينة، فهناك ما أثير حولها وشغل الرأى العام فترة بسيطة، وهناك ما أشيع عنها وظل قائما حتى الآن .. فقد أذيع فى القاهرة خبرا مثيرا حسب ما جاء فى مجلة الكواكب عدد 23 سبتمبر 1958 أن ليلى مراد انقلبت إلى رجل، وكان الناس بين مصدق ومكذب لهذا الخبر، فاهتزت أسلاك التليفونات تتصل بليلى والمقربين منها للتأكد من صحة الخبر، فكان كل ما يسمعونه من ردود يعزز بالفعل صحة الخبر .. وبعد فترة ظهرت الحقيقة ولم تكن قصة الإنقلاب سوى وسيلة من وسائل الدعاية لجأ إليها المخرج توجو مزراحى للترويج لفيلمه الجديد من بطولة ليلى مراد التى انتهت من تمثيلة وأصبح جاهزا للعرض، وهناك أيضا تريندات قديمة عن ليلى شغلت الرأى العام بعد انفصالها عن زوجها الفنان أنور وجدي.
مصطفى فى المحكمة
من أشهر التريندات التى شغلت الرأى العام قديما كانت قصة الخلاف على لحن أغنية «يا مصطفى يا مصطفى»، والتى اشتهرت فى أوربا وطبعت منها ملايين الأسطوانات هناك لتحقق ثروة طائلة للمغنى بوب عزام، وهو الشاب الصعيدى وديع مجلى عزام الذى غير اسمه إلى بوب عزام وكان يعمل بالغناء منذ عام 1956 ولم يحقق أى نجاح إلى أن التقط لحن أغنية «يا مصطفى يا مصطفى» وغناه فى عام 1959 وأصبح من خلاله أشهر مغنى فى أوربا، وعلم الموسيقار محمد فوزى بنجاح ذلك اللحن فرفع على الفور دعوى ضد عزام ليؤكد أنه صاحب اللحن وهو من لحنه لفتاة فى أحد الكازيوهات بالأسكندرية فى الأربعينيات، الطريف فى الأمر أن المطرب محمد الكحلاوى قام برفع دعوى أيضا ليقول أنه صاحب اللحن، والدعوى التى رفعها كانت ضد محمد فوزى وليس ضد بوب عزام المستفيد من اللحن، وطلب القاضى من الكحلاوى المثول أمامه ليغنى فى قاعة المحكمة أغنيته «فضلك يا سايج المطر» التى يتشابه لحنها مع أغنية يا مصطفى، وظلت القضية فى ساحات المحاكم حتى عام 1978 لتحكم فيها لصالح محمد فوزى الذى رحل عام 1966.


أم كلثوم وأسمهان
كانت السيدة أم كلثوم هى أيضا أكثر من تعرض للشائعات التى نسجها الرأى العام، حتى أن بعضهم أشار بأصابع الاتهام إليها دون دليل أو سند ليقولوا أنها من تسببت فى مصرع الفنانة أسمهان بسبب الغيرة الفنية وعلو مكانة أسمهان، والراصد لحوارات أسمهان فى الصحف والمجلات يجد إشادتها بأم كلثوم بما يدل على علاقتهما الطيبة، وإن كانت أسمهان نفسها قد تشعبت علاقاتها بالكبار سواء فى مصر أو خارجها، علاوة على خلافها ومعركتها مع زوجها الأخير الفنان أحمد سالم والذى أطلق عليها عدة رصاصات نجت هى منها واستقرت إحداها فى صدره وأصابت الأخرى الضابط أحمد إبراهيم الذى أوفد ليصلح بينهما، وكانت أسمهان قد تلقت إنذارا بالترحيل من مصر قبل مصرعها بأيام قليلة، والتزمت أم كلثوم الصمت أمام تلك الحملة الظالمة مثلما التزمت الصمت على حملة التشنيع والإساءة لشخصها والتى شنتها السيدة منيرة المهدية قديما ضدها بسبب سطوع نجم أم كلثوم وسحبها البساط من تحت أقدام سلطانة الطرب.
خلافات حليم وفريد
تعد خلافات الفنان عبد الحليم حافظ والموسيقار فريد الأطرش هى أشهر الخلافات فى الوسط الفنى قديما، وتعددت بينهما المنافسات والمعارك الفنية مما دعا عدة جهات إعلامية للتدخل لعقد الصلح بينهما وإظهار الوفاق بينهما بعدما تناول الرأى العام تلك المعارك وراقب الطرفان وتلهف على تصريحاتهما الصحفية، وقامت الإذاعية آمال فهمى بترتيب لقاء لهما فى برنامج على الناصية وكأنهما التقيا صدفة أمام مبنى الإذاعة لتوضح من خلاله أنه لا صحة لأى خلاف بين النجمين، وهناك أيضا الإعلامى طارق حبيب الذى استضاف فريد وحليم وعقد الصلح بينهما وانتهى اللقاء بالقبلات بينهما، أما الخلاف الكبير الذى تحدث عنه الرأى العام فحدث عندما أعلن فريد الأطرش بأنه سيحيى حفل شم النسيم فى 26 أبريل 1970، وكان حليم قد أعلن قبله عن إقامته حفلا لعيد الربيع فى نفس الليلة، واتفق مع الفرقة الماسية للعزف معه، وأصر فريد على الغناء فى تلك الليلة حتى ولو بمصاحبة عوده فقط، وبقى السؤال الحائر، وهو أى من الحفلين سيقوم التليفزيون بنقله مباشرة، وهنا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر فى الأمر ليطلب من التليفزيون إذاعة حفل فريد على الهواء ويقوم فى نفس الوقت بتسجيل حفل حليم ليقوم بعرضه فى اليوم التالي، على أن تقوم إذاعة صوت العرب ببث حفل حليم على الهواء مباشرة.


دفن صلاح قابيل حيا
أشيع عن الفنان صلاح قابيل أنه دفن حيا، وأثارت هذه الشائعة انتباه الرأى العام، فهناك من قال أن الرجل كان مصابا بغيبوبة سكر واعتقدوا أنه توفى وبعد دفنه عاد إلى الحياة، وهناك رواية تقول أنه عثر عليه وهو يحاول الخروج من القبر، ورواية أخرى تقول أنه خرج بالفعل من المقبرة، لكن أولاده كذبوا تلك الشائعات وأكدوا أن والدهم لم يكن مصابا بمرض السكر، وأوضح إبنه عمرو أن والده أصيب بنزيف فى المخ دخل على أثره فى غيبوبة لمدة 38 ساعة ولفظ أنفاسه بعدها وتم دفنه، ولكى يتم نفى الشائعة التى صدقها الرأى العام فقد ذهب الكاتب الصحفى محمد قابيل الذى تربطه بهم صلة قرابة إلى المقبرة وصورها وأجرى تحقيقا صحفيا حول هذه القصة ليؤكد للجميع عدم صحتها .