تميز الأسطورة أحمد زكى بموهبة التمثيل الفذة، التى جعلته يبقى متربعًا فى قلوب المشاهدين رغم رحيله عن دنيانا منذ أكثر من 16 عامًا، وأبقته نجمًا يتوهج على شاشة السينما بأفلام ظلت مدرسة فى الأداء التمثيلى المتفرد، وتركت أثراً وحكاية عن مجتمع بتغيراته وثقافته ومحنه، كان للغناء دوره أيضًا فى مسيرة أحمد زكى، النجم الأسمر، صاحب المدرسة الخاصة فى التعبير بالعيون والكلمات والإيماءات، كان يستخدم الغناء ويطوعه ويجعله مناسباً له، رغم أنه ليس مطرباً فى الأساس، بل كان مؤدياً وبدرجة كبيرة من التميز والنجاح، فهو يعلم أنه مؤدٍ، ولكنه موهوب يعرف كيف يعبر بأضعف إمكانياته كما استطاع أن يفعل بأفضلها. قدم أحمد زكى عشرات الأغانى فى أعماله مثل «مستر كاراتيه» و«البيه البواب» و«هو وهى» و«إستاكوزا» و«كابوريا» و«البيضة والحجر».. إلا أن أغانيه التى قدمها فى فيلم «حليم» هى نفس أغنيات العندليب عبد الحليم حافظ، وقد قدمها زكى بصوت العندليب عن طريق الدوبلاج وبالفعل وصلت إلى الجماهير لأنه عاشها بإحساس صادق. ومن ضمن رحلة مثيرة فى التمثيل، تقترب من الـ60 فيلمًا، قدم أحمد زكى عشرات الأغانى، كان كل منها إضافة تقدم قيمة مختلفة للفيلم، أو للمسلسل الذى لعب بطولته، وتظهر جانباً آخر من الفنان الذى سكن قلوب محبيه، فبجانب الأغنيات التى قدمها برفقة الفنانة سعاد حسنى فى مسلسل «هو وهى».. قدم زكى عدداً كبيرًا من الأغانى الدرامية فى أفلامه، التى جاءت ليست معبرة فقط عن الأحداث وتطورها، بل كانت إضافة كبيرة للأفلام التى غنى من خلالها، وساهمت بشكل أو بآخر فى نجاحها. إذن لم تكن الموهبة فى الأداء التمثيلى وتقمص الشخصيات فقط ما يميز أحمد زكى من خلال أعماله، خاصة السينمائية منها، فقد كان الراحل صاحب مواهب متعددة، فبجانب تذكر الجمهور لأعماله السينمائية العديدة، إلا أنه استطاع أن يترك رصيدًا غنائياً من خلال بعض الأفلام، والتى مازال الجمهور يستعين بكلماتها فى العديد من المواقف التى يتعرضون لها.. هو وهى من أبرز الأغنيات الطريفة التى غناها الفنان الراحل كانت تتر مسلسل «حكايات هو وهى» مع السندريلا سعاد حسنى، والأغنية من كلمات الراحل صلاح جاهين وألحان الموسيقار عمار الشريعى. أما المسلسل فشارك فى بطولته بجانب أحمد زكى وسعاد حسنى، الفنانة إنعام سالوسة وزهرة العلا وتحية كاريوكا، وحسن عابدين، ومن إخراج يحيى العلمى وتأليف وقصة سناء البيسى، وسيناريو وحوار صلاح جاهين. والمسلسل عبارة عمل درامى مكون من عدة حلقات منفصلة، تناقش كل حلقة قضية مختلفة من قضايا الرجل والمرأة، وعلاقة كل منهما بالآخر. البداية قدم أحمد زكى أغنية «هيلا هيلا» من كلمات سيد حجاب وألحان عمار الشريعى، فى واحد من أهم الأفلام السينمائية، وهو فيلم «البداية» من إنتاج عام 1986 للمخرج صلاح أبو سيف، وشاركته النجمة يسرا بطولة الفيلم. البيه البواب هذا الفيلم كان البداية الحقيقية لانتشار أغنيات أحمد زكى السينمائية، وقدم زكى من خلاله أغنيته الشهيرة «أنا بيه»، التى قدمها وهو يجسد شخصية عبد السميع البواب، وقد فقد عقله من السكر، وغنى قائلاً «الناس كتيرة ليه.. هو النهارده إيه.. يوم الخميس كان بكرة.. كان بكرة..يبقى التلات وقت إيه» مطلع واحدة من أشهر أغنياته التى قدمها فى فيلم «البيه البواب»، والذى قدمه بالاشتراك مع الفنان فؤاد المهندس ورجاء الجداوى وصفية العمرى عام 1987، من إخراج حسن إبراهيم، والأغنية من تأليف بهاء جاهين وألحان إبراهيم رجب. أربعة فى مهمة رسمية أغنية «إحنا الأربعة» يغنيها أحمد زكى فى الفيلم لأصدقائه، القرد والحمار والمعزة، الذين يؤدون معاً مهمة رسمية، فيصف كل منهم بحب وكأنه صديق فعلى، فيلم «4 فى مهمة رسمية» من إخراج على عبد الخالق وإنتاج عام 1987، والأغنية من تأليف كمال عمار وتلحين منير الوسيمى. كابوريا غنى أحمد زكى ضمن أحداث فيلم «كابوريا»، الذى تم إنتاجه عام 1990 أغنية «أنا فى اللابوريا»، والتى حققت نجاحًا كبيراً، وهى من كلمات وألحان حسين الإمام. الفيلم بطولة رغدة وحسين الإمام وسحر رامى ويوسف داود ومحمد لطفى، وتأليف عصام الشماع وإخراج خيرى بشارة. وتدور الأحداث حول «حسن هدهد»، الشاب الفقير الذى يعشق الملاكمة لكنه يحلم مع صديقيه محمود ومصطفى فى الوصول إلى الأوليمبياد، ويعجز عن تحقيق هذا الحلم ويكتفى بإقامة حلبات ملاكمة فى الحى الشعبى الذى يقطن به. فى الأفلام التى تُصنف بالخفيفة أو الكوميدية تنجح أفلام أحمد زكى فى أن تكون تريند بمصطلح هذه الأيام، فقد حقق فيلم «كابوريا» نجاحاً جماهيرياً كبيرًا عند عرضه سينمائياً، حيث انتشرت أغنية «أنا فى اللابوريا» وقتها، وكان الكثير من الشباب يقلدون قصة شعر أحمد زكى وطريقته فى الغناء. مستر كاراتيه قدم النجم الأسمر أحمد زكى عدة أغانٍ من خلال أحداث فيلم «مستر كاراتيه» من إخراج محمد خان، الذى تم إنتاجه عام 1993، وكان من أبرزها «آه يا بلد وفهمت لعبتها» كلمات سيد حجاب وألحان كمال الطويل. و«أيوا يا دنيا»، التى أداها أحمد زكى خلال أحداث الفيلم، وتقول فى مطلعها: «أيو يا دنيا يا بنت الإيه.. كده فل وكده فى الأوكيه»، لحنها له الفنان كمال الطويل وكتبها الشاعر سيد حجاب أيضًا. هيستيريا «إن ما قدرتش تضحك ما تدمعش»، غناها أحمد زكى ضمن أحداث فيلم «هيستيريا» وهى من كلمات محمد ناصر وألحان وجيه عزيز، والفيلم بطولة عبلة كامل وشريف منير وسامى العدل ونجوى فؤاد ومحمد لطفى وألفت إمام وعلاء مرسى، وتأليف محمد حلمى هلال وإخراج عادل أديب، ومن إنتاج عام 1998 ويغنى أحمد زكى «إن ما قدرتش تضحك ما تدمعش ولا تبكيش.. وإن ما فضلش معاك غير قلبك.. اوعى تخاف مش هتموت.. هتعيش». وتدور الأحداث حول زين، خريج المعهد العالى للموسيقى الذى يعيش مع أمه وأخيه رمزى وأخته حورية، ويعانى من صعوبة المعيشة عقب وفاة والدهم منذ خمسة عشر عامًا. إستاكوزا لعب النجم أحمد زكى بطولة فيلم «إستاكوزا» مع رغدة عام 1996، والذى أخرجته إيناس الدغيدى، وقدم أحمد زكى أغنية «إستاكوزا» برفقة حسين الإمام، والأغنية من تلحين مودى الإمام. والفيلم شارك فى بطولته، بجانب أحمد زكى، كل من الفنانة رغدة والفنان حسين الإمام والفنانة دينا وأمينة رزق وممدوح وافى، وسيناريو وحوار عبدالحى أديب وإخراج إيناس الدغيدى. وتدور الأحداث حول عباس مهندس الديكور الذى يعيش بمدينة الغردقة، ينوى الزواج بالرياضية عديلة، وقبل إتمام الزيجة يقع بمشكلة مع عصمت مالكة الفيلا التى ينهى أحمد ديكوراتها. البيضة والحجر يزخر فيلم «البيضة والحجر» بعدد من الأغانى منها أغنية «الدربندوخ»، وهى من كلمات محمود أبو زيد وألحان حسن أبو السعود، والفيلم عن قصة وسيناريو وحوار محمود أبو زيد، وإخراج على عبد الخالق، وشارك فى بطولته معالى زايد وممدوح وافى ونعيمة الصغير. والفيلم الذى تم إنتاجه عام 1990 تدور أحداثه حول شخصية «مستطاع» مدرس فلسفة، يقوم بتأجير غرفة فوق السطوح بحى شعبى، ويطرد من عمله بسبب اتهامه بنشاطات سياسية ما اضطره لاحتراف مهنة الدجل والشعوذة، مستغلًا فى ذلك ذكاءه العقلى وجهل المجتمع حتى أصبح رجلاً معروفًا وثرياً من خلال احتياله على كثير من الناس.. ولم تكن تلك الأغنية هى الوحيدة فى هذا الفيلم، ولكن قدم أيضًا عددًا من الأغنيات الأخرى أهمها أغنية «البيضة والحجر»، التى يؤديها فى بداية الفيلم، ليجسد الطريق الذى سلكه بطل الفيلم، مستخدمًا السحر والشعوذة لجنى الأموال، وكذلك أغنية «الهجايص»، والأغانى من تأليف محمود أبو زيد وألحان حسن أبو السعود. شيرين تغنى لزكى الغريب أن المطربة شيرين عبدالوهاب غنت للفنان أحمد زكى من خلال مبادرة ظهرت فى إعلان إحدى المستشفيات لعلاج الأورام، والتى أهداها عدد كبير من محبى ونجوم الفن للراحل أحمد زكى كصدقة جارية على روحه والتى حلت الذكرى الـ 16 على وفاته فى 27 مارس الجارى، ونرصد فى السطور التالية كلمات الأغنية المؤثرة التى تسببت فى بكاء عدد كبير من النجوم بعد مشاهدتهم بعض المشاهد له، ومن بينهم أحمد حلمى ويسرا ومنى زكى وعمرو سعد وابنه الراحل هيثم أحمد زكى. ذكرى الرحيل فى حد ساعات بيكون جنبك ومابتشفهوش، ما تحسش أبدًا بوجوده مع إنه قريب، وفى حد يفارق ويسيبنا إنما بيعيش جوا قلوبنا، بتغيب الشمس إنما اسمه عمره ما بيغيب.. فى فرق ما بين جسم بيمشى وروح ما بتمشيش، واللى انت أكيد سايبه ما بينا ضد النسيان، فرَّحت كتير واهو جه دورنا معاك بنكمل مشوارنا، أصل مفيش فى الدنيا دى أغلى من روح إنسان.. وعشان أجيال بعدنا جايين، وعشان مش عايزين نخسر ناس غاليين، هنمدلهم إدينا وهنديلهم عنينا، إحنا اخترنا الطريق ده ومش خايفين.. طول عمرك بتحس وجعنا ومن غير ما نقول، بنعيش الدنيا بإحساسك بنشوف بعينيك، وعشان من قلبنا بنحبك هنوصل حنية قلبك، للناس اللى منسيوش حبك واتعلقوا بيك..