الخميس 21 نوفمبر 2024

ضمير الإعلامي وتغييب المشاهد

3-2-2023 | 16:46

قد لا يعلم الكثيرون ان دور الإعلامي وتأثيره في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الجندي المقاتل على الجبهة والذي يضحي بنفسه وروحه من أجل أمن واستقرار وحماية حدود وطننا المفدى..فالجندي يتصدى لعدو ظاهر وواضح اما الإعلامي فمنوط به ودوره التصدي للأفكار الهدامة ومن يكون خلفها بغرض المساس بأمن واستقرار المجتمع من خلال بث تلك الأفكار والسلوكيات التى تهدم الفرد وبالتالي الأسرة وبالتالي المجتمع كله ..واذا كان سلاح الجندي البندقية والأسلحة التقليدية فان سلاح الإعلامي هو الكلمة وتناوله للأفكار البناءة ومحاربة وتفنيد الافكار السامة والتى يتعرض لها المشاهد أو المتلقى المصري من مئات الأبواق وفي ظل عالم الفضائيات والقرية العالمية والشبكة العنكبوتية الانتر نت ووسائل التواصل الاجتماعي . نعم هناك جهات رقابية وتنظيمية لمراقبة وتنظيم المنظومة الإعلامية منطلقة من ميثاق الشرف الإعلامي ولكن كل ذلك لا يغني عن ضمير الإعلامي ووطنيته فهناك من يدس السم في العسل ساعيا وراء تحقيق ما يسمى بالترند وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة بصرف النظر عما يقدمه أو يناقشه من قضايا مهمة وتهم المشاهد بكافة طوائفه واختلاف توجهاته الفكرية والثقافية وحتى السياسية .. وأن على الاعلامي أن يعلم ان هناك العديد والعديد من القضايا والمشاكل التى يعاني منها المشاهد فهي الأولى والأهم بتسليط الضوء عليها ومناقشتها وتصويبها حتى لا يقع هذا المشاهد أو ذاك فريسه لابواق إعلامية تريد النيل منه ومن توجهاته قد بات لا يخفى على التجاوزات المهنية والإعلامية التى يقع فيها بعض اعلامينا خاصة من يقومون بتقديم برامج التوك شو خاصة الإجتماعية منها فبعضها تجاوز كل المعايير المهنية والإعلامية وأصبح لهذا حديث الشارع المصري والعربي خلال الأيام الماضية وبخاصة مع تبنيه أفكارا في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب وهي الدفاع عن الزوج وتغول الزوجة على زوجها وبذلك فهذه البرامج تعمل على النيل من هدوء واستقرار الأسرة المصرية والتى هي بدورها نواة المجتمع المصري وخيرا فعل طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ ، بالتعامل مع أحد هذه البرامج؛ كما أصدر المجلس القومي للمرأة ايضا برئاسة الدكتورة مايا مرسي، بيانا، أعلن فيه وجميع عضواته وأعضائه ولجانه الدائمة وأمانته العامة وفروعه بالمحافظات، رفضه وعميق استيائه من المحتوى الذي يقدمه نفس البرنامج، وتقدم بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضده. من هنا نطالب ونناشد الجهات المسؤولة التصدي لمثل هذه المهاترات الإعلامية جميعها والتي أسميها فوضى إعلامية فالعمل الإعلامي قائم على أسس وقواعد وقوانين وأخلاق مهنية وتاريخ مصر الاعلامي هو من علم العالم كله معنى كلمة إعلام، وفي رأيى أن الإعلام المصري سيستمر في نفس مكانته وريادته إذا أصبح الإعلامي يتسلح بالعلم والموهبة وقبل ذلك يحركه ضميره لا مصالحه الشخصية وركوب الترند.