الجمعة 22 نوفمبر 2024

بشهادة المبدعون... المنصات وراء اختفاء الرومانسية

يسرا اللوزي ومنة شلبي

11-2-2023 | 13:59

أميمة أحمـد

فى الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام يحتفل العالم كله بعيد الحب، ودائماً ما كان الفن هو بوابة التعبير عن الحب والمشاعر من خلال فيلم رومانسى جميل، أو مسلسل ملىء بالمشاعر، أو حتى كلمات أغنية بها أجمل عبارات الحب، ولكن مؤخراً اختفت الرومانسية من السينما والدراما، أو أصحبت قليلة جداً، لعل هذه فكرة تحقيقنا هذا الأسبوع، لماذا اختفت الرومانسية من على الشاشة، هل الحياة أصبحت سريعة أم السوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية كانت السبب.. فى السطور التالية نستطلع رأى مجموعة من المتخصصين ليجيبوا عن هذا السؤال...

يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: «إن الحياة الرومانسية اختلفت كثيراً عن ذى قبل، ففى السبعينيات كانت قصة الفيلم أو المسلسل كلها تدور حول الحب والرومانسية، ولكن مع بداية التسعينيات والألفية الجديدة بدأ ظهور الأكشن والكوميديا بشكل كبير فتراجعت الرومانسية بشكل كبير، وأصبح وجودها كخط درامى داخل الفيلم أو المسلسل وليس العمل كله، وأصبح قليلاً جداً وجود عمل رومانسي». وأوضح: أعتقد أن السبب وراء ذلك يرجع إلى طبيعة الحياة التى نعيشها، التى أصحبت عملية بشكل أكبر، وأخذت منا الكثير، ومن ضمن ما أخذت كانت الرومانسية، وأيضاً أصبحت السينما أكثر تركيزاً على الأكشن والكوميديا؛ لأن الجمهور يذهب إليهما بشكل أكبر، إلى جانب تركيز المنتجين على الأفلام التجارية أكثر بصرف النظر عن قيمتها الفنية أو مستواها.

وتوضح الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن الرومانسية انتهت من الحياة الفنية، وأعتقد بأن غياب الرومانسية على الشاشة يرجع إلى أسباب تخص الإنتاج، فالمؤلف عندما يقوم بكتابة عمل يعرضه أول شيء على المنتج والمخرج، فإذا لم يوافق المنتج عليه لن يكون هناك عمل بطبيعة الحال.. وبعض المنتجون هنا أصبحوا يذهبون خلف الأعمال التجارية. واستطردت قائلة: إن غياب الرومانسية على الشاشة أثر بشكل سلبى على حياتنا وأصبح العنف والأكشن أكثر انتشاراً، حتى إن أخلاق بعض الناس تغيرت، وأصبحت الأفلام والمسلسلات تناقش قضايا عديدة مختلفة، وإذا تحدثت عن قصة حب تنتهى بالطلاق، وأصبح مصطلح الرومانسية نفسه لم يعد له تواجد، وأتمنى أن نعود بشكل متوازن لأعمالنا القديمة مثل فترة السبعينيات.

وترى الناقدة عزة هيكل أن اختفاء الرومانسية يعود إلى تغير الحياة فتقول: «لقد مررنا بفترة عصيبة خلال السنوات العشر الأخيرة، وتلك الأحداث غيرت فى حياتنا كثيراً، فبعد ثورتين شهدتهما البلاد، ثم انتشار فيروس كورونا أصبحت الحياة مليئة بالأحداث المختلفة التى ناقشتها الأفلام والمسلسلات المصرية وركزت عليها بشكل كبير، وهو ما كان سبباً فى اختفاء الأعمال الرومانسية وانزوائها بعض الشىء، إلى جانب أيضاً انتشار المنصات الإلكترونية التى تعتمد على نوعية الأكشن والدراما والرعب، ولكن هناك عودة إلى حد ما إلى هذا الاتجاه وتقديم أعمال رومانسية أو محاولة للعودة.

وتعبر المخرجة رباب حسين عن رأيها، فتقول: إن الحياة أصحبت لهثاً وراء العمل والمال ولم يعد هناك وقت للحب والرومانسية، وفقدنا الرومانسية من حياتنا حتى فى الأغنية. وأوضحت: من بعد السبعينيات أخذت الأعمال سواء فى السينما أو الدراما شكلاً آخر، وأصبحت أكثر عنفاً، لتتحدث عن الإرهاب والاغتصاب وما إلى ذلك، وفقدت السينما هويتها فتارة تصبح تقدم الأعمال الكوميدية وأخرى تقدم أعمال الأكشن، حتى إن عدد السينمات قل كثيراً عن ذى قبل.. أما التلفزيون فأصبح «موضة»، يتحدث عن قضايا اجتماعية فترة، ثم يتحدث عن أكشن ورعب، وأعتقد بأن الرومانسية إذا عادت من جديد ستكون «موضة» أيضاً.

وفى السياق ذاته يتحدث الكاتب مجدى صابر قائلاً: إن السؤال عن الأعمال الرومانسية غاية فى الأهمية، ويشغل ذهنى كثيراً، ولم أجد له إجابة مقنعة، فأين كتاب ومؤلفون الدراما والسينما، فمنذ سنوات كثيرة لم نشاهد عملاً رومانسياً واحداً يخطف القلب مثل أعمال الزمن القديم، فقد اختفت قصص الحب الجميلة التى بها نوع من المثل والقدوة، وأصبح وجود الخيانة والمخدرات وجرائم القتل وما إلى ذلك أكثر انتشاراً، ونحن فى حاجة إلى أن نعيد النظر فيما يقدم من أعمال سواء فى السينما أو الدراما. أضاف: أعتقد أن للمنصات دوراً فى ذلك؛ لأنها تهتم أكثر بأعمال الأكشن والكوميدى والأمور الخارقة للطبيعة على حساب الأعمال الرومانسية.