الأحد 24 نوفمبر 2024

أبو نور و" ودع هواك"


د صلاح سلام,

9-5-2023 | 16:21

د صلاح سلام

.كان شابا بسيطا قادما من محافظةالبحيرة..حفظ القرأن في كتابها وهو واحد من خمسة أخوة كلهم باسم محمد فقد كان مسموحا بالاسماء المركبة وأحب عبد المطلب الفن عبر مقهى القرية والذي كان يرتاده لسماع الإسطوانات وقد ألحقه أخيه بفرقة داود حسني كي يردد المذهب مع الكورس ومنها إلى فرقة محمد عبد الوهاب إلى أن التقطه الموسيقار محمود الشريف ولحن له بتسأليني بحبك ليه...سؤال غريب ماجوبش عليه ونجحت واشتهرت وأصبح يغني في فرقة بديعة مصابي وحاول عبد الوهاب أن يستثمر نجاحه فانتج له فيلم "تاكسي حنطورة" ثم انتج لنفسه فيلم الصيت ولا الغنى...واشترك في العديد من الأفلام كمغنيا وقد اشتهر عبر كل الأزمنة بالاغنية الخالدة "رمضان جانا" والتي أصبحت أيقونة الشهر الكريم هي وبعض الأغاني التاريخية مثل مرحب شهر الصوم لعبد العزيز محمود وهل البدر بدري والأيام بتجري للمجموعة ووالله بعودة يارمضان لكارم محمود..وغيرها والغريب أن هذه الاغنية هي وصوت النقشبندي في الموشح المعجزة"مولاي اني ببابك" لم اسمعهم او أراهم في القنوات  واكتفوا بأغنية لأحد المطربين الشبان مع كورال الأطفال...واكيد التجديد مطلوب ولكن هناك أجيال تربت على نواميس يجب عدم اغفالها...ولاشك أن عبد المطلب قد حفر اسمه بين مطربي الزمن الجميل بأروع الكلمات والألحان والتي كان معظمها لعديله الموسيقار محمود الشريف واستحق تكريم الرئيس عبد الناصر بوسام الجمهورية وأيضا الرئيس السادات والجدير بالذكر أن عبد الحليم حافظ كان دائما يردد أن صوت عبد المطلب يطربه ويشده بقوة..وفي كل أفراح زمان وربما الأن لابد أن تسمع اغنية ياليلة بيضا...وتسلم ايدين اللي اشترى الدبلتين والاسورة..ربما قبل أن يرتفع ثمن الذهب ويكتفون بالدبلتين فقط...أما قمة الطرب عندما تستمع إلى ودع هواك وانساه وانساني عمر اللي فات ماهيرجع تاني....وتردد بينك وبين نفسك فعلا عمر اللي فات ماهيرجع تاني...أما حكاية انك تروح مالسيدة لسيدنا الحسين مرتين فهذا هو العشق... أن تكون من سكان السيدة وتحب مولانا الحسين فتصلي الفجر والعشاء في جماعة فيه لتنال ثواب قيام الليل إلى جوار من تحب..فهذا هو الحب..وكما يقول عبد الفتاح مصطفى عندما كتب شفت حبيبي وفرحت معاه كان وصل جميل حلو يامحلاه..انه رأي الرسول في المنام عليه الصلاة والسلام فكتبها وغناها عبد المطلب...ولما أولاد البلد بيقولوا مبيسألش علية ابدا ولابتشوفوا عينية ابدا ...وياحاسدين الناس مالكم ومال الناس...وحبيتك وبحبك وهحبك علطول ...والسبت فات والحد فات وبعد بكرة يوم التلات ميعاد حبيبي..وشوف الشوق... من الأول الأسبوع وهوة بيستنى الميعاد...وفي كلمة عتاب بيقول الناس المغرمين ميعملوش كدة ..ولاشك أنه منذ أن بدأ السينما في أربعينيات القرن الماضي حتى آخر فيلم انتجه ٥ شارع الحبايب ١٩٧١ كان له حضور غنائي خاصة في الموال فقد كان أستاذا للعزبي وشفيق جلال ومحمد رشدي...وقد عاش بيننا أبو نور وبهاء وانتصار وسامية سبعون عاما إلى أن رحلت انتصار قبل زفافها بأسبوع فانتحى جانبا واثقلته الأوجاع والوحدة فرحل عن عالمنا كجسد..وبقى بصوته الجهوري الذي لم يتكرر يؤنسنا في الليالي الخوالي بودع هواك... وفي الأفراح والليالي الملاح... و قدوم رمضان بالاغنية التي تهل مع هلاله "رمضان جانا"  التي عاشت عقود طويلة وستعيش حتى مع الحداثة والتطور.