الخميس 21 نوفمبر 2024

قال إنه أحب الكوميديا من عادل إمام أحمد آدم: الزعيم.. «عِشرة عمر»

أحمد آدم والزعيم

21-5-2023 | 10:02

عمرو محيى الدين
-صداقتنا بدأت قبل «المنسى» بعامين.. وقدمنى على المسرح: «هو ده إللى جاى» -كنت متحفظاً فى علاقتى الإنسانية به فى البداية.. لكنه كسر الحاجز ببساطته -كان يردد إفيهاتى فى «سر الأرض».. وأحببت جدعنته وحبه للناس -قال لى إنه يخاف «الزمن».. لكنه استطاع أن يصاحبه -جسد الغلابة والمهمشين والمطحونين.. وقدم الكوميديا بفلسفة خاصة كلمات صادقة خرجت من قلب النجم أحمد آدم عن الزعيم عادل إمام بمناسبة عيد ميلاده، الذى يحتفل به جمهوره بمصر والوطن العربى فى مسيرة حب كبيرة.. استعاد آدم الذكريات حول أول لقاء جمع بينهما وكيف تحول إلى صداقة و«عشرة عمر».. وكذلك أول تعاون جمع بينهما من خلال فيلم «المنسى».. كما تحدث عن المكانة الفنية العظيمة للزعيم وكيف أعطى للكوميديا قيمة كبيرة ووزناً.. وأشياء أخرى كثيرة فى ثنايا السطور التالية... يقول الفنان أحمد آدم: تعاونت مع الزعيم عادل إمام من خلال فيلم «المنسى» فى أول تجربة تجمعنى به، ولكن «كنا أصدقاء قبلها» بعامين، حيث كان يعرض لى مسلسل «سر الأرض» وعرفت أنه أُعجب جداً بشخصية «القرموطى» فى المسلسل، وكانت مفاجأة بالنسبة له أن من يقوم بدور «القرموطى» فى سر الأرض شاب صغير وليس رجلاً كبيراً كما يبدو.. وفى الوقت ذاته كنت أشارك فى مسرحية «بحبك يا مجرم» بمسرح الفن، وكان يعرض للزعيم وقتها مسرحية «الواد سيد الشغال»، لكنه حرص أن يأتى لمشاهدة «بحبك يا مجرم» وسلم على كل نجوم العمل وعندما دخل إلى المسرح الصالة «اتقلبت»، وبعد أن صافح الجميع اقترب إليّ وقدمنى إلى الجمهور وقال «هو ده إللى جاى» هذه الجملة أسعدتنى جداً. الصدق.. والبساطة ويضيف: كنت أخشى فى البداية أن أقترب منه حتى لا تكون الصورة الإنسانية التى رسمتها له فى ذهنى مغايرة ومختلفة، لكنه كسر هذا الحاجز.. كلما جلست معه كان لا يشعرنى بأنه نجم كبير «فهل هذا هو عادل إمام الذى كنت من جمهوره وأشاهده؟!».. كان يردد إفيهاتى فى «سر الأرض» وشعرت بأنه صادق جداً وكل ما يقوله صدق وأنا بإحساسى أعرف من يحب ومن يكره ومن يكون مقتنعاً بك، فاكتشفت أن هذا الرجل يحبنى بجد.. أذكر أنه جاء مرة إلى المسرح وسأل عنى وخرجنا بعد المسرحية لنسهر معاً وكانت هذه اللفتة كبيرة عندى جداً، ثم بدأت العلاقة تتوطد وأحببته كإنسان خصوصاً أننى كنت خائفاً ومتحفظاً، ثم اكتشف أنه هذا التحفظ «على الفاضى».. وأخذت احتياطات «زيادة عن اللزوم»، فهو إنسان أبسط من ذلك، وأسهل من ذلك، وعندما عرفته عن قرب أحببته أكثر.. أحببته فى جدعنته وحبه للناس وحبه للنجاح الذى يجعله محباً للناجحين، وأذكر له نصائح غالية وكان تميمة الحظ و«ووشه حلو» على كل أجيال الكوميديا الذين تعاونوا معه وظهروا بعد ذلك. فلسفته فى الضحك ويتابع: عادل إمام لم يعتمد على الإضحاك فقط ولكن ما جعله الزعيم هو فلسفته فى الضحك وانتماؤه للبسطاء، وأنه يجسد شخصيات من القاع «الغلابة والمهمشين والمظلومين والمطحونين»، فقد عرف أن يقوم بذلك بامتياز.. استطاع أن يجسد دور لص، ويجعلك تتعاطف معه فى فيلم «المشبوه»، أحببته أيضاً عندما قدم دور الرجل الغلبان الذى يبحث عن شقة يسكن فيها فى «كراكون فى الشارع» أحببته فى دور الموظف البسيط الذى كان كل همه كرامته والحفاظ على احترامه فى فيلم «الإرهاب والكباب»، أحببته فى دور عامل التحويلة المنسى المتواجد فى مكان لا أحد يعلم عنه شيئاً ومع ذلك يضحى بحياته من أجل فتاة لا يعرفها ويقف دفاعاً عنها فى وجه أشخاص طواغيت وجبابرة وذلك من خلال فيلم «المنسى».. وأرى أن 90% من أفلامه لا تعتمد على الضحك من أجل الضحك.. حتى فيلمى «المتسول» و«ورمضان فوق البركان» قدم فى باطن الضحك هدفاً.. واعتمد الزعيم على قيمة المواضيع.. قدم أعمالاً تعد علامات فى السينما المصرية لأنها مكتوبة بصدق، وهو جسدها بصدق، والجمهور صدقه فى كل الأدوار وهذا لا يحدث مع فنانين كثيرين. قضايا الوطن ويستطرد: بداية تعلقى الشديد بعادل إمام كان بعد فيلم «المشبوه».. ورصدت أنه كوميديان غير عادى من خلال فيلم «رجب فوق صفيح ساخن» فى دور القروى الذى ينبهر بالمدينة وأضوائها ويقفد براءته ولكن الطريقة التى جسد بها الدور جعلتنى أقول لنفسى هذا كوميديان مختلف، يقدم الكوميديا بفلسفة خاصة، ومنذ أفلام نجيب الريحانى لم نشاهد هذه الفلسفة فى الكوميديا.. كما أنه «لايق على العصر» ودخل قلوب كل الأجيال، الكبار والصغار، لأنه يتحدث فى أعماله عن الإنسان.. أفلامه فيها فكرة الإنسان وتخرج أحلى ما فيه وستجد هذا المعنى فى أفلام كثيرة جداً مثل «الإنسان يعيش مرة واحدة» و«طيور الظلام» وكذلك انتماؤه لقضايا وطنه التى تجلت فى فيلم «الإرهابى» وغيرها. عادل إمام ممثل ذو وجهة نظر، ووجهة النظر فى الفنان مثل أن تكون عندك قناة تليفزيونية أو صحيفة مؤثرة فى المجتمع. ويضيف: دخلت الوسط الفنى وأنا متعلم منه، ولم أكن أمثل كوميدياً ولكنى أحببت الكوميديا منه، وهو من جعلنى أمثل كوميدى.. هانى مطاوع مخرج مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» من أقنعانى ودفعانى للمشاركة فى مسرحية له فى دور كوميدى صغير، ومن هنا انطلقت فى الأدوار الكوميدية، ومن عشرتى لعادل إمام أكد لى معانى كثيرة، كانت بداخلى فكرة «الهواة» كيف تظل فى كل عمل تشعر وكأنك مازلت هاوياً، وتحترم الجمهور بألا تقدم عملاً لمجرد العمل، وتعمل بوعى وفهم وإصرار على تقديم أعمال تعيش. ويضيف: عندما كنت أجلس معه كنت أقول له ما أكثر شىء تخاف منه، فيجيبنى «لا أخشى إلا الزمن»، ولكن أريد أن أقول له كلما مر الزمن فأنت تستطيع أن تصاحب الزمن.. والزمن عرف أن يصاحبك.. وأنت تستحق ذلك. واختتم آدم بكلمات من القلب للزعيم عادل إمام قائلاً: ربنا يديك الصحة ويخليك لينا.. وتكون دائماً علماً ومناراً، فأنت قيمة فنية كبيرة جداً بالنسبة للفن المصرى والعربى.. كما أن عادل إمام هو من أعطى للكوميديا وزنها.. لولا عادل إمام لما كنت رأيت الجيل الجديد من الكوميديانات لأن الكوميديا التى ظهرت قبل عادل إمام كانت تتمثل فى شخصيات يجسدون دوراً ثانياً أو مساعداً، فلم يكن الكوميديان بطلاً، كما كانت الأفلام الكوميدية قبل ذلك تصنف على أنها أفلام غير جادة أو للضحك فقط.. أما عادل إمام فنقل الكوميديا «فى ناحية تانية».. فهو أعطى للكوميديا وللكوميديانات قيمة.. وأعتز به على المستويين الفنى والإنسانى، فهو لم يتغير أبداً.