الأحد 24 نوفمبر 2024

إلهام شاهين: رفضت حكم الإخوان ووقفت ضدهم خوفاً على بلدى

إلهام شاهين

15-7-2023 | 12:43

أميمة أحمد

مرت أيام قلائل على احتفال الشعب المصرى بمرور 10 سنين على ذكرى ثورة 30 يونيو 2013، التى تعد بمثابة بعث لمصر من جديد، بعد أن كانت فى يد مجموعة من الناس لا تعرف للأوطان قيمة، ولا لدماء المواطن حرمة، فوقف الشعب المصرى كله فى وجه هذه العصابة على قلب رجل واحد، رافعاً شعار «بلدنا.. نعيش ونموت من أجلها»، وفى القلب من هؤلاء المصريين الوطنيين كان الفنانون الذين حملوا لواء الدفاع عن البلد كأنها حرب، لا تلين فيها عزائم الرجال ولا قلوبهم. كانت النجمة إلهام شاهين أحد أهم الأسماء التى أعلنت موقفها منذ اللحظة الأولى، ولم تتراجع فيه، بل كانت على يقين وكأنها ترى بعينيها ما ستؤل له الأوضاع، فكان هذا دافعها الأكبر للتمسك بموقفها الرافض لحكم الإخوان، ومحاربتهم بكل ما تملك، سواء بالقول أو بالفعل، أو حتى بالفن من خلال مسلسل «بطلوع الروح» الذى كشف أفعالهم الوحشية البعيدة عن الوطنية، فكان المسلسل الأول فى قائمة الأعلى مشاهدة. اليوم

تلتقى «الكواكب» النجمة إلهام شاهين، لتكشف لنا سبب وقوفها ضد الإخوان، ولماذا كانت متمسكة بهذا الموقف، وكيف رأت مصر فى تلك الفترة، ودور الفنانين فى تلك المرحلة لإزاحتهم عن حكم مصر، وهل كان للأعمال الوطنية دور فى زيادة الوعى لدى المواطن، وغيرها من الأسرار فى الحوار التالى...

احتفلنا مؤخراً بذكرى مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو وإزاحة حكم الإخوان ونعرف أنكِ كنتِ من أول الفنانين الرافضين لحكم تلك الجماعة.. حدثينا عن سبب وقوفك ضدهم بتلك القوة؟

كان رفضى لحكم الإخوان ووقوفى ضدهم نابعاً من خوفى على بلدى، فقد كان الشعور المسيطر وقتها هو أن مصر لن تتقدم، وأنها تضيع من بين أيدينا، وتتجه البلاد إلى فقدان هويتها المصرية، لصالح مجموعة من الناس يتاجرون باسم الدين ولا يبحثون إلا عن مصالحهم وكأن البلاد لا تعنيهم فى شىء، ووجدت أن موقفى هذا كان عليه إجماع وقتها من كل مصرى وطنى يحب بلده ويخاف عليها، ووقتها وقفنا جميعاً على قلب رجل واحد فى يوم مهيب هو 30 يونيو.

كانت شجاعتك فى الوقوف ضد الإخوان ومعارضتهم واضحة ومعلنة.. هل كنتِ على يقين داخلى برحيل رئيس جماعة الإخوان؟

بالطبع كنت متأكدة من ذلك، وكان لديّ يقين كبير وثقة فى الشعب المصرى بأنه لن يترك جماعة إرهابية تحكمه بالتهديد، فهذه الجماعة كانت تهدد الشعب المصرى، وكأن لسان حالهم يقول: «إما أن نحكم مصر أو ندمرها»، فكانوا يهددون الشعب المصرى بأن دماءهم ستسيل فى الشوارع إذا عارضوا حكم الجماعة ورئيسها، وهذا أمر لا يمكن أن يقبله الشعب المصرى الحر العظيم، ولذلك كنت على قناعة تامة بأن رحيلهم آتٍ لا محالة بعد أن كشفهم على حقيقتهم وأنهم طالبو سلطة.

كيف رأيتِ مصر فى تلك الفترة التى حكم فيها الإخوان؟

لم أرَ مصر بهذا الحال من السوء أبداً، فكان الدمار والخراب هما المسيطران على البلد، على كل المستويات، فلم تكن هناك مشروعات أو أعمال فنية أو أى تقدم فى أى اتجاه. مع وقفة الشعب المصرى بمختلف طوائفه فى وجه الإخوان.. كيف كان دور الفنانين فى الثورة والتصدى للحكم الإخوانى؟ بالطبع، فنانو مصر ومثقفوها كان لهم دور كبير جداً فى التصدى لهذه الجماعة، فهم أول مَن وقفوا أمامهم، وقاموا بتنظيم اعتصام داخل وزارة الثقافة، ورفضوا وزير الثقافة الإخوانى، حتى إنهم منعوه من دخول الوزارة، فكان لهم موقف قوى جداً فى التصدى لجماعة الإخوان، بل كانوا فى الصدارة فى ثورة 30 يونيو، وهذا شجع فئة كبيرة جداً من المصريين على النزول. انتشرت فى الآونة الأخيرة الأعمال الوطنية التى لاقت نجاحاً كبيراً مع الجمهور..

من وجهة نظرك هل كان للأعمال الوطنية دور فى تنمية الوعى لدى المصريين؟

هذه الأعمال الوطنية مهمة جداً فى تلك الفترة، واستطاعت أن تكشف زيف هؤلاء الناس، فمثلاً مسلسل «الاختيار» كشف حقيقة الإخوان، وكذلك فيلم «الممر»، وغيرهما من الأعمال الوطنية التى زادت من معرفة الجمهور وعرفته بتضحيات الجيش والشرطة المصرية، فمسلسل «الاختيار» على سبيل المثال حاكى بطولات لم نكن نعرف عنها شيئاً إلا من خلال الأعمال الدرامية، وكان هناك الكثير من المصريين مخدوعون فى جماعة الإخوان، وجاء مسلسل «الاختيار 3» وبث تسجيلات وفيديوهات للجماعة الإرهابية ورئيسهم وهم يتآمرون على مصر، وبسبب هذا المسلسل تغيرت وجهة نظر الكثيرين وأدركوا حجم المؤامرات التى كانوا يحيكونها ضد مصر والمصريين. ..

وهل ترين أننا ما زلنا فى حاجة إلى تقديم هذه النوعية من الأعمال بعد الدور الكبير الذى لعبته؟

أنا أحب أن أقدم أعمالاً إنسانية بشكل عام وليست الأعمال الوطنية فقط، ومن وجهة نظرى أتمنى أن يمتلك الفن كل أنواع الأعمال سواء الفيلم الوطنى أو التاريخى والاستعراضى، الغنائى، وغيرها من النوعيات التى تلبى جميع الرغبات والأذواق.

معروف عنكِ قتالكِ المستميت من أجل قناعاتك مهما كلفك الأمر.. فهل كان لحياتكِ ونشأتكِ تأثير فى ذلك؟

بالطبع، وهذه هى شخصيتى، فأنا جريئة فيما أقتنع به، وما أراه صحيحاً أدافع عنه مهما كلفنى الأمر من صعاب، وهناك شيئان هما الأهم فى حياتى هما بلدى وفنى، وبالتأكيد سوف أدافع عنهما طوال العمر حتى لو كلفنى الأمر عمرى.

أثار مسلسل «بطلوع الروح» حالة من الجدل بمجرد عرض البوستر الدعائى له قبل عرضه.. ما السبب؟

مسلسل «بطلوع الروح» هو أول مسلسل يثير كل هذا الجدل حتى قبل عرضه بمجرد طرح البوستر فقط، وطبعاً كل من هاجموه كانوا من أفراد هذه الجماعة الإرهابية، وكانوا يشعرون بالخوف بسبب أن المسلسل قام بفضح الكثير من أفعالهم الشنيعة، لكن بعد عرض المسلسل استطاع تحقيق نجاح كبير جداً وقت عرضه، حتى إنه كان الأول فى قائمة الأعلى مشاهدة.

البعض يدعى أن بعض المشاهد القاسية والدموية التى كانت فى المسلسل بها شىء من المبالغة وليست حقيقية.. ما ردك؟

أثناء التحضير لشخصية «أم جهاد» التى قدمتها فى المسلسل شاهدت عدداً من الفيديوهات الوحشية لهذه الجماعة، وكانت فيديوهات مخيفة وبشعة جداً ودموية، فكل المشاهد والأحداث التى كانت فى المسلسل كانت حقيقية جداً، وعلمنا عنها من خلال الفيديوهات التى سجلوها بأنفسهم رغم أنه فعل إجرامى، ولكنهم سجلوها حتى تكون أداة تدينهم فى المستقبل، وكنت أشعر بالاشمئزاز وقت مشاهدتها.

دائماً ما يتحدث سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى عن دور الفن فى توعية الشعوب.. كيف ترين المشهد الفنى هذه الأيام؟

أتمنى إنتاج الكثير من الأعمال الفنية الوطنية خلال الفترة المقبلة، وأن تكون لمصر الريادة دائماً فى كل المهرجانات الفنية خاصة وأن للفن دور كبير فى تنمية روح الإنتماء والولاء لدى الشباب.