27-7-2023 | 16:33
محمد علوش
استضافت "كايرو فيلم فاكتوري" المخرج الكبير يسري نصر الله في لقاء بعنوان "رؤية المخرج" أدارها الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم.
تضمن اللقاء نقاشًا حول رؤية صانع الأفلام، وكيف يمكنه التعبير عنها وتطويرها والدفاع عنها في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهه في إنتاج فيلمه، وخلال مسيرته السينمائية.
تحدث نصر الله من واقع تجربته التي تمتد إلى الثمانينيات، كصانع أفلام صاحب رؤية سينمائية استثنائية وأصيلة في الأسلوب والشكل والمضمون، جعلته من بين أبرز المخرجين في المشهد السينمائي المصري والعربي والعالمي.
قال يسري نصر الله إن المخرج لا يجب أن يبحث من خلال فيلمه عن رأيه، لأنه موجود في كل تفاصيل الفيلم، إنما ما يبحث عنه هو الإحساس، ودوافعه الأصلية من عمل الفيلم، مشيرًا إلى أن صناع الأفلام الذين ينطلقون من فكرة أو رأي في المجتمع أو في غيره، لا يعبرون عن السينما التي ينتمي إليها.
وقال "على سبيل المثال ما يجعل فيلم كريستوفر نولان الأخير أوبنهايمر فريدًا وسط كل أعماله السابقة التي تنتمي إلى سينما الأفكار الذهنية والفيزياء أنه فيلم حسي بالكامل، للمرة الأولى أشعر أن نولان من الممكن أن يكون شاعر".
وأضاف نصر الله أن السؤال المهم والأهم بالنسبة لصانع الأفلام هو "ما الذي يدفعني لعمل هذا الفيلم. الفيلم هو تلك الفوضى الغامضة والغامرة والصاخبة من الصور التي تسيطر على عقل صانع الفيلم، ووظيفته أن يجد السبيل إلى إعادة تركيب هذا الصخب في عمل سينمائي دون أن يفقده حرارة الدافع الأول. وهذا ما يخلق الإحساس". وأكد أن المخرج يدرك جيدًا أدواته وما يريده من الممثلين ومن الصورة، لكن خلال التصوير قد يدرك المخرج أن صورة معينة وضعها مسبقا لا تنتمي للفيلم، لأن صناعة الفيلم عملية مستمرة من إعادة الخلق.
وقال نصر الله "متى أكون مخرجًا؟ عندما أكتب السيناريو أنا مخرج، وعندما أكون في موقع التصوير أنا مخرج، وعندما أقرأ سيناريو لكاتب آخر أنا مخرج، وعندما أكون في صالة المونتاج أنا مخرج. عملية الإخراج لا تتوقف عند اللحظة التي نكتب فيها التصورات عن الفيلم على الورق بل هي عملية مستمرة في كل مراحل صناعة الفيلم وحتى آخر لحظة. إحساس المخرج وإدراك دافعه الأول من وراء صنع الفيلم يرشده خلال هذه العملية المستمرة من إعادة الخلق".
وحول الصعوبات المختلفة التي يواجهها صناع الأفلام وكيفية تجاوزها أشار نصر الله إلى أنه لا توجد وصفة جاهزة أو دليل إرشادي، لكن المؤكد أن كل أنواع الصعوبات كانت موجودة طوال الوقت وتعرض لها المخرجين على مدار تاريخنا السينمائي، لكنها لم توقفهم عن صناعة أفلامهم في أي وقت.
وقال نصر الله أن الإنتاج هو أهم التحديات التي تواجه صناع الأفلام في مصر حاليًا، مشيرًا إلى أن السوق لا يحتمل إنتاج أفلام بميزانيات ضخمة وهو ما يفرض علينا ضرورة فتح أسواق جديدة.
وأشار نصر الله أن السينما التجارية الصينية واليابانية والهندية اجتاحت العالم لأنها قدمت للجمهور أفلام مدهشة نابعة من ثقافة مختلفة برغم أنها أفلام تجارية. وأضاف أنه لو نظرنا إلى تاريخ السينما المصرية سنجد أنها تمكنت من الوصول إلى قاعات السينما في أوروبا عندما كان هناك سامية جمال وعبد الحليم وفريد الأطرش وتحية كاريوكا وحسن الإمام ويوسف شاهين، مشيرا "كانت أفلامنا في صالات العرض بباريس عندما كانت تعبر عن ثقافتنا .
وشدد نصر الله على أن ثقافتنا عامرة بحكايات الرعب، والأساطير وفنون القتال المحلية لكن أين هي من الأفلام التي ننتجها.
من جهته قال الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم إن يسري نصر الله له تاريخ طويل في العمل السينمائي، كناقد، ومساعد مخرج، وكاتب سيناريو ومخرج، بالإضافة إلى أنه يقدم خبراته لصناع الأفلام ليس فقط من خلال ورش التدريب، ولكن أيضًا من خلال الدعم غير المحدود الذي يقدمه لهم.