الجمعة 3 مايو 2024

اهل الهوى


د.صلاح سلام

4-8-2023 | 17:27

د.صلاح سلام
كنا ننتظر الصيف عندما كانت الفصول مرتبطة بالتواريخ فالصيف يعني الاجازة والانطلاق والمرح ونسمة العصرية...ونغني مع الصوت الاوبرالي الحالم لعفاف راضي من كلمات محمد حمزة...هوا ياهوا يانسمة صيف تعدي على روحي وحبيبي...هوا ياهوا خدله رسالة وردي يمكن يقرأ ويجي حبيبي...ومع حليم أنا الهوى هوايا ابنيلك قصر عالي واخطف نجم الليالي...وزي الهوا ياحبيبي زي الهوا واه مالهوا يا حبيبي اه مالهوا....ولان الراحل يحي شاهين "سي السيد"في ثلاثية نجيب محفوظ التي اخرجها حسن الإمام للسينما وفي فيلم بين القصرين كان صاحب محل عطارة وجاءت جليلة العالمة"ميمي شكيب" تبتضع من دكانه ماتريد وهي تعرف أنها سوف تسوق الدلال ولن تدفع مليما وكيف تدفع وهي عشيقة وونيسة الليالي ..وعندما ذهبت سأله مساعده ذو الجلباب والطربوش والبالطو الكاكي وكأنه حرس الدرك بصوت تهكمي نسجل البضاعة دي إيه ياسيدنا؟ فرد عليه بضحكة لاتخلو من السخرية"بضاعة اتلفها الهوى"الهوا"...والمعنى في بطن الشاعر...أما السيدة ام كلثوم التي مزقت القلوب بكلمات السهل الممتنع بيرم التونسي في أهل الهوى...الذين فاتوا مضاجعهم وتجمعوا ياليل صحبة وأنا معهم..فيهم كسير القلب..ياليل..والمتألم واللي كتم شكواه ولم يتكلم...وهكذا كانت السيدة ميري ميشيل التي تظهر في الدقيقة ٣٣ في هذه الأغنية تمسح دموعها فهي أيقونة أغاني أم كلثوم والتي كانت لاتفوتها ابدأ ..فقد التقت هذه الفتاة بنصفها الآخر مبكرا الدكتور شفيق متري وكان يكبرها باثني عشر عاما..وعاشت معه سنوات الحب وكم تأبطت ذراعه لتحضر حفلات كوكب الشرق وقد رزقها الله منه ثلاثة أطفال ولكنه غادر الدنيا مبكرا بعد عشر سنوات تقريبا وهي لم تزل ابنة الثمان وعشرون عاما...وعاشت لتربية أطفالها وتواظب على حضور حفل أم كلثوم حيث كانت تعمل مترجمة وعملها وسكنها قرب دار سينما قصر النيل حيث تقيم ثومة حفلاتها...ولأنها كانت شديدة الارتباط بهذه الحفلات فتعارفتا واصبحتا أصدقاء..وأهل الهوى وصفولي...وصفولي دواه لقيت دواه زود في اساه...اساه وازاي ياترى اهو دة اللي جرى ..اهو دة اللي جرى وانا وانا وانا معرفش انا..وظلت على عهدها مع أم كلثوم وتحجز مقعدها وحيدة بعد رحيل الحبيب والسند... وفجعت في رحيلها ١٩٧٥..ولم تحتمل طويلا بعدها فقد غادرت في ١٩٧٩ وهي تهم باللحاق باولادها الذين كانوا في انتظارها على باب سينما مترو لحضور فيلم لاتبكي ياحبيب العمر للراحلين فريد شوقي ونور الشريف هكذا حكى تامر رؤوف قصة جدته الجميلة السيدة ميري...و تمضي الأيام فلم يعد الصيف صيفا لطيفا كما عهدناه ولا الشتاء بامطاره ورعده وبرقه كما الفناه..ويأتي صوت عفاف راضي من بعيد مرة أخرى ليقول والنبي دة حرام تفوتونا بالسنة والعمر كام سنة...سلامات وازي حالكم سلامات سلامات واحشانا ياناس عيونكم سلامات سلامات... وحتى جمهور الغناء الذي نراه في حفلات أم كلثوم وحليم وفريد لم يعد كالذي نراه الأن وينتابني إحساس أحيانا أننا كنا أرقى وربما اكون مخطئا..