الإثنين 29 ابريل 2024

شهادة شباب الفن: واقعنا تغير للأفضل فى 9 أعوام

من مسلسل البالطو

14-10-2023 | 11:54

أميمة أحمد

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الفعال للفن فى تغيير واقع الإنسان من خلال إرسال رسائل له بطريقة غير مباشرة تعبِّر عنه وعن حياته ومشكلاته، وفى ضوء ذلك حرصت الدولة على تقديم فن هادف واعٍ يبنى أجيالاً جديدة عن طريق حث الفنانين على تقديم أعمال هادفة تناقش قضايا الأسرة والمجتمع، وكان من ضمن اهتماماتها أن تجعل لشباب الفنانين دوراً فى ذلك حرصاً منها على بناء جيل جديد واعٍ.
فى التحقيق التالى التقت «الكواكب» مجموعة من شباب الفنانين الموهوبين وناقشتهم حول رأيهم فيما يتعلق بتغيير واقعهم المهنى، ومدى اعتماد الأعمال الفنية عليهم وتعالوا معاً نتعرف على التفاصيل..

يقول الفنان عمر محمد رياض: فى الفترة الأخيرة تعددت فرص الشباب على الشاشة، واستطعنا أن نحصل على فرصتنا كاملة فى الأعمال الفنية، مع زيادة جرعة الأعمال الوطنية التى كانت نافذة لنا لنسجل حضورنا من خلالها وتفتح لنا الباب على مصراعيه، وكات البداية من خلال طرح بطولات رجال الجيش والشرطة المصريين، فكان للشباب النصيب الأكبر فى تلك الأعمال، وبسبب ذلك استطاعت تلك الأعمال تقديم عدد من المواهب الشابة الذين أصبحوا نجوماً الآن.
ويضيف رياض: كما أن موضوعات الشباب أصبحت تناقش على الشاشة بشكل أكبر وأوسع، واستطاعت تحقيق نجاح كبير، وهو ما أتاح الفرصة أيضاً لظهور الشباب والاعتماد عليهم، ومن هنا لجأ المنتجون إليهم فى عدد من الأعمال منها (بالطو) و(ريڨو) وغيرهما، ولذلك أرى أن فرصتنا أصبحت أفضل مما كان عليه الوضع سابقاً، ولكنها غير سهلة تماماً بسبب العدد الكبير للنجوم الشباب.
وأشارت الفنانة هالة مرزوق إلى التغير الكبير الذى حدث فى شكل الدراما خلال الفترة الأخيرة، التى نتج عنها ظهور عدد كبير من شباب الفنانين؛ بسبب مناقشة وتناول الدراما والأعمال الفنية مشاكلهم على الشاشة، فكان من الطبيعى أن يجسدها شباب لأنها تخص حياتهم.


وتؤكد الفنانة ملك زاهر، قائلة: بالفعل تغيرت حياتنا للأفضل، فهناك تغير كبير جداً فى شكل الأعمال الدرامية سواء المسلسلات أو الأفلام، وأصبحت هناك أعمال كثيرة من بطولة الفنانين الشباب، وأخذنا مساحات أكبر فى العمل، وأتمنى أن يستمر ذلك.


ومن جانبه، يوضح الفنان محمود عمرو محمود ياسين أن هناك تغيراً كبيراً ولا يمكن إنكار ذلك، وهناك أعمال كثيرة كانت من بطولة فنانين شباب، ويضف: على الرغم من أن المنتجين غالباً ما يتوجهون إلى الأسماء الكبيرة، إلا أن الشباب أثبتوا جدارتهم، وهناك تجارب شبابية ناجحة، مثل مسلسل (بالطو) لعصام عمر على سبيل المثال، لكنى أرى أننا ما زلنا فى بداية الأمر، وسوف تسير الأمور فى هذا الموضوع إلى الأحسن مع الوقت.


أما الفنانة الشابة فرح الزاهد، فتتساءل: مَن يستطع أن ينكر وجود تغير كبير جداً فى عالمنا نحن الشباب، أنا حدث معى ذلك بالفعل والحمدلله شاركت فى أكثر من عمل ناجح فى الفترة الأخيرة، وأنا من شباب الفنانين، وحالياً نحضّر لفيلم (عصابة عظيمة) مع الفنانة إسعاد يونس، والفيلم به نخبة كبيرة جداً من شباب الفنانين، بل ويعتمد عليهم، وهناك الكثير والكثير من الفرص التى أُتيحت للشباب مؤخراً وجعلت منهم نجوماً حالياً.
وبالانتقال إلى مجموعة من النقاد لاستطلاع رأيهم فى هذا الأمر، كانت إجاباتهم كالتالى...
فى البداية يقول الناقد الفنى محمد شوقى: بالفعل هناك تغير كبير جداً فى شكل الأعمال الدرامية فى هذه الفترة؛ بسبب توجهات الدولة بأن تقدم الدراما أعمالاً مهمة ورسائل تخص المجتمع والأسرة ككل، وبسبب ذلك كان هناك دور كبير لشباب الفنانين، فلم تعد ظاهرة النجم الواحد هى الأساس كما كانت، فهناك الكثير من الأعمال الدرامية التى قامت على الشباب مثل (بالطو) و(ريڤو)، وغيرهما من أعمل كثيرة نجحت نجاحاً كبيراً، بل وحصدت جوائز فى المهرجانات وتعلق الجمهور بها.
ويكمل: على سبيل المثال أيضاً النجاح الكبير الذى حققه مسلسل (جعفر العمدة) وكان بطله النجم الكبير محمد رمضان، فى حين كان يتقاسم معه البطولة الفنان أحمد داش، وهو من شباب الفنانين، معنى ذلك أن التغيير فى شكل الدراما حدث بالفعل حتى إذا كان بطل العمل نجماً سنجد أن معه نجوماً شباباً، وبمساحات أكبر عن ذى قبل.
ويضيف: أقرب مثال أيضاً مسلسل (تحت الوصاية) للفنانة منى زكى، فقد رأيت فى هذا العمل أن الشاب الصغير عمر شريف كان بطلاً من أبطال العمل، وحصد دوره جوائز كثيرة، ففى الموسم الرمضانى المنقضى خرجت مجموعة كبيرة من شباب الفنانين، مثل طة دسوقى أيضاً.. وأيضاً شاهدنا منذ عامين مسلسل (مين قال) وكان من بطولة مجموعة كبيرة من شباب الفنانين، وجاء ذلك بسبب اهتمام الدولة بأن يكون العمل متوجاً بالشباب، وهذا ما حدث بالفعل فى الفترة الأخيرة.
ومن جانبها تقول الناقدة الفنية ماجدة موريس: فى الفترة الأخيرة أصبحت هناك كثير من الفرص للشباب الذين حصلوا على بطولات بالفعل، كما أن أغلب الأعمال منحت للشباب مساحات أكبر عن التى كانت تقدم لهم قبل ذلك، ولكن المسألة تكمن هنا فى مشكلة الكتابة، فنحن لدينا أزمة حقيقية فى كتابة الأعمال، فهؤلاء الشباب حصلوا على فرصتهم بالفعل، وأثبتوا موهبتهم، ولكن تلك الموهبة لم توظف فى عمل جيد من حيث الكتابة فى بعض الأعمال.
وتوضح: مثلاً مسلسل (الاختيار) كان من أروع وأفضل المسلسلات التى قدمت فى الفترة الأخيرة، وكان به كل عناصر النجاح من حيث الكتابة والإخراج والتصوير واختيار النجوم، وبالفعل خرج من هذا المسلسل تحديداً الكثير من النجوم الشباب الذين مُنحوا الفرصة للعمل فى مسلسلات وأعمال أكثر بعد ذلك، بل إن هذا المسلسل منح فرصاً أيضاً لكبار النجوم لتغيير جلدهم، فجميع من شاهد الاختيار أشاد بأداء أحمد مكى الذى غيَّـر من جلده تماماً فى هذا المسلسل، وهذا التغيير كان فى صالحه، فلا نستطيع أن ننكر تغيير الحياة الفنية بالكامل خلال هذه الفترة، ولكن يجب أن نتوِّجها بوجود كتاب كبار على قدر المسئولية، وإدراك أهمية الفن ورسالته.