الجمعة 3 مايو 2024

فى ذكرى رحيل فتى الشاشة الأول.. وصاحب المائة عمل محسن سرحان.. شجاعته فتحت له أبواب الشهرة

محسن سرحان

3-2-2024 | 15:03

طه حافظ

تحل يوم 7 فبراير الجارى، ذكرى رحيل إحدى علامات السينما المصرية، الفنان الراحل محسن سرحان، الذى وُلد فى 6 يناير عام 1916 فى مدينة بورسعيد. بعد تخرجه فى الجامعة انتقل إلى القاهرة، وعمل موظفاً بوزارة الزراعة عام 1939، وقام بإجراء دراسات حرة فى فنون السينما والمسرح فى عام 1944، والتحق بالفرقة القومية، وبدأ التمثيل بعدما أنهى دراسته الحرة فى فنون المسرح والسينما، حول مسيرة فتى الشاشة الأول محسن سرحان نعيش معا هذه الرحلة في ذكراه.

دخل الفنان محسن سرحان الفن عن طريق الصدفة التى كانت سبباً فى عمله بالفن، حيث قال فى لقاء له: «كان من عادتى أن أصطحب بعض إخوتى فى أيام الخميس إلى شارع عماد الدين لنمضى الوقت بين بعض مقاهى الشارع حتى يحين موعد رفع الستار فى المسارح».

معركته فى المقهى

وتابع: «كانت قهوة بيرون من أحب المقاهى إلينا، وكان يلتقى فيها الممثلون والمخرجون السينمائيون. وذات ليلة قامت معركة داخل القهوة بين بعض روادها وأحد الجرسونات، واعتدى أحدهم على الجرسون بصورة أثارت غضب الزبائن، ولكن لم يجرؤ أحدهم على التدخل والدفاع عن الجرسون». وأضاف: «تطوع زميل لى للتدخل حتى يفض المعركة، لكن الزبون المفترى حاول ضربه، فما كان منى إلا أن تدخلت فى المعركة، واستطعت أن أؤدب مجموعة المعتدين على الجرسون».

وأشار الفنان الكبير إلى أنه «كان من بين الجالسين المخرج أحمد جلال، الذى أعجبته شجاعتى، فتقدم نحوى وعرفنى بنفسه، وطلب منى أن أزوره فى مكتبه بشركة (لوتس فيلم)، التى كان يتولى إدارتها الفنية». وأضاف سرحان: «أمضيت ليلة لم أذق فيها طعم النوم، فقد كانت أمنيتى أن أصبح نجماً سينمائياً، لكن خجلى كان يمنعنى من التعرف بالمخرجين والشركات، وذهبت لزيارة المخرج أحمد جلال فى مكتبه، وخرجت من عنده بعقد بطولة فيلم.

(فتش عن المرأة)»

ونجح الفيلم نجاحاً، رشحه لبطولة فيلمه الثانى «حياة الظلام»، وبعدها توالت بطولاته، ومشوار نجوميته الذى بدأ بخناقة على قهوة بيرون. اشتهر محسن سرحان فى بدايته بأدوار صديق البطل، الذى يساعده مثل «شاطئ الغرام» مع حسين صدقى، «قسمة ونصيب» مع يحيى شاهين، ولكنه حصل على البطولة المطلقة فى عدة أفلام بعد ذلك مثل «سمارة» و«عفريت سمارة» مع تحية كاريوكا، وهو الدور الأشهر فى تاريخه الفنى، «توحة» مع هند رستم، وفيلم «كدت أهدم بيتى» مع راقية إبراهيم وغيرها من الأفلام.

استمر محسن سرحان فى العمل السينمائى حتى النهاية، وإن كان بأدوار صغيرة تكاد تصل للمشهد الواحد، فقبل وفاته بوقت قصير، قدم أفلام «امرأة آيلة للسقوط» مع يسرا، و«دائرة الموت» مع سماح أنور، و«المشاغبات والكابتن» مع آثار الحكيم، ووصلت أعماله إلى نحو 119 عملاً. وكان فتى الشاشة الأول لسنوات طويلة من خلال العديد من الأفلام السينمائية، كما شارك فى عدة أعمال تليفزيونية منها: «مفتش المباحث»، «عروس اليمامة»، «محمد رسول الله»، «سيداتى آنساتى»، «طائر البحر»، «الفراشة»، «الأصيل»، «النمس»، «لا شىء يهم»، «القرين»، «بعد الضياع».

حصل محسن سرحان على «وسام الجمهورية» عام 1964، وشهادة التقدير الذهبية من «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما» للريادة فى فن التمثيل عام 1983، بالإضافة إلى درع التليفزيون عام 1985.

زيجاته

تزوج الفنان محسن سرحان أربع مرات، وكانت الفنانة سميحة أيوب، إحدى زجاته، وأنجب 4 أبناء. كان لزواجه الرابع قصة غريبة مع هناء داوود، الزوجة الرابعة، فقد كانت فى المرحلة الإعدادية، ومن أشد المعجبات به، وتعرّفت عليه عن طريق الصدفة أثناء زيارتها لإحدى صديقاتها بمنطقة شبرا، وهى نفس المنطقة التى كان يسكن بها، ودعاها وصديقتها على الغداء ثم اتفقوا على حضور العرض الخاص بافتتاح فيلمه الجديد «غضب الوالدين» عام 1952 بإحدى السينمات، وهناك قدمها لجميع زملائه بالفيلم على أنها خطيبته، فانتابها إحساس بالسعادة والاستغراب فى نفس الوقت.

وبعد شهر واحد تقدم لخطبتها، ولكن أسرتها رفضت ذلك لأن فارق السن كان كبيراً، وانتهت علاقتهما وقتها، وتزوج محسن بعد ذلك زوجته الثالثة ولكن الزواج لم يدم سوى شهر واحد، وبعد لقاء تم مصادفة عرض محسن على هناء الزواج مرة أخرى، وقبلته هى على الفور رغم معارضة أهلها، الذين قاطعوها بعد إتمام الزواج ولم يسامحوها حتى أنجبت ابنتها الوحيدة ألفت عام 1954، وقد اختار محسن هذا الاسم بنفسه تفاؤلاً، حيث كان يصور فيلم «أنا الحب» فى ذلك الوقت مع شادية، والتى كانت تحمل نفس الاسم بالفيلم.

عمرة رجب

كانت النهاية اعتاد محسن سرحان أن يؤدى مناسك العمرة كل عام فى شهر شعبان مع صديقه المقرب الفنان يحيى شاهين، ولكنه فى عام وفاته أصرّ على أدائها فى شهر رجب. توفى محسن سرحان بعد عودته من العمرة بأيام قليلة، بعد شعوره بألم شديد فى بطنه، وقد طلب منه الطبيب أن يعود إلى منزله ليتوفى بعدها بساعة، فى 7 فبراير عام 1993، عن عمر ناهز الـ79 عاماً، ولكنه رحل وما زالت أعماله الفنية حاضرة في قلوب محبيه.