13-9-2024 | 15:17
تمضي الأشياء ، و يبقى الأثر ، وكلما كان الشيء المنقضي جميلا ، كان الأثر أطول عمرا و أكثر عمقا ، و أبقى عطرا بل ومجدا.. إذا جاز التعبير .
عن مهرجان العلمين في نسخته الثانية أتحدث، فقد إنتهى المهرجان.. ولكن كما قلنا يبقى الأثر، ولما كان الحدث بهذا الحجم الضخم من النجاح و الإحراز للعديد من النتائج المبهجة و المهمة ، فلا شك أنها ثمار ممتدة المفعول بحيث أتصور أن هذا المفعول يصل أثره إلى البدء في الإعداد والتحضير من الأن وإلى بداية الموسم الثالث في الصيف المقبل بإذن الله ، فنجاح مدوي كهذا لا يمكن أن يتركه صناعه بغير امتداد للأثر وعلو في الغايات وارتفاع في مستوى الأداء يطاول عنان السماء .
هذا المهرجان الذي امتد ل 50 يوم من السحر والجمال والبهجة ، برعاية وتحت إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والتي كان منوطا بها إدارة فعاليات هذا المهرجان، على هذه البقعة الخالدة من أرض مصر ، والتي حولتها الأيادي المصرية من أرض لأشهر المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية..إلى بقعة من أجمل بقاع العالم على المستوى السياحي والثقافي والأثري والتاريخي ، فمدينة العلمين الجديدة .. هي إحدى مدن الجيل الرابع والتي يتشابه فيها التحضر والمدنية والتكنولوجيا مع العاصمة الإدارية الجديدة..درة إنجازات الجمهورية الجديدة، حيث ضخامة المشروعات العالمية المقامة على كلاهما ، ومن ثم فقد باتت العلمين الجديدة كأفضل المدن السياحية في مصر بل ومقصدا للسياحة العالمية وهو ما تستحقه مكانة مصر بالتوافق مع مفردات و مسار خطة القيادة السياسية للتنمية المستدامة ل 2030 ، وهنا يحضرني مشهد انطلاقة فعاليات المهرجان في نسخته الثانية تحت شعار " العالم علمين" والتي أعلن عنها في البدء د . أشرف سلمان رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وكان من الممكن أن يكون هذا الحدث مجرد حدثا سياحيا أو تاريخيا أو أثريا أو حتى تجاريا فحسب ، حيث تضم المدينة العديد من مراكز التجارة العالمية ، ولكن عندما يناط بالشركة الأهم المسؤولة عن الإعلام والفنون في مصر بأن تدير هذا الحدث الضخم ، فلابد و أن الفن سيصبح هو النشاط الأبرز فيه كما تابعنا من حفلات غنائية لكبار النجوم ومنهم الكينج محمد منير ،عمرو دياب، تامر حسني، تامر عاشور، ونجوم العرب كاظم الساهر، ماجدة الرومي، ديانا حداد.. بجوار نجوم الشباب ويجز وفرقة كاريوكي ، بجانب العروض المسرحية و في مقدمتها مسرحية " السندباد "للنجم الكبير كريم عبد العزيز ومسرحية " التلفزيون" التي جمعت الدويتو حسن الرداد و ايمي سمير غانم ، وغيرها من أنشطة قصور الثقافة حيث قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتقديم العديد من المشاركات ضمن برنامج الوزارة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة و منها الاستعراضات الفنية واستعراض التنورة مع الإيقاعات الشرقية والفنون الشعبية بجانب مهرجان" نبتة " لتنمية مواهب و إكتشاف مهارات الأطفال لصنع مستقبل مختلف لأطفال مصر والذي قام بالإشراف عليه الفنان أحمد أمين بهدف تقديم محتوى تعليمي وترفيهي مخصص للطفل المصري و العربي ، ومن ثم اجتمع في هذا المهرجان ما يدعونا للفخر و للقول بأنه تجمع فني حضاري ثقافي ، تعاونت في إخراجه العديد من الوزارات مثل الثقافة والتضامن الإجتماعي والشباب والرياضة، لتقديم خدمة متكاملة وتجربة شاملة ومميزة، وما كان ذلك كله ليحدث ويكلل بهذا النجاح الذي أكده البيان الختامي للنسخة الثانية من المهرجان حين أعلن القائمين على المهرجان..أنه حقق نجاحا غير مسبوق من خلال تقديم خدمات توعوية و تثقيفية لجميع أطياف المجتمع المصري بمختلف فئاته العمرية والإقتصادية والتعليمية، وأثبت المهرجان أن الفنون والثقافة و الرياضة يمكنها أن تكون قوة دافعة للتنمية وجسرا يصل الحاضر بالمستقبل ، وما كان ذلك ليكون خارج منظومة تعلو هامتها قيادة سياسية واعية ، تدرك تماما منذ اليوم الأول لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم منذ أكثر من 10 سنوات ، أن القوة الناعمة التي طالما تحدث عنها سيادته.. هي منارة التنوير في مصرنا الغالية ، مؤكدا دائما وابدا على دور الوعي في كل ما تقدمه الفنون والدراما ، فإذا لم تكن هذه هي رؤية رب البيت ،فما كانت كل هذه الأنشطة لتخرج إلى النور، محققه هذا النجاح المبهر .
وإذا كان في نفس الفترة التي أقيم فيها مهرجان" العلمين 2" ..قد توازى زمنيا تقديم مجموعة أخرى من المهرجانات الفنية ، فقد شاهدنا فعاليات الدوره 17 للمهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض في دورة حملت اسم الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، كذلك تابعنا فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء والذي اختتم منذ أيام بعد تقديم حفلات ناجحة لكبار النجوم و منهم " هشام عباس، نادية مصطفى، إيهاب توفيق، هاني شاكر، مدحت صالح، لؤي، حمزة نمرة ، والموسيقار الكبير عمر خيرت "
كما أننا على بعد مسافة قريبة من إطلاق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نوفمبر المقبل ، وما هذه و غيرها ، إلا مهرجانات تدل على نشاط الحركة الفنية الواسعة في مصر ، ولكن في ظني يبقى مهرجان العلمين بنجاحه المبهر وطول فترته الزمنية وتقديمه للمحتوى المتنوع الذي شمل الغناء والمسرح والرياضة وكافة أشكال الفنون هو "مهرجان المهرجانات" ونتمنى له أن يظل هكذا دائما ، وننتظر منه المزيد في دورته الثالثة في العام المقبل بإذن الله .