21-11-2024 | 13:32
عمرو محي الدين
تحتفل الفنانة فيروز، صاحبة الصوت الذي تخطى حدود الزمان والمكان، بذكرى ميلادها في 21 نوفمبر، لتظل واحدة من أبرز وأهم الأيقونات الفنية في العالم العربي. ورغم أنها وُلدت بحسب الأوراق الثبوتية في 20 نوفمبر 1934، إلا أن الفنانة نفسها أشارت في حديث إذاعي أجرته في شتاء 1955 أنها وُلدت في 1935. ورغم مرور السنوات، تبقى أغانيها التي أبدعتها بروحها الرقيقة وجمال صوتها، خالدة في ذاكرة الأجيال العربية والعالمية، لتظل "جارة القمر" كما أطلق عليها جمهورها.
النشأة والبداية الفنية لفيروز
وُلدت نهاد وديع حداد، الشهيرة بفيروز، في بيروت، وبدأت مشوارها الفني في أربعينيات القرن العشرين عندما انضمت إلى كورال الإذاعة اللبنانية، حيث كانت تغني الأناشيد الوطنية، إلى أن اكتشفها الأخوان فليفل، فبدأت خطواتها الأولى في عالم الغناء، وكان اللقاء المصيري في حياتها الفنية مع الموسيقار حليم الرومي، الذي قدمها إلى الأخوين رحباني، ليبدأ فصل جديد من تاريخها الفني المشرق.
التعاون مع الأخوين رحباني
كان التعاون مع الأخوين رحباني، عاصي ومنصور، هو نقطة التحول الرئيسية في مسيرتها، فقد قدمت فيروز معهما أجمل الأعمال الفنية التي مزجت بين الفلكلور اللبناني والموسيقى العربية، لتصبح رمزًا للتراث اللبناني بفضل هذه الأعمال، أصبحت فيروز جزءًا لا يتجزأ من هوية الثقافة العربية، وتمكنت من تقديم أغاني وصلت إلى آفاق العالمية.
من خلال هذا التعاون المثمر، أصبح عام 1952 بمثابة الانطلاقة الكبرى لها في عالم الغناء، حيث بدأت تسجيل أغانيها التي كان يضع ألحانها موسيقار الأجيال عاصي الرحباني، وبحلول عام 1955، تزوجت فيروز من عاصي الرحباني، وأنجبت منه أربعة أطفال هم: زياد، هالى، ليال، وريما.
الانفصال وإضافة نكهة جديدة للفن العربي
في عام 1979، أعلنت فيروز انفصالها عن زوجها عاصي الرحباني بشكل إنساني وفني، ليبدأ فصل جديد في حياتها وحياتها الفنية، وتواصل مسيرتها الغنائية.
كان نجلها زياد الرحباني بمثابة إضافة جديدة لمسيرتها الفنية، حيث قدم لها ألحانًا وموسيقى مختلفة تمامًا عن النمط الكلاسيكي الذي ارتبط باسم الأخوين رحباني. وقدّم زياد في عالمه الفني أفكارًا موسيقية مبتكرة جعلت صوت والدته يتحول إلى مزيج من الأصالة والحداثة، مما ساهم في تجديد مسيرتها وإبقائها على قمة النجومية.
أغاني فيروز بين البساطة والعمق
قدمت فيروز مئات الأغاني التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى العربية. من أغاني الأطفال إلى الأغاني الوطنية، ومن الحب إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، استطاعت أن تقدم أجمل الأعمال التي تعبر عن كل مشاعر الإنسان العربي، وكانت أغانيها تتميز ببساطة التعبير وعمق المعاني، ومن أبرز أغانيها: "زهرة المدائن"، "رجعت الشتوية"، "كيفك إنت"، "بكتب إسمك يا حبيبي"، وغيرها الكثير التي كانت تعكس قصصًا إنسانية وأحلامًا تلامس قلوب المستمعين.
من بين أشهر أعمالها كانت أغانيها عن القدس والقضية الفلسطينية، إذ كانت فيروز دائمًا صوتًا يعبر عن آمال الشعب العربي، ما جعلها تتربع على عرش الفن العربي.
خالدة في الذاكرة
تمر السنين، ولكن تبقى فيروز كما هي: جارة القمر، صاحبة الصوت الذي لا يُنسى، والأيقونة الفنية التي تركت بصمة خالدة في عالم الموسيقى حيث استطاعت من خلال أعمالها أن تظل جزءًا أساسيًا من هوية الثقافة العربية، وتجاوزت حدود الأزمان لتصبح مصدر إلهام للفنانين والمستمعين في كل مكان. وبينما نحتفل بذكرى ميلادها، نُحيي إرثها الفني الذي سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال.