8-2-2025 | 13:23
محمد بغدادي
“أم رتيبة”، “صراع فى الحياة”،” حماتى ملاك”،” معبودة الجماهير”، ست بنات وعريس”،” موعد مع السعادة”، “بداية ونهاية”، “أنا وبناتى”، تعد من أهم وأشهر أفلامها السينمائية التى قدمتها على مدار مسيرتها الفنية، التى تألقت خلالها بما يزيدعلى 26 فيلماً، والتي نالت عنها العديد من الجوائز والتكريمات، ولقبت بصاحبة الوجه الملائكى والفتاة الرقيقة، أيقونة الرومانسية، إنها النجمة الكبيرة الراحلة آمال فريد التى تحل ذكرى ميلادها فى الثانى عشر من شهر فبراير.
ولدت آمال خليل محمد والتى اشتهرت بآمال فريد نسبة إلى مدير التصوير وحيد فريد، فى 12 فبراير 1938، فى منطقة العباسية بمحافظة القاهرة، ودرست فى مدرسة غمرة الابتدائية، ثم انتقلت إلى مدرسة العباسية الثانوية، والتحقت بعدها بكلية الآداب وحصلت على درجة الليسانس فى قسم الاجتماع.
المدرسة
لم تكن تفكر أمال فريد فى احتراف مجال التمثيل، وكان كل ما يشغلها هو حصولها على مؤهل دراسى جامعى، دون تخطيط أو هدف واضح منها عن المجال التى ترغب فى العمل به بعد حصولها على الشهادة الجامعية، و روت الفنانة الكبيرة التى تحل ذكرى ميلادها هذه الأيام، قصة دخولها مجال الفن، فى حديث سابق لها، حيث ترجع البداية إلى دراستها بالمرحلة الثانوية، حين تلقت إدارة مدرستها منشورًا من وزارة التربية والتعليم لتشجيع الطالبات الموهوبات على الاشتراك بالنشاط الفنى، وتقدمت برفقة عدد من زميلاتها للاشتراك فى فريق التمثيل، ومن بين أكثر من 50 طالبة مشاركة، قد تم اختيارها و9 من زميلاتها ضمن الفريق، وبعد سنوات ومحاولات منها لإقناع أسرتها بعملها فى مجال الفن، التقت بالمخرج رمسيس نجيب، وبدأت مشوارها الفنى.
بداية رحلة
انطلقت أمال فريد فى مجال الفن، عن طريق مشاركتها فى أول عمل سينمائى لها مع سيدة الشاشة العربية الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، من خلال فيلم” موعد مع السعادة” عام 1954، حين أسند لها المخرج رمسيس نجيب أحد أدوار البطولة فى الفيلم، ثم قامت بدور البطولة مع العندليب الأسمرعبد الحليم حافظ فى فيلم” ليالى الحب” عام 1955، وتوالت أعمالها الفنية.
قصة حب
بعد نجاح فيلمها مع العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، انتشرت شائعة ارتباطهما، إلا أنها نفت هذا الخبر، وقالت فى تصريحات سابقة لها “عبد الحليم كان صديق وزميل”، مؤكدة أن شركات الإنتاج السينمائى، كانت تسعى إلى نشر مثل هذه النوعية من الأخبار ترويجا لأفلامهم، لاسيما بسبب تكرار تعاونها مع العندليب فى أكثر من عمل سينمائى، مما ساهم فى انتشار الخبر بشكل كبير.
أغنيات
“أقول ما أقولشى.. أنا خايف أقول، تغضب وتمشى وعذابى يطول.. بلاش أقولك حالى يدلك”.. بهذه الكلمات غنى لها العندليب الأسمر فى فيلم” ليالى الحب”، كما غنى لها أيضا “كفاية نورك عليا..نورلى روحى وقلبى..خلانى شفت بعينيا.. إللى انكتب لى فى حبى..قريت على ضيك.. كلام جميل زيك..كفاية نورك عليا”، وضمن أحداث الفيلم غنى لها عبد الحليم حافظ وهو يتغزل فى صورتها، “يا سيدى أمرك”.. ومن كلماتها”حلفنى حلفنى بأى يمين..أهواك مهما تكون مين.. أنا من غيرك مسكين..هيمان.. حيران مشغول البال وحزين..حلفنى”
بينما فى فيلم”بنات اليوم” غنى لها العندليب الأسمر ضمن أحداث العمل واحدة من أشهر أغنياته وهى “يا قلبى يا خالى” وتقول كلماتها”يا قلبي يا خالى..جاوب عن سؤالى..مشغول من ايه..وشاغلنى ليه..يا قلبى ليه”، كما غنى لها “عقبالك يوم ميلادك”.. ومن كلماتها”عقبالك يوم ميلادك لما تنول إللى شغل بالك يا قلبى.. عقبال حبك لما يغنى وأنا مرتاح البال متهنى..ودموع عينى ترقص منى..لما تشوف الناس جيالك”.
كوميديا
شكلت أمال فريد ثنائًيا ناجحًا مع نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين، حيث جمعهما أكثر من عمل سينمائى، وجاءت بداية تعاونهما من خلال فيلم” إسماعيل ياسين فى جنينة الحيوانات” عام 1957، وشاركهما البطولة كل من زينات صدقى، عبد الفتاح القصرى، حسن فايق، عمر الحريرى، رياض القصبجى، وقصة وسيناريو أبو السعود الإبيارى، وإخراج سيف الدين شوكت.
فى عام 1958 جمعهما فيلم بعنوان” امسك حرامى”، وشارك فى بطولته كل من محمود المليجى، حسن فايق، زوزو حمدى الحكيم، رياض القصبجى، وهو من تأليف كامل التلمسانى، وإخراج فطين عبد الوهاب.
بينما فى عام 1959 شاركت الفنانة الكبيرة أمال فريد، فى بطولة فيلمين مع إسماعيل ياسين دفعة واحدة، وحققت من خلالهما نجاحا مدويا، أولهما كان فيلم”حماتى ملاك”، والذى شارك فى بطولته كل من مارى منيب، يوسف فخر الدين، خيرية أحمد، وهو من تأليف وإخراج عيسى كرامة، كما شاركته بطولة فيلم” إسماعيل ياسين فى الطيران”، مع كل من محمود المليجى، نجوى فؤاد، عبد المنعم إبراهيم، زهرة العلا، يوسف شاهين، وهو من تأليف أبو السعود الإبيارى، وإخراج فطين عبد الوهاب.
اختيار
على مدار مشوارها الفنى تعددت أدوارها بين الرومانسية والكوميديا والتراجيديا، وفى لقاءات تليفزيونية مسجلة لها، قالت أمال فريد: “لم أتدخل يومًا ما فى اختيار أدوارى، كنت مؤمنة بموهبتى وبمنتهى التواضع أرى أننى مثل “تفاحة” بين أيدى المخرج يشكلها مثلما يشاء، ولكن كان لدىّ ممنوعات وخطوط حمراء، لا يمكننى تجاوزها، لذا لم أندم على أى دور لعبته بفضل الله، وسعيدة بكل أدوارى التى لم أتجاوز خلالها فى حق نفسى أو المشاهدين، وراضية كل الرضا عن كل ما قدمته طوال مسيرتى الفنية.
بداية ونهاية
يعد فيلم” بداية ونهاية” عام 1960، واحدًا من أهم أفلام الفنانة الكبيرة أمال فريد، وهو مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ تحمل الاسم ذاته، وتعد الرواية الأولى من إبداعات نجيب محفوظ التى يتم تحويلها لفيلم سينمائى، وهو من إخراج صلاح أبو سيف، وشارك فى بطولته عمر الشريف وأمينة رزق وسناء جميل، وعن مشاركتها فى هذا الفيلم قالت أمال فريد فى أحاديث سابقة لها:” أعتز بهذا الفيلم كثيرا، فهو فيلم ذو قيمة ويمثل المجتمع المصرى فى ذلك الوقت، ويعد واحدا من أرقى الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، وقد تم ترشيح الفيلم لنيل جائزة مهرجان موسكو السينمائى الدولى عام 1961
عن مشاركتها للنجم الكبير الراحل عمر الشريف من خلال هذا العمل قالت فريد فى أحد لقاءاتها المصورة:” عمر الشريف فنان مثقف وملتزم وراق وابن ناس”، فيما قالت عن النجمة الكبيرة الراحلة أمينة رزق:” سعدت بمشاركتها بطولة هذا العمل، وفى الحقيقة كانت إنسانة وفنانة رائعة وأما مثالية لكل الفنانات، ولم تتدخل يوما فى طريقة تمثيلى، بل كانت داعمة وراقية فى تعاملها وفنها”.
أجر أفلام
كانت تحرص الفنانة الكبيرة الراحلة أمال فريد على انتقاء أدوارها، دون النظر إلى العائد المادى، حيث كانت تغمرها السعادة بمشاركتها فى أفلام ذات قيمة مع نجوم كبار، دون أن تلتفت إلى قيمة الأجر التى ستحصل عليه، ففى فيلم “موعد مع السعادة”، صرحت بأنها تقاضت أجرا 200 جنيه، بالإضافة إلى 100 جنيه إضافية حصلت عليها كهدية من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وفور حصولها على الأجر، قامت بتسليمه كاملاً لوالدتها، وتوالت أعمالها ولمع بريقها وتعددت أدوارها، وظلت أمال فريد كما هى، ولم تختلف نظرتها للمال، بل صرحت فى أحاديث سابقة لها:”يكفينى من المال ثمن شراء ساندوتش ودفع أجرة تاكسى أثناء عودتى من الاستوديو إلى المنزل”، وأعلى أجر لى كان “خمسة آلاف جنيه”.
موسكو
فى أواخر الستينيات قررت آمال فريد اعتزال الفن استجابة لرغبة والدتها التى نصحتها بالزواج، فقررت الابتعاد عن الأضواء والسفر مع زوجها المهندس المصرى إلى روسيا، وعادت بعد عامين من سفرها وحاولت العودة إلى الفن مرة أخرى، وشاركت فى بطولة فيلمين إلا إنها سرعان ما اتخذت قرار اعتزالها مرة أخرى وبشكل نهائى، وبررت آمال فريد ذلك وقتها بأنها لن تستطيع تقديم أعمال فنية جديدة ذات قيمة مثلما قدمت من قبل فى “بداية ونهاية”، و”موعد مع السعادة”، وغيرها، وأكدت أنها هى من اتخذت قرار الاعتزال، ولم يكن لزوجها أى تدخل فى هذا القرار.
تكريم
حصدت صاحبة الوجه الملائكى أمال فريد، العديد من الجوائز والتكريمات، على مدار مشوارها الفنى، ويعد من بينها تكريمها من المركز الكاثوليكى للسينما برئاسة الأب بطرس دانيال، حيث تم منحها جائزة الريادة السينمائية فى الدورة ال 62 للمهرجان عام 2014، ونظرا لظروف خاصة قد تعرضت لها لم تتسلم جائزتها، وبعد سنوات حرصت الفنانة إلهام شاهين بصحبة الأب بطرس دانيال، على زيارتها للاطمئنان على حالتها الصحية وتسليمها الجائزة، لكى تعبر لها عن مدى حبها وتقديرها لها وما قدمته على مدار سنوات فى المجال الفنى، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الفنانة الكبيرة الراحلة قد صرحت فى أكثر من لقاء مسجل لها بأنها لا تهتم بالجوائز والتكريمات، بل تعتبر جائزتها وتكريمها الحقيقى هو تخليد اسمها وفنها واستمرارعرض أفلامها لسنوات طويلة.
لحظات حرجة
فى شهر يونيه عام 2018، أصيبت الفنانة الكبيرة آمال فريد بكسر فى مفصل الحوض الأيسر، نتيجة سقوطها المفاجئ بعد اختلال توازنها فى منزلها، وقد خضعت وقتها على أثر ذلك لجراحة عاجلة لتغيير مفصل واستبداله بآخر صناعى.
فى 17 من شهر يونيه من نفس العام وبعد رحلة علاج، قد تم نقل أمال فريد من إحدى المستشفيات إلى مستشفى أخرى، وذلك بعد تدهورحالتها الصحية وتم إيداعها بغرفة العناية المركزة.
وداع
رحلت أمال فريد عن عالمنا فى 18 يونيه 2018، عن عمر يناهز ال 80 عامًا، بعد صراعها مع المرض، وبحسب نقابة المهن التمثيلية، بأن الفنانة الراحلة أوصت بعدم إقامة سرادق عزاء لها، لذا قد تم تشييع الجنازة إلى مثواها الأخير بمقابر عائلتها فى صمت تام.