الإثنين 12 مايو 2025

استيفان روستى الشرير الظريف الذى أضحكنا

استيفان روستى

12-5-2025 | 14:05

نانيس جنيدى
فى مثل هذا اليوم، 12 مايو 1964، غاب عن عالمنا أحد أبرز وجوه السينما المصرية وأكثرها تميزاً، الفنان الكبير استيفان روستى، الذى رحل بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود، وترك وراءه إرثاً خالداً من الضحك والسخرية والسحر السينمائى الفريد. وُلد استيفان فى 16 نوفمبر 1891 لأب نمساوى وأم إيطالية، وعاش طفولة غير مألوفة تنقَّل فيها بين القارات والثقافات، وبعد انفصال والديه، جاء إلى مصر مع والدته، ليستقر فى الإسكندرية ثم القاهرة، حيث بدأ انجذابه المبكر لعالم الفن، رغم معارضة عائلته لهذا الطريق. تميّز بأدواره التى جمعت بين الشر والكوميديا السوداء، لكنه لم يكن يوماً شريراً تقليدياً؛ بل صنع لنفسه مدرسة خاصة فى أداء الشر الظريف الذى يُضحك الجمهور بقدر ما يُخيفهم، بفضل صوته المميز، ونبرته الساخرة، وتعابير وجهه التى حملت قدراً هائلاً من الدهاء والمرح. شارك فى أكثر من 100 فيلم، من بينها: «حسن ومرقص وكوهين»، «سى عمر»، «الزوجة السابعة»، «أحلام الربيع»، وغيرها من الأعمال التى شكّلت ذاكرة السينما المصرية. وكان أيضاً مخرجاً وكاتب سيناريو، وساهم فى ترسيخ قواعد الكوميديا السينمائية خلال البدايات الأولى لصناعة الفيلم المصري. ورغم نجوميته الواسعة، جاءت وفاته صامتة ومؤلمة؛ لكن جنازته كانت حافلة بالمحبين والفنانين الذين ودّعوه بقلوب ممتنة ومكلومة، فى مشهد يلخص مكانته فى قلوب المصريين. اليوم، وبعد أكثر من نصف 6 قرون على رحيله، لا تزال لقطاته تتداول على منصات التواصل، ويستمر صوته فى إضحاك أجيال لم تعرفه إلا عبر الشاشة، ليبقى استيفان روستى واحداً من أكثر مَن جسّدوا خلود الضحكة فى ذاكرة الفن العربي.