السبت 14 يونيو 2025

في ذكرى ميلاده.. محمد عوض "فيلسوف الكوميديا" الذي أضحك أجيالًا

محمد عوض

13-6-2025 | 14:48

همسة هلال
تحل خلال شهر يونيو ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الكبير محمد عوض، أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، الذي ترك بصمة لا تنسى على خشبة المسرح، وشاشة السينما والتلفزيون، بصوت ساخر وروح إنسانية عميقة. ولد محمد محمد عوض يوسف في حي العباسية بالقاهرة عام 1932، وعلى الرغم من حلمه في البداية بالالتحاق بالكلية البحرية، إلا أن شغفه بالفن غلب عليه، فاختار طريق الفلسفة والمسرح. تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة عين شمس عام 1957، ثم حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962، خلال دراسته الجامعية، أنشأ فرقة مسرحية داخل الجامعة وبدأ بتقديم عروض مستوحاة من مسرحيات نجيب الريحاني، الذي كان يعتبره قدوته الأولى، ثم ألتحق بعد ذلك بفرقة الريحاني المسرحية، وبدأ مشواره الفني متدرجا في الأدوار، إلى أن لفت الأنظار بموهبته اللافتة وحضوره الطاغي. جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال مسرحية "جلفدان هانم" على مسرح التلفزيون، التي حققت له شهرة واسعة، ثم توالت أدواره الناجحة في أعمال مثل "نمرة 2 يكسب"، والتي قدّم خلالها أربعة أدوار مختلفة أظهر فيها قدراته الكوميدية والدرامية في آنٍ واحد. وفي الستينيات، بدأت رحلته في السينما من خلال فيلم "شجرة العائلة" عام 1960، ليصبح بعدها من أبرز نجوم الأفلام الكوميدية. شارك محمد عوض في أكثر من 80 فيلمًا، ومن أشهر أفلامه: "حواء والقرد، ألف ليلة وليلة، آخر شقاوة، شلة المحتالين، المغامرون الثلاثة، والشياطين في إجازة". أما على خشبة المسرح، فقد قدّم أكثر من 100 عمل مسرحي، من أبرزها: "مطرب العواطف، العبيط، أصل وصورة، الطرطور، وسفاح رغم أنفه"، كانت مسرحياته تحظى بإقبال جماهيري كبير، واعتمد فيها على الكوميديا الهادفة التي تُضحك وتفكر في آن واحد. لم يقتصر عطاؤه على المسرح والسينما فقط، بل قدّم العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية الناجحة، منها: "برج الحظ"، الذي لعب فيه دور "شرارة" وحقق من خلاله شهرة واسعة، بالإضافة إلى مسلسلات: "أيام الغياب، ناس ولاد ناس، والبراري والحامول". كما شارك في برامج إذاعية شهيرة مثل "ساعة لقلبك"، وقدم فوازير رمضان، واشتهر بصوته المميز في دبلجة أفلام الكرتون، من بينها شخصية "سلنكي" في فيلم "حكاية لعبة". في أوائل التسعينيات، مرض محمد عوض، لكنه لم يتوقف عن العمل على مدار سبع سنوات، قاوم المرض بكل صبر، وقدّم خلالها 3 أفلام، و6 مسلسلات، و5 مسرحيات، بالإضافة إلى أعمال إذاعية ودوبلاج. رحل عن عالمنا في 27 فبراير 1997، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا، وذكريات لا تُنسى في قلوب جمهوره، الذي أحبه لما قدمه من كوميديا راقية، مليئة بالفكر والعمق الإنساني.