الجمعة 27 يونيو 2025

في ذكرى ميلاده.. محرم فؤاد: صوت استثنائي ورمز فني لا يُنسى

محرم فؤاد

26-6-2025 | 13:30

عمرو محي الدين
تحل الذكرى التاسعة والثمانون لميلاد الفنان الراحل محرم فؤاد يوم 25 يونيو، وهو أحد أعمدة الغناء العربي الأصيل وصاحب المسيرة الفنية الحافلة التي امتدت لعقود من الإبداع في الغناء والسينما والمسرح، تاركًا خلفه إرثًا غنيًا من الأغاني التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور العربي. وُلد محرم فؤاد في الخامس والعشرين من يونيو عام 1934 في القاهرة، بينما تعود أصوله إلى محافظة سوهاج في صعيد مصر. نشأ في أسرة كبيرة تضم تسعة أشقاء، وشق طريقه نحو النجومية منذ صغره بفضل موهبته الفذة وصوته الدافئ الذي أسر قلوب الجماهير. لم يكن مجرد مطرب فحسب، بل كان فنانًا صاحب كاريزما خاصة، وروحًا قريبة من الناس، تجعله ابنًا حقيقيًا للشارع المصري، وهو ما منحه محبة جماهيرية استثنائية في حياته وبعد رحيله. بدأت انطلاقته الحقيقية في عالم الفن من خلال السينما، عندما اختاره المخرج الكبير هنري بركات ليشارك في بطولة أول أفلامه "حسن ونعيمة" إلى جانب سندريلا الشاشة سعاد حسني عام 1959 وكان في الخامسة والعشرين من عمره. وقد لمع نجمه سريعًا بفضل حضوره القوي وصوته المؤثر، فدخل قلوب الناس من أوسع الأبواب. في مشواره الغنائي تعاون مع كبار الملحنين مثل بليغ حمدي وفريد الأطرش، ثم انتقل إلى التلحين لنفسه، ونجح في تقديم لون غنائي خاص به يمزج بين الرومانسية والعاطفة الشعبية، كما لحّن لعدد من الفنانين، ليصبح بذلك فنانًا شاملاً يكتب لنفسه ولغيره، ويغني بروح مفعمة بالصدق والإحساس. من أشهر أغانيه التي لا تزال تُردد حتى اليوم "رمش عينه"، و"تعب القلوب"، و"يا واحشني رد عليه"، و"أوعى تكون بتحب يا قلبي"، و"والنبي لنكيد العزال"، و"ندم"، و"غدارين"، و"كله ماشي"، و"يا غزال اسكندراني"، و"سلامات يا حبايب". امتدت مسيرته الفنية إلى السينما، وبلغ رصيده ثلاثة عشر فيلمًا قدم خلالها أعمالًا متميزة، منها "نصف عذراء" مع زبيدة ثروت، و"وداعًا يا حب" مع مريم فخر الدين، و"لحن السعادة" مع زكي رستم، و"من غير ميعاد" مع نادية لطفي وسعاد حسني، و"حكاية غرام" الذي صُوّر في لبنان، إلى جانب "شباب طائش"، و"عتاب"، و"ولدت من جديد"، و"الصبا والجمال"، و"عشاق الحياة"، وكان آخر أفلامه هو "الملكة وأنا" عام 1975 مع ملكة جمال الكون جورجينا رزق. بعد هذا الفيلم، غاب عن الشاشة الكبيرة تمامًا. لم يكتف محرم فؤاد بالغناء والسينما، بل اقتحم المسرح الغنائي بمسرحيتي "دنيا البيانولا" و"القشاط"، كما قدّم للإذاعة مسلسلات درامية منها "حب ونغم" و"حياة كامل الخلعي". أما على مستوى الغناء، فقد تجاوز رصيده 900 أغنية، منها 500 أغنية عاطفية وشعبية و400 أغنية وطنية لمصر والعالم العربي، من بينها 20 أغنية لفلسطين. رحل محرم فؤاد عن عالمنا في السابع والعشرين من يونيو عام 2002 بعد أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا خلفه مسيرة حافلة بالعطاء الفني، وصوتًا خالدًا لا يزال يملأ الأثير ويُلامس القلوب. في ذكرى ميلاده التاسعة والثمانين، لا يزال اسمه حاضرًا، وأغانيه ترددها الألسنة بحب، لتؤكد أن الفنان الأصيل لا يرحل أبدًا، بل يظل حيًا في الذاكرة والوجدان.