السبت 23 اغسطس 2025

هل الذكاء الاصطناعى أداة إبداع.. أم خطر على الفن؟

الذكاء الاصطناعى

23-8-2025 | 12:24

نانيس جنيدى
فى تصريحات إعلامية له، أكد د. أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة تتابع بقلق تنامى ظاهرة التزييف الرقمي، موضحاً أن موقفها لا يقوم على رفض التكنولوجيا، بل على ضرورة توظيفها بشكل إيجابى يخدم الإبداع الفنى ويحفظ حقوق الفنانين. أما النجمة الكبيرة إلهام شاهين، فترى أن تقنيات الذكاء الاصطناعى تمثل فرصة حقيقية للحفاظ على تاريخها الفنى وتوثيقه للأجيال المقبلة، مؤكدة أن رصيدها الكبير من الأعمال والتكريمات يستحق صوناً وحماية من الاندثار. وقالت: لدى رصيد فنى ضخم، وتاريخ من التكريمات داخل وخارج مصر يجب الحفاظ عليه، لذلك وجدت فى الذكاء الاصطناعى وسيلة مثالية لتأمينه وتوثيقه. وأضافت أنها تحمست كثيراً لمشروع رقمنة أرشيفها الفنى باستخدام هذه التقنيات، واعتبرت الأمر واجباً تفرضه روح العصر. وأشارت إلى أن مشوارها يضم نحو 50 مسلسلاً و100 فيلم، إلى جانب تكريمات دولية، وهو ما دفعها للمشاركة فى مشروع رقمى جديد تتولاه شركة متخصصة، يهدف إلى حفظ التراث الفنى وصور وذكريات لم تعرض من قبل. ويشارك فى المشروع عدد من النجوم، من بينهم محمود حميدة، بشرى، بسمة، أحمد زاهر، شيرى عادل، وآخرون، فى خطوة تعد بداية لرقمنة الذاكرة الفنية المصرية وحمايتها من الضياع. على الجانب الآخر، أبدت النجمة الكبيرة سميرة أحمد قلقاً بالغاً من تطور تقنيات الذكاء الاصطناعى، معتبرة إياها تهديداً مباشراً للفنان وصورته. وقالت: هذه التكنولوجيا تضر أحياناً أكثر مما تفيد.. مجرد أن يستيقظ الفنان ليجد مقطعاً يحمل صوته وصورته دون علمه أمر فى غاية الخطورة، إذ قد يستغل لوضعه فى مواقف وأحاديث لم تصدر عنه أصلاً، بما قد يورطه فى أزمات لا تحمد عقباها. هذا شيء مرعب، وأنا أرفضه تماماً. وفى السياق ذاته، شبه الناقد الفنى طارق الشناوى المخاوف المثارة حول الذكاء الاصطناعى بما واجهه الشيخ محمد رفعت فى عصره، حين رفض البعض تسجيل صوته على أسطوانات، الأمر الذى أضاع جزءاً كبيراً من إرثه الصوتى. وأوضح الشناوى أن الذكاء الاصطناعى ليس إلا قراءة ذكية للزمن، وامتداداً طبيعياً لتطورات سابقة مثل ظهور الكمبيوتر الذى خشى البعض أن يقضى على البشر، وهو ما لم يحدث، موضحاً أن بيع بصمة الصوت يظل شأناً تقنياً بحتاً، لكنه لا يمكن أبداً أن يستنسخ الوجدان الإنسانى، فالمشاعر لا تُخلق صناعياً. وأشار إلى أن تقنية «الهولوجرام» خير مثال على ذلك، إذ رغم قدرتها على إعادة إنتاج صورة مقاربة لنجوم كبار مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، فإنها لم تستطع أن تحل محل «كوكب الشرق» أو «العندليب» الحقيقيين، محدودة لأنها تقدم صورة شبيهة بلا روح. أما الناقد الفنى أيمن الحكيم فأكد أن الذكاء الاصطناعى يشبه أى اختراع جديد، له مزايا هائلة كما أن له مخاطر جسيمة، لكنه فى النهاية واقع لا يمكن إنكاره. وقال: التكنولوجيا لا تنتظر رأياً أو موافقة، فهى تفرض نفسها بقوة، والذكاء الاصطناعى أصبح اليوم حقيقة مكتسحة على مستوى العالم بما يملكه من إمكانات مذهلة. وأعرب الحكيم عن قلقه من أن تحل هذه التقنية محل البشر فى بعض المهن الإبداعية، بعدما أثبتت قدرتها على كتابة الروايات والأشعار، وتأليف الموسيقى، بل وصناعة الأفلام. وأضاف: كل خوفى على الإبداع الإنسانى الحقيقى.. لأن جوهر الفن هو الوجدان البشرى، وهذا لا يمكن لأى تقنية استنساخه. وأوضح أن خطورة الذكاء الاصطناعى تكمن فى إمكانية استغلاله بشكل سلبى، لكنه فى المقابل يملك مزايا وصفها بـ«الخرافية» تفوق الإدراك البشرى، إذ يستطيع إنجاز أعمال كانت تستغرق شهوراً فى دقائق معدودة بضغطة زر واحدة. واختتم الحكيم بالتشديد على ضرورة وضع لائحة أخلاقية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعى، تفرق بين المسموح وغيره، مؤكداً فى النهاية أن مزايا الذكاء الاصطناعى عظيمة ومساوئه جسيمة، والحل يكمن فى حسن توظيفه.