السبت 18 اكتوبر 2025

استراتيجية النجوم فى مواجهة الشائعات

مي عمر

18-10-2025 | 14:18

موسى صبري
فى عالم يضج بالأضواء والعدسات، لا تسير الشهرة وحدها، بل ترافقها دوماً ظلال الشائعات، فكل كلمة تقال، وكل صورة تنشر، يمكن أن تتحول فى لحظات إلى قصة تتناقلها المنصات، تغير مسار نجم، وتؤثر فى مسيرته، وربما تترك أثراً لا يمحى فى حياته المهنية والشخصية. الشائعات فى الوسط الفنى لم تعد مجرد أحاديث عابرة أو تسريبات خفية، بل أصبحت صناعة متكاملة تغذيها مواقع التواصل، ويصعب أحياناً السيطرة على انتشارها أو كشف مصدرها. وبين نجم يختار الصمت والتجاهل، وآخر يواجه بالحقائق والبيانات الرسمية، تتباين أساليب التعامل مع هذه الموجات التى لا تهدأ، لكن المؤكد أن الشائعة اليوم أصبحت سلاحاً حقيقياً يمكن أن يصنع مجداً أو يهدم مسيرة. فى هذا التحقيق، التقت «الكواكب» عدداً من الفنانين وأساتذة الاجتماع والنقاد والجمهور، لمعرفة كيفية تأثير الشائعات عليهم، وكيف يواجهونها بحكمة ووعى. أشارت الفنانة مى عمر إلى أنها كانت تشعر بالظلم عند تعرضها للشائعات أو الهجوم عليها، لكنها حالياً تلتزم الصمت عند إطلاق أى شائعة تمسها، مبررة ذلك بوصولها إلى مرحلة النضج الفني، وقدرتها على التعامل بعقلانية مع الأخبار المضللة التى قد تهدد حياة الفنان، مؤكدة أن هذا جزء من ضريبة الشهرة والنجاح. وأضافت مى عمر: أحياناً يكون الرد المباشر أو النفى وسيلة للتعامل مع الشائعة، لكن غالباً أتصرف بحكمة وعقلانية حتى لا تتفاقم مع مرور الوقت، وأصبح الجمهور اليوم أكثر وعياً للتفرقة بين الحقيقة والشائعة. تهدد المستقبل المهنى وترى الفنانة داليا مصطفى أن الشائعات أصبحت ظاهرة خطيرة مع تزايد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تتعامل معها بالتجاهل والصمت التام مهما بلغ الأمر، مؤكدة أن الأخبار الملفقة تؤثر سلباً على حياة الفنان الشخصية والمهنية، وقد تكلفه الكثير فى مستقبله نتيجة شائعة لا تمت له بأى صلة. وتضيف: الشائعة ظاهرة سخيفة قد ترتبط، على سبيل المثال، بحمل فنانة أو بزواجها أو طلاقها، وبعضها يلتصق بالفنان ويضر بعمله، وقد ينصرف بعض المنتجين عنه لمجرد ترديد هذه الأخبار الملفقة. التريث فى الرد يؤكد المطرب محمد نور أن على الفنان تجاهل الشائعات تماماً، لأن الرد عليها قد يزيد الأمر سوءاً ويؤدى إلى عواقب غير محمودة، كما حدث مع بعض زملائه، مشدداً على أنه لا يمنح مروجى الشائعات أى فرصة للنيل منه مهما حدث. ويضيف نور: بمجرد ظهور أى فنان على الشاشة، يتدفق سيل من الشائعات قد تؤثر عليه، لكن التجاهل يمنع تكرارها أو ينهيها نهائياً، لذا، علينا التريث فى الرد أو النفى حتى لا نقع فى مستنقع مروجى الشائعات، أو نساهم فى انتشار الترند على حساب سمعة الفنان وحياته المهنية والشخصية، التى قد تصبح مهددة بمجرد إطلاق أى شائعة. بين التجاهل والتركيز تقول د. دينا محمد عيسى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن ظاهرة الشائعات متكررة منذ زمن بعيد، لكنها باتت اليوم تهدد الكيان الاجتماعى والقوى الناعمة فى مصر، مع تزايد مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعي، وتشير إلى أن بعض الأفراد عند إنشاء صفحات جديدة علي مواقع التواصل الاجتماعي يسعون لزيادة شعبيتها عبر إطلاق الشائعات على حساباتهم، بهدف تحفيز التفاعل ونشرها بين النفى والتأكيد، سواء كانت أخبار طلاق أو زواج أو وفاة فنان، مما يحقق غرض مروجى الشائعات فى زيادة عدد المشاهدات، على الرغم من أن الفنان غالباً لا يقاضيهم إلا فى أحلك الظروف. وتضيف د. دينا محمد عيسى: حتى لا تنتشر الشائعة بين أفراد المجتمع ووسط السوشيال ميديا، يجب ألا يتفاعل الفنان معها ويتجاهلها، فغالبية الشائعات تختفى إذا تجاهلها صاحبها، أما إذا ركز معها أو انفعل وتجاوب، فإن ذلك يزيد انتشارها بدل دحضها. سلاح سلبى يرى الناقد طارق الشناوى أن الشائعات من أكثر الوسائل استفزازاً، فهى غالباً تستغل احتمال حدوث أمر ما أو قربه من الحقيقة، ثم يضيف إليها البعض الكثير حتى تتحول إلى خبر يصدقه الناس، ويؤكد الشناوى أن انتشار الشائعة أصبح سهلاً للغاية، كما أصبح تكذيبها سهلاً أيضاً، لكن فى كلتا الحالتين تستخدم الشائعة كسلاح سلبى ضد المشاهير، وستظل موجودة، لأن بعض الجمهور يصدق الأخبار السلبية أكثر من الإيجابية. ويضيف الشناوي: تصديق أو تكذيب الشائعة أقل بكثير من احتمال انتشارها، والقليل فقط من الناس يصدق نفى الشائعة. كما أن بعض الصفحات المزيفة تطلق الأخبار الملفقة، وتعيد الصفحات الأخرى نشرها لزيادة المشاهدات. وعن رأى الجمهور، يقول المهندس جورج فتحى: لا أتفاعل مع الشائعات، عندما أرى خبراً، مثل وفاة فنان، أشك فى صحته وأتحقق من المواقع أو الجرائد الموثوقة، ولا أتفاعل مع أى شائعة إلا بعد أن يكذبها الفنان أو يوضحها، مما يمنحنى القدرة على التفرقة بين الحقيقة والزيف.