انطلقت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في منطقة الكهيف، وسط حضور ثقافي وفني واسع، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تأكيد جديد على مكانة المهرجان كواحد من أبرز الفعاليات المسرحية المتخصصة في المنطقة العربية. جاء افتتاح المهرجان بعرض مسرحي ضخم حمل عنوان «البراق وليلى العفيفة»، وهو نص مسرحي من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة، قُدِّم برؤية إخراجية اعتمدت على المزج بين الشعر العربي، والموروث الشعبي، واللغة المسرحية الحديثة، في تجربة بصرية وسمعية استثنائية استثمرت الفضاء الصحراوي كعنصر درامي حي، لا مجرد خلفية للمشهد. شارك في العرض الافتتاحي نخبة من الفنانين العرب، قدّموا أداءً جماعيًا لافتًا، مدعومًا بتوظيف عناصر حية من البيئة الصحراوية، مثل الخيل والجمال، ما أضفى على العمل طابعًا ملحميًا ينسجم مع طبيعة النص وأجوائه التراثية، وقد عكس العرض توجه المهرجان نحو تقديم المسرح بوصفه تجربة حسية متكاملة، تنفتح على المكان والتاريخ والذاكرة الجمعية. تقام الدورة التاسعة من المهرجان بمشاركة عروض مسرحية من عدة دول عربية، في إطار رؤية تسعى إلى إبراز القواسم الثقافية المشتركة، مع استلهام السير الشعبية والحكايات الشفوية في صياغات مسرحية معاصرة، تجمع بين الأصالة والابتكار. يستمر مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي حتى السابع عشر من ديسمبر، متضمنًا برنامجًا فنيًا متنوعًا يكرّس مفهوم المسرح المفتوح، ويعيد الاعتبار للصحراء باعتبارها فضاءً إبداعيًا قادرًا على احتضان التجارب المسرحية الكبرى، وصناعة لحظة فنية فريدة تتجاوز حدود العرض التقليدي إلى تجربة ثقافية شاملة.