17-12-2025 | 11:55
شيماء رحيم
شهد مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، ضمن فعاليات دورته التاسعة، إقامة مسامرة فكرية ناقشت عددًا من القضايا الجمالية والثقافية المرتبطة بتجربة المسرح الصحراوي، وذلك في إطار سعي المهرجان إلى تعميق الحوار النظري حول هذا النوع المسرحي المتفرّد.
أدار الجلسة عمر غباش، وشارك فيها عدد من الفنانين والباحثين العرب، حيث قدّم الفنان المغربي عادل اضريسي بحثًا بعنوان «نحو استثمار جمالي لجلسات الشاي في المسرح الصحراوي»، تناول فيه إمكانات تحويل الطقوس اليومية البسيطة، مثل جلسات الشاي في الصحراء، إلى عناصر جمالية ودلالية قادرة على إثراء العرض المسرحي وتعزيز علاقته بالمكان والذاكرة.
كما استعرضت الشاعرة والناقدة فوزية البيض بحثها المعنون «المسرح الصحراوي والسير الشعبية كرؤية ثقافية»، والذي توقفت فيه عند حضور السير الشعبية بوصفها خزانًا رمزيًا وثقافيًا يمكن توظيفه في بناء عروض مسرحية صحراوية تعكس القيم والهوية والوجدان الجمعي.
من جانبه، قدّم الباحث حمد المزي مداخلة بعنوان «المسرح الصحراوي والسير الشعبية: نحو مشهدية بديلة»، طرح خلالها تصورات جديدة لتطوير لغة بصرية وأدائية تنسجم مع الفضاء المفتوح للصحراء، وتستثمر الطابع الملحمي للسير الشعبية في خلق مشاهد مسرحية غير تقليدية.
وشهدت المسامرة نقاشًا وتفاعلًا لافتًا من الحضور، أسهم في تعميق الرؤى المطروحة، وأسفر عن عدد من النتائج الإيجابية التي تصب في اتجاه فهم المسرح الصحراوي ودراسته بشكل أكثر شمولًا، سواء على مستوى الجماليات أو البنية الدرامية أو علاقة العرض بالمكان والجمهور.
وتأتي هذه المسامرة ضمن الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، ويُعد من التجارب الرائدة عربيًا في تقديم عروض مسرحية مصممة خصيصًا للفضاءات الصحراوية المفتوحة. ويهدف المهرجان إلى فتح آفاق جديدة للتجريب المسرحي، وربط الفن بالبيئة والموروث الثقافي، إلى جانب خلق مساحة للحوار الفكري والنقدي تسهم في تطوير هذا الشكل المسرحي وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي العربي.