تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتبة نوال السعداوي، التي ولدت مثل هذا اليوم من عام 1931، بقرية كفر طحلة إحدى قرى مركز بنها التابع لمحافظة القليوبية، وكانت الثانية من بين تسعة أطفال في عائلتها.
كان والدها مسؤولاً حكومياً في وزارة التربية والتعليم، استمدت منه احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات، وتوفي والديها في سن مبكرة لتحمل نوال العائلة عاتقها.
تخرجت نوال السعداوي من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر عام 1955، وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، تزوجت في نفس العام من أحمد حلمي زميل دراستها في الكلية، لم يستمر الزواج لفترة طويلة فانتهى بعدها بعامين.
وتعد نوال السعداوى إحدى الشخصيات الأكثر إثارة للجدل، حتى إنه يصعب على القارئ أن يقف منها موقفا وسطا، فإما أن يكون معها وإما أن يكون ضدها، فهى أشهر من نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومن جهر بالعصيان لما سمته "المجتمع الذكورى"، وفوق كل ذلك هى صاحبة كتب وأعمال لا تزال إلى اليوم صاحبة صدى واسع، وقضايا مهمة، منها وضع المرأة فى الإسلام، ومحاربتها ظاهرة ختان الإناث، وفي عام 1972 نشرت كتاب بعنوان المرأة والجنس، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة.
وحُكم على نوال بالسجن في عهد الرئيس محمد أنور السادات، أُطلق سراحها في نفس العام بعد شهر واحد من اغتيال الرئيس، ومن أشهر أقوالها «لقد أصبح الخطر جزءا من حياتي منذ أن رفعت القلم وكتبت، لا يوجد ما هو أخطر من الحقيقة في عالم مملوء بالكذب»، وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير «مذكراتي في سجن النساء» عام 1983، ولم تكن تلك هي التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسع أعوام كانت متصلة مع سجينة واتخذتها كملهمة لروايتها إمراة عند نقطة الصفر عام 1975.
تركت لنا السعداوي نتاجًا أدبيًا وافرًا، فكان أول أعمالها عبارة عن قصص قصيرة بعنوان «تعلمت الحب» (1957) وأول رواياتها «مذكرات طبيبة» (1958)، ويُعتبر كتاب «مذكراتي في سجن النساء» (1982) من أشهر أعمالها، وصدر لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية.
بالإضافة إلى العديد من الروايات التي تناصر فيها المرأة منها رواية "كانت هي الأضعف"، ورواية "امرأة عند نقطة الصفر"، ورواية " امرأتان في امرأة"، ورواية "سقوط الإمام"، رواية "جنات وإبليس"، ورواية "الصورة الممزقة"، ورواية "زينة"، وحصلت نوال على عدة جوائز منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي عام 2004 ، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في عام 2005، وحصلت على جائزة ستيج دا جيرمان من السويد عام 2011، و توفيت يوم الأحد 21 مارس 2021، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد معاناتها مع المرض حيث تعرضت لأزمة صحيّة قبل أيام من وفاتها أدخلتها أحد المستشفيات.