الأحد 9 يونيو 2024

حسين حمودة: طه حسين لم يتوقف عن طرح آرائه.. وكان لا يأبه بقبولها أو رفضها

الدكتور طه حسين

ثقافة28-10-2021 | 12:13

عبدالله مسعد

قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، إن تجربة طه حسين الحافلة، بكل العطاء الذي قدمه، وبكل الأدوار الأدبية والثقافية والتعليمية التي قام بها، والإنجازات التي حققها وبكل المعارك التي خاضها، والمعوقات التي واجهها يمكن، بعد مرور عقود طويلة على وفاته، أن نستخلص منها بعض القيم الباقية.

وأضاف الدكتور حسين حمودة في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن من هذه القيم ما يرتبط بالشجاعة، حيث لم يتوقف طه حسين عن طرح تصوراته وآرائه بغض النظر عن مدى القبول أو الرفض الذي يمكن أن تلاقيه هذه التصورات والآراء.

وتابع: ومن هذه القيم ما يتمثل في تعدد الأدوار الممكنة التي يمكن أن يقوم بها فرد واحد، وقد تعددت الأدوار المهمة التي قام بها طه حسين، والتي نعرفها جميعا سواء في الوجهات التي كتب فيها، أو في المناصب التي تقلدها، أو في الصلات والروابط التي أقامها بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية.

ومن هذه القيم ما يرتبط بالإحساس بالمسؤولية، وقد لازمه هذا الإحساس طيلة حياته، ولازمه في كل ما قام به، وقد كان طه حسين في كل ما فعل، وفي كل ما كتب وما قال، منطلقا من موقع المسؤول الذي يعرف الآثار التي يمكن أن تترتب على ما يكتبه أو يفعله.

وأَضاف الدكتور حسين حمودة أيضا، من هذه القيم طبعا ما يتمثل في الطاقة التي تتحدى القيود المفروضة، بكل ما تعنيه هذه القيود، ومنها طبعا فقدان البصر وقد استكشف طه حسين لنفسه، ولمن حوله، إمكانات رحبة للعمل، ومساحات كبيرة للحرية.

ومن هذه القيم ما يرتبط بالالتزام بالمبادئ التي يجب على الإنسان أن يلتزم بها.. وقد واجه طه حسين عواصف شتى، ومرت حياته كما مرت مصر والوطن العربي كله بتقلبات كثيرة، ولكن هذا كله لم يغير شيئا من المبادئ التي ظل طه حسين يدافع عنها دائما.. تنوعت وسائل وطرائق دفاعه عن هذه المبادي التي ظلت حاضرة راسخة طوال مسيرته.

واختتم حديثه، من هذه القيم ما يتعلق برؤية مسيرة التاريخ كله، وعدم الاكتفاء بما يقدمه الحاضر من مغريات للتوقف عندها، وفي هذه الوجهة كان طه حسين قارئا عظيما لتاريخه وتراثه، منغمسا في حاضره بكل ملابساته، محاولا إصلاح ما يمكن إصلاحه في هذا الحاضر، كما كان أيضا رائيا عظيما للمستقبل المأمول الذي يجب السعي إليه، محاولا أن يزيح العقبات التي تحول دون الوصول إلى هذا المستقبل.

وقد رحل عن عالمنا الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، في مثل هذا اليوم  28 أكتوبر من عام 1973م،  ويعد طه حسين أحد أبرز مثقفى مصر ومن أهم صناع نهضتها فى القرن العشرين، وقد ولد في 15 نوفمبر من عام 1889م، وسط طبقة متوسطة، وكان ترتيب طه حسين السابع بين 13 طفلًا.

أصيب طه حسين في سن مبكرة بعدوى في العين، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقى العلاج اللازم أصيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات، تم إلحاقه بالكُتَّاب ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر.

التحق طه حسين بالجامعة الأهلية بعد تأسيسها فى عام 1908، وفي عام 1914 كان أول خريج من هذه الجامعة، حيث حصل على الدكتوراه مع أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعرى، وحصل على شهادة الدكتوراه الثانية فى الفلسفة الاجتماعية عام 1917 من جامعة السوربون فى باريس.

وفي عام 1919 حصل على دبلوم في الحضارة الرومانية من الجامعة ذاتها عام 1919، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ بالجامعة المصرية.

دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي.

تولى منصب وزير التربية والتعليم فى عام 1950، وتمكن من وضع شعاره "التعليم كالماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه".