على مر عقود ماضية منذ عهد الاحتلال الإنجليزي وبعده طوال فترة حكم رؤساء مصر السابقين، ظلت حالة الطوارئ مطبقة في مصر باستثناء فترات متقطعة، حتى أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الاثنين الماضي إلغاء مد العمل بقانون الطوارئ، في خطوة تاريخية انتظرها الشعب المصري وسعى لها بالكفاح والعمل الجاد، حتى أصبحت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة حسبما وصفها الرئيس السيسي في تصريحاته.

وأعلن الرئيس السيسي "من هنا فقد قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد"، وتابع الرئيس: "إن هذا القرار كان الشعب المصري هو صانعه الحقيقي على مدار السنوات الماضية بمشاركته الصادقة المخلصة في كافة جهود التنمية والبناء"، مضيفاً: "إنني إذ أعلن هذا القرار، أتذكر بكل إجلال وتقدير شهداءنا الأبطال الذين لولاهم ما كنا نصل إلى الأمن والاستقرار".

وتفاعل الشارع المصري مع هذا القرار، ووصفه المواطنون بأنه قرار جريء وصائب وقوي، حيث استطلعت بوابة دار الهلال، آراء الشارع المصري في هذا القرار، فقال سيد أحمد، محامي، عن إلغاء قانون حاله الطواري بأنه قرار صائب، مؤكدا: "أنا مؤيد ومع قرار الرئيس وهذا يدعو أكثر للاستقرار والأمن في البلاد".

قرار جريء وقوي

واتفق معه قال أيضا المهندس أحمد المصري، 35 عاما، إنه يؤيد إلغاء قانون الطوارئ لأنه قرار جرئ وقوي، ودليل على استقرار والأمن الداخلي للبلاد، مؤكدا أن القرار ينقل للعالم كله صورة إيجابية أننا بلد مستقر وسيؤثر بالإيجاب على الاقتصاد المصري، لانه لا يوجد أي مستثمر يأتي لبلد غير مستقر أمنيا أو أي مشاكل في الدولة.

وأكد أن أخذ هذا القرار في هذا التوقيت جيد جدا لانه أحد مطالب الشعب المصري خلال السنوات الماضية، كان إلغاء او تعديل قانون حالة الطوارئ، وعدم استخدامه الخاطئ لأنه في بعض الأحيان كان يتم تطبيق القانون بطريقه خاطئة، مضيفا: القانون موجود ليعاقب المخطئ ولتحقيق العدالة والمساواة وإعطاء كل من ذي حق حقه وليس للتحكم في الناس.

وأوضح أن مصر الان على خريطة العالم وشهد مشروعات للنمو والتنمية مثل الطرق او المباني في العاصمة الإدارية الجديدة وغيرهما، وهي كلها خطوات مهمة لجذب الاستثمار الخارجي إلى مصر، موضحا أن إلغاء قانون الطوارئ يعود على الشعب والاقتصاد بفائدة كبيرة ويعود، حيث سيمنح المواطنين ممارسة الحياة وإبداء الرأي السياسي.

صورة إيجابية عن مصر

ومن جانبه، قالت أميرة محمد مديرة مدرسة في منطقه الهرم، إنها مع قرار إلغاء الطوارئ لأنه يعطي صورة إيجابية للدول الأخرى في الخارج أننا بلد مستقر امنيا داخليا، لكن في الوقت نفسه قلقة من احتمالية استغلال البعض لإلغاء الطوارئ لتخريب استقرار البلاد، لكنها على يقين أن الدولة ستتخذ الإجراءات اللازمة.

وقالت آية حور، محاسبة، إنها مع قرار إلغاء قانون حالة الطواري لان قرار وضع قانون طوارئ يسمح بحالات استثنائية من المراقبة علي الرسائل الإلكترونية مثل فيسبوك وغيرها من منصات الدردشة ومنها المراقبة على الهواتف أو تحركاتهم، وجاء رفع حالة الطوارئ كخطوه جيدة وخصوصا مع استقرار حالة الأمن في البلاد وانتهاء التهديدات.

ومن جانبه قال علي محسن، مهندس في إحدى الشركات، عن القرار إن قانون الطوارئ في رأيه كان يجب أن يستمر لفترة أخرى واتخاذ هذا القرار في وقت لاحق، لكن طالما القيادة السياسية رأت أن ذلك الوقت الصحيح فهذا يعني أن الأمن في البلاد مستقر ويسمح باتخاذ هذه الخطوة، مؤكدا أن السلطات لم تستغل القانون بشكل خاطئ.

وأكد أنه كان دائما هناك تطبيق لروح القانون وإبداء الراي، لكن فرضه كان للضرورات وأوقات الحاجة له وهذا شيء جيد، حيث كانت السلطات تتعامل مع القانون بشكل جيد.

وأكد محمد صابر محاسب، أنه يؤيد إلغاء قانون حالة الطوارئ، وخاصة أن تطبيقه في السنوات السابقة كان لازما فالوضع من بداية ثورة 25 يناير مرورا بثورة 30 يوينو كان صعبا، ومرت البلاد بالعديد من الظروف الأمنية غير المستقرة  في ذلك الحين ولكن الآن الأمن مستقر، وهو ما دفع القيادة السياسية لاتخاذ هذا القرار.

"مع إلغاء حالة الطوارئ لأنه أثناء فتره 25 يناير وما بعدها كان هناك حظرا للتجوال بسبب حالة عدم الاستقرار في هذه الفترة وما تبع ذلك من تعطيل للأعمال والمصالح الحكومية وتعطيل الجامعات والمدارس" توضح هدير شعبان محاسبة، مؤكدة أنه بعد فترة عادت الحياة الطبيعية، ثم جاء فرض حظر التجوال بسبب جائحة كورونا ومنع انتشار العدوى.

وأضافت أن الوضع الآن في البلاد يشهد استقرارا أمنيا على المستوى الداخلي لذلك جاء قرار الرئيس السيسي بإلغاء الطوارئ.

انعكاسات على الاقتصاد والاستثمار

ومن جانبه، أكد والدها شعبان محمد، مدير سابق في إحدى الشركات، أنه مع الغاء قانون حالة الطوارئ لأن وجوده كان يؤثر سلبا على صورة البلاد مما ينعكس على الاقتصاد، لكن إلغاء القانون يعكس الاستقرار الأمني الداخلي مما يطمئن المستثمرين ويؤدي لانعكاسات إيجابية على المستوى الاقتصادي والقرار خطوة جيدة".

فيما أكد أبانوب موريس طالب في الفرقة الرابعة كلية الطب، إن إلغاء قانون الطوارئ مهم ويعكس حالة الاستقرار الأمني في البلاد، مضيفا أن تطبيقه كان مهما لمواجهة التحديات والمخاطر وكذلك في أوقات انتشار الأوبئة، لضمان استقرار البلاد والأوضاع الأمنية داخليا في أوقات الأزمات لأن مصلحة البلاد هي الأهم.

فيما بعث إلغاء قانون الطوارئ المزيد من الاطمئنان في نفس الحاجة فايزة صاحبة إحدي محلات  الملابس، مضيفة: "أنا مع قرار الرئيس بإلغاء الطوارئ فأنا الآن مطمئنة علي أبنائي وهما في العمل أو الجامعة، فكنت أقلق في بعض الأوقات وقت تطبيق حالة الطوارئ إذا تأخر احد أبنائي في الخارج عن الوقت المحدد في ظل الأحداث التي كان يفرض بها حظر التجوال، وأخشى أن يصيب أبنائي مكروها أو تتوقف أعمالي"، مؤكدة أنها الآن مطمئنة مع استقرار البلاد وتؤيد أي قرار في مصلحة مصر.