النائب صالح فحيمة لـ«الهلال اليوم»: الإخوان سلموا «سرت» لـ«داعش»

علي محمد 

لا حوار قبل تحرير لييبا من الإرهاب

الجامعة العربية «ديكور» مفيد للأعداء 

رئيس «النواب» ضعيف وينفرد بالقرارات 

إعادة هيكلة المجلس الرئاسي حق لليبيين

 أكد صالح فحيمة، عضو مجلس النواب الليبي، أن جماعة الإخوان تقف وراء تسليم مدينة سيرت لتنظيم «داعش» الإرهابي، مشيرا إلى أنها تمتلك مليشيات تدعم الإرهاب في المناطق الشرقية من البلاد.

وأضاف في حوار أجرته معه «الهلال اليوم»، أنه ليس من المنتظر عقد جلسات حوار، بين القائد الأعلى للجيش، خليفة حفتر، وبين رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح، والمجلس الرئاسي فائز السراج، قبل اكتمال تحرير الأراضي الليبية من الإرهاب.

وهاجم فحيمة جامعة الدول العربية، معتبرا أنها المسؤولة عما وصلت إليه الأوضاع في بلاده، وواصفا إياه بالصورة الديكورية التي يستفيد منها الأعداء.

تفاصيل كثيرة كشفها النائب الليبي صالح فحيمة في سياق الحوار التالي. 

كيف تقيم المبادرات الأخيرة من دول الجوار لحل الأزمة الليبية؟

أود في هذا المقام، أن أثمن الدور الذي تلعبه دول الجوار، مصر، وتونس، والجزائر، الذين اجتمعوا على رأي واحد حول ليبيا، بعدما كانت كل دولة تغرد بحسب ما تراه، فالجزائر كانت تحابي الغرب الليبي، وجماعة الإخوان؛ لقربهم من الحدود، وبحثا عن الزعامة مع مصر، والسعودية، بوصفهما قطبا الوطن العربي، وأرى أن محاولات لم شمل الفرقاء الليبيين تنطلق من حراك دبلوماسي عربي، وهو ما يجد قبولا لدى الأطراف كافة، لا سيما وأن المقترحات التي يتم مناقشتها، تحظى برضا الأطراف العربية.

برأيك من السبب في تفاقهم الأزمة الليبية؟ وما الحل؟

تضارب المصالح وراء تفاقم الأزمة الليبية، ومن الطبيعي أن يكون لكل بلد مصلحة خاصة، فيما يجري، لكن لابد من البحث عن التوازن بين هذه المصالح؛ حتى ترسو سفينة الوطن على بر الأمان، أما فيما يتعلق بالحل، فإنني أراه ليبيا ليبيا، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة.

 ما آخر أخبار اجتماع حفتر وعقيلة والسراج؟

هناك تواصل تام بين عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وفائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، لكن من جانب المشير خليفة حفتر، فإن له رأي واضح وهو أنه لا حوار إلا بعد القضاء على الإرهاب في كامل أنحاء ليبيا، وأعتقد أنه لن يجمع بينهم لقاء، أو اتفاق بين الثلاثي في الوقت الحالي.

لكن وزير الخارجية المصري أكد أن اجتماعا على وشك الانعقاد بين الثلاثي؟

خليفة حفتر إن حضر هذا الاجتماع فسيكون للاطلاع فقط، فهو لن يجلس في أي حوار، قبل تطهير كامل الأراضي الليبية من الإرهاب، والميلشيات المسلحة.

 ما تقييمك لدور الجامعة العربية في حل الأزمة الليبية؟

لا وجود للجامعة العربية في الملف الليبي، فهي من أحرقت العراق، وسوريا، واليمن، وأعطت الضوء الأخضر لحلف الناتو لضرب، وتدمير بنيته التحتية، وأراها مجرد صورة ديكورية، يستعين بها أعداء الامة عن حاجتهم لها، وأطالب بإعادة النظر في تطبيق ميثاق الجامعة العربية، بدلا من وضعة على الأرفف.

هل اتفقتم على حل لأزمة المادة الثامنة المعيقة لاتفاق الصخيرات؟

المادة الثامنة جمدها مجلس النواب الليبي، عقب إقرار الاتفاق السياسي، وهى مادة جدلية، تتعلق باستبدال القيادة المدنية، والعسكرية، وستبقى مجمدة لحين الاتفاق بشأنها، فمجلس النواب هو السلطة التشريعية في البلاد، وقراره بالتجميد واجب السريان.

هل تم تحرير سرت بالفعل؟

سرت أصبحت الآن خالية من داعش، ومن حررها هم شباب ليس لديهم خبرة بالقتال؛ لذا خسرنا أعدادا كبيرة، وعقب التحرير انتشرت أعمال السرقة، وانتشر اللصوص والعصابات، الذين يستولون على كل ما تقع عليه عيونهم، بلا رادع، ويعود ذلك إلى أن من حرر سرت يحاول أن يقبض الثمن، بالهجوم علي منزل الأهالي، ونهبها.

ما صحة ما تردد من أنباء حول هيكلة المجلس الرئاسي؟

نعم هذه أنباء صحيحة، إذ إن مخرجات الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، تنص على وجود رئيس ونائبين اثنين، ثم طلبت بعض الأطراف توسيع المجلس الرئاسي حتى وصل إلى 9 أعضاء، ومن حق الليبيين العودة للأصل وهو الرئيس والنائبين، فالمهم هو التوصل إلى توافق وحل للأزمة.

هل يدخل الجيش الليبي طرابلس قريبا؟

لن يحدث هذا في القريب، لكني أثق في أن الجيش يعد العدة لذلك، بالتواصل مع العسكريين، والمدنيين، داخل بالمدينة؛ استعدادا لتطهيرها من المليشيات التي تحتلها.

كوبلر صرح بأن هناك تهويل في حجم جماعة الإخوان بليبيا فكيف ترى ذلك؟

تصريحات كوبلر حول الجماعة مريبة؛ وبخاصة في هذا التوقيت، فحزب الإخوان في ليبيا يمارس السياسة علنا، وتواجد بقوة في المؤتمر الوطني السابق، ثم انقلبوا على الانتخابات التشريعية، لديهم المليشيات يدعمون بها الإرهاب في المناطق الشرقية، كما أنهم سلموا سرت إلى داعش؛ ليكونوا حائلا بينهم وبين الجيش الليبي.

الجميع يصفون البرلمان الليبي بالضعيف فلماذا؟

البرلمان الليبي، أريد به أن يكون ضعيفا، وذلك يعود لضعف رئيسه، المستشار عقيلة صالح، وتخبطه في القرارات، وانفارده بها، وانتزاعه صلاحيات القائد الأعلى للجيش الليبي، والتي نُص عليها في التعديل الدستوري، وهذا هو السر وراء دعوات إجراء انتخابات جديدة.