تحقيق : نيرمن طارق - تصوير : ديفيد أيمن
مع قدوم رمضان يحتفل المسلمون فى كل أنحاء العالم بقدوم هذا الشهر الكريم وتتباين مظاهر الاحتفال بقدومه من بلد إلى آخر باختلاف ثقافة الشعوب، وفى مصر لا يقتصر الأمر على تزيين الشوارع والمنازل بالأنوار والزينة الرمضانية بل يشارك الأقباط جيرانهم وأصدقاءهم المسلمين الاحتفال بحلول هذا الشهر الفضيل فيتجمعون على موائد الإفطار والسحور ويشترون الفوانيس ابتهاجا وفرحا بقدومه.
من أحد محلات اللعب التقينا مايكل جورج 24 سنة الذى اشترى فانوس رمضان وكتب عليه اسمه واسم خطيبته تعبيرا عن فرحتهما بقدوم هذا الشهر ويقول: قررت شراء فانوس هدية لمارينا خطيبتى مع بداية شهر رمضان لعلمى بمدى حبها هذا الشهر، وهذه ليست المرة الأولى التى أشترى فيها الفانوس، ففى رمضان الماضى اشتريت فانوسا لأختى، كما أننا نشارك جيراننا وأصدقاءنا المسلمين تعليق زينة رمضان بالشارع وننتظر هذا الشهر كل عام لتناول الإفطار والسحور معهم، ومنذ صغرى والمسحراتى ينادي اسمى مع أصدقائى المسلمين، وكان صوته وما زال سببا فى سعادتي.
أما خطيبته مارينا - 23 سنة- فتقول: رمضان بالنسبة لى شهر الفرحة، والبيت لا يخلو من الكنافة وقمر الدين على مدار هذا الشهر، وكل عام نتبادل مع جيراننا الأطباق الرمضانية، وقبل ارتباطى بمايكل كانت صديقتى تشترى لى الفانوس، ولا يمر رمضان دون تناول الإفطار مع أصدقائى، وأحياناً أصوم معهم بعض الأيام لمشاركتهم الشعائر الرمضانية، ومن أطرف المواقف التى تعرضت لها فى شهر رمضان الماضى عندما قررت الصيام مع أصدقائى ولكن قبل المغرب شعرت بجوع وعطش شديدين فتناولت الطعام فى الخفاء حرصا على مشاعرهم، ولكن صديقتي رأتنى والتقطت لى صورة دون علمى وأنا أحاول إخفاء الطعام.
شهر البركة
وتقول سمر نعيم 25 سنة: رمضان شهر البركة والكرم، وقد ربتنى أسرتى على أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، ولهذا السبب أرتدى العباءة وأقف فى الطوابير لشراء الكنافة والقطائف، كما أتناول وجبة السحور أحياناً مع بعض أصدقائى وجيرانى، وأشاركهم الاحتفال والفرحة بقدوم هذا الشهر.
أما مينا ماجد 28 سنة فقد ارتبط رمضان لديه بتناول الإفطار والسحور مع أصدقائه المسلمين وشراء الكنافة والقطائف ويقول: اشتريت الفانوس ووضعته بجانب الصليب فى مكتب المحاماة الذى أعمل به كما أساعد زملائى بالذهاب بدلا منهم إلى المحكمة ظهراً أثناء شهر رمضان فى محاولة لتخفيف مشقة الصيام عنهم.
وتقول مادونا سمير 35 سنة: شاركت جيرانى فى تعليق زينة رمضان، وأطفالى ينتظرون سماع صوت المسحراتى مثل كل الأطفال، وفى كل عام أدعو أصدقائى المسلمين لتناول طعام الإفطار معى.
مشاركة الإفطار
وعن طقوسها فى رمضان تقول هايدى جرجس 37 سنة: اشتريت الفوانيس لأبنائى فيلوباتير وفادى وفارس وفيرونيا، كما اشتريت قمر الدين والكنافة، وكل عام فى هذا الشهر يدعوننى زملائى فى العمل لتناول الإفطار معهم.
وتختلف طقوس احتفال رامى دانيال 24 سنة بشهر رمضان حيث يشارك أصدقاءه صيام بعض أيام هذا الشهر ويقول: صمت يوم فى رمضان الماضى لمشاركة أصدقائى المسلمين الإحساس بمشقة الصيام خاصة فى فصل الصيف، وأحرص على شراء التمر والعرقسوس يوميا.
ويقول يوسف عاطف 20 سنة: أحرص يوميا على التواجد فى الشارع قبل أذان المغرب لتوزيع البلح والعصائر على الصائمين، وأطلب من والدتى إعداد الكنافة وتبادلها مع الجيران.
بينما تغتنم شيرين سامى 40 سنة شهر رمضان لتجتمع مع أصدقاء طفولتها فى الخيم الرمضانية وتقول: هذا العام اشتريت عروسة طمطم وطماطم لابنتى مونيكا حتى تتعرف على الشخصيات الرمضانية التى عشقتها فى طفولتى، كما طلبت منها ألا تتناول الطعام أمام أصدقائها المسلمين حرصا على مشاعرهم.