يعد الدعاء أساس العبادة، وروحها؛ لأن الداعي لا يتوجه إلى ربه بالدعاء إلا لِعلمه اليقين بأن النفع وجلب الخير وكشف الضر بيد الله وحده، وهذا دليل على الإخلاص، والتوحيد؛ وهما من أفضل العبادات؛ فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ».
أثار الدعاء على العبد
يعتبر التوجه إلى الله -تعالى بالدعاء الله ذا آثار عظيمة، وفوائد جمة، ومنها ما يأتي:
- رفع المحن، والمصائب، وكشفها.
- سبب من أسباب الانتصار في المعارك؛ فقد كان أحد أسباب انتصار المسلمين في غزوة بدر.
- فتح أبواب الخير المُختلفة، بينما يؤدي تركه إلى سد هذه الأبواب.
- تكفير الذنوب، والمعاصي، وجَلب الخير، ورَفع الدرجات.
- نيل أجر عبادة تعد من أرفع أنواع العبادات، وأفضلها.
- إظهار ضعف العبد، وذلته، وحاجته إلى ربه، وتضرعه بين يدَيه.
- تحقيق شرط حضور القلب في عبادة المسلم؛ لأن حاجته تجعله يخشع.
- بيان مفهوم التوكل على الله، والاستعانة به؛ لأن العبد ما توجه إلى الله -سبحانه وتعالى- به إلا لثقته بقدرته على تحقيق مَطلوبه، أو دَفع مكروهه.
آداب الدعاء
ذكر العلماء مجموعة من الآداب التي يستحب للمسلم أن يتحلى بها في دعائه، ومنها ما يأتي:
التماس أوقات الإجابة، وهي كثيرة، ومنها:
يوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القَدر، ويوم الجمعة، وفي الثُّلث الأخير من الليل، وما بين الأذان والإقامة، وفي حال السجود.
الابتهال والخشوع، والتضرع بين يدي الله -تعالى-.
البعد عن استعجال إجابة الدعاء؛ بمعنى أن يقول الداعي: "لقد دعوتُ ولم يستجب لي"؛ لأن الاستعجال ينافي الأدب مع الله -تعالى-.
اجتناب الدعاء بإثم، أو قطيعة رَحِم، أو الدعاء على الأولاد، أو الزوجة، أو المال؛ لأنّ هذا الدعاء إذا وافق ساعة استجابة، فمن شأنه أن يوقع صاحبه في الحسرة، والندامة.
الإخلاص في التوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء.
الإقبال على الله -تعالى- حين الدعاء، وحضور القلب.
استقبال القبلة، والأكمل أن يكون الداعي على طهارة.
الإلحاح في الدعاء؛ من خلال تكراره.
ابتداء الدعاء بحَمد الله -تعالى-، والصلاة على رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-.
الاستقامة على طاعة الله -تعالى-، والابتعاد عن معصيته، والابتعاد عن أكل مال الحرام؛ لأن من أسباب استجابة الدعاء طِيب المطعم.