الأحد 5 مايو 2024

دراسة جديدة.. النوم يؤثر على طريقة المشي

صورة تعبيرية.

الهلال لايت 29-10-2021 | 20:46

داليا شافعي

لطالما رُبطت قلة وقت النوم بعدد من الأشياء مثل القدرة على التركيز أو المزاج اليومي أو النشاط، ولكن دراسة حديثة وجدت علاقة بين قلة النوم والطريقة التي تسير بها.

وذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أن الدراسة ألقت الضوء على الارتباط بين قلة النوم ومشيتك، مما قد يؤثر على قدرتك على المشي عمدًا وتجنب العقبات والحفاظ على توازنك.

وقال مؤلف الدراسة، هيرمانو كريبس، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند، في بيان: «تظهر النتائج أن المشي ليس عملية تلقائية، ويمكن أن يتأثر بالحرمان من النوم».

وقال كريبس، وهو أيضًا عالم أبحاث رئيسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قسم الهندسة الميكانيكية: «من الناحية المثالية، يجب أن ينام كل شخص ثماني ساعات في الليلة، ولكن إذا لم نتمكن من ذلك، فعلينا أن نعوض أكبر قدر ممكن وبشكل منتظم».

واعتاد العلماء على الاعتقاد بأن المشي عملية مؤتمتة بالكامل، بحيث نوجه أنفسنا في الاتجاه الذي نريد أن نسير فيه وتولى أجسامنا المسؤولية تلقائيًا بمساعدة معرفية قليلة.

ولكن أظهرت الأبحاث الآن أن الأمر ليس كذلك، إذْ يتفاعل دماغنا مع الإشارات المرئية أو السمعية في طريقنا، ويضبط مشيتنا لإبطاء أو تسريع حسب الحاجة. وفي حالة الموسيقى، على سبيل المثال، قد نقوم بتعديل خطواتنا للحفاظ على الإيقاع دون أن ندرك ذلك.

وقال كريبس إن مفهوم المشية مجرد عملية تلقائية ليس الحقيقة كاملة: «هناك الكثير من التأثير يأتي من الدماغ».

وللحصول على قوة الدماغ المثلى، يحتاج البالغون إلى النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة، بينما يحتاج الأطفال في سن المدرسة من 9 إلى 12 ساعة، ويحتاج المراهقون من ثماني إلى 10 ساعات كل ليلة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وركزت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة «Scientific Reports» على طلاب جامعيين يعانون من الجوع المزمن للنوم في جامعة ساو باولو بالبرازيل. ارتدى الطلاب أجهزة تتبع النوم لمدة 14 يومًا لتسجيل فترات نومهم واستيقاظهم؛ في المتوسط​​، ينام الطلاب حوالي ست ساعات في الليلة.

وبعد ذلك ، قام نصف المجموعة بالسحب طوال الليل قبل إجراء اختبار جهاز المشي، حيث طُلب منهم مواكبة إيقاع المسرع.

وقال المؤلف الرئيسي أرتورو فورنير كورديرو، الأستاذ المشارك في قسم الميكاترونيك في جامعة ساو باولو: «كان عليهم أن يزامنوا ضربات كعبهم مع الإيقاع، ووجدنا أن الأخطاء كانت أكبر في الأشخاص الذين يعانون من الحرمان الحاد من النوم».

وقال فورنر-كورديرو في بيان: «لقد خرجوا عن الإيقاع وفقدوا أصوات صفير وكان أداؤهم بشكل عام أسوأ».

لكن الغريب، مع ذلك، أن الطلاب الذين حاولوا تقليل قلة النوم لديهم من خلال النوم في عطلات نهاية الأسبوع كان أداؤهم أفضل قليلاً في المهمة، كما وجد الباحثون.

وتعد الدراسة رسالة مهمة حول الحاجة إلى النوم الكافي، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في الصناعات التي يكون فيها العمل بنظام الورديات أمرًا شائعًا أو حيث قد تكون المشية غير المستقرة خطيرة.

وقال فورنر كورديرو: «التعويض عن النوم يمكن أن يكون استراتيجية مهمة، على سبيل المثال، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الحرمان المزمن من النوم، مثل عمال المناوبة والأطباء وبعض الأفراد العسكريين، إذا قاموا بالحفاظ على تعويض نوم منتظم، فقد يكون لديهم سيطرة أفضل على مشيتهم».