أطلق فريق من العلماء الدوليين مؤخرًا مشروعًا طموحًا للاستماع إلى اتصالات حيتان العنبر ووضعها في سياقها وترجمتها، بهدف "التحدث" إليها قريبًا.
وحسبما نشرت "ديلي ميل" البريطانية، يأتي الجهد في إطار مبادرة ترجمة لغة الحيتان CETI، ويهدف إلى تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتفسير أصوات النقر، أو الأكواد التي تستخدمها حيتان العنبر للتواصل مع بعضها البعض.
برمجة لغوية عصبية
يستخدم الباحثون معالجة اللغة الطبيعية أو البرمجة اللغوية العصبية - وهو حقل فرعي للذكاء الاصطناعي يركز على معالجة اللغة البشرية المكتوبة والمنطوقة - والتي سيتم تدريبها على أربعة مليارات من رموز أصوات حوت العنبر. وتتمثل الخطة في جعل الذكاء الاصطناعي يربط كل صوت بسياق محدد - وهو إنجاز سيستغرق خمس سنوات على الأقل.
من المرجح أن تكون الخطوة التالية، إذا حقق الباحثون أهدافهم، هي تطوير ونشر روبوت محادثة تفاعلي ينخرط في حوار مع حيتان العنبر التي تعيش في البرية.
من جهته، قال مايكل برونشتاين، كبير اختصاصيي التعلم الآلي في مبادرة CETI: إذا اكتشفنا أن هناك حضارة كاملة على مرأى ومسمع العالم ولا نعرف عنها بشكل أساسي - فربما سينتج عنها بعض التحول في الطريقة التي نتعامل بها مع البيئة، وربما ينتج عن ذلك المزيد من الاحترام لعالم "الكائنات الحية".
يمتلك حوت العنبر دماغًا أثقل بخمس مرات من دماغ الإنسان ويعتبر أيضًا الأكبر على وجه الأرض. وعلى الرغم من أن الأدمغة قد تكون مختلفة، إلا أن كلا من الحيتان والبشر لديهم نظام اتصال معقد ويعيشون في مجموعات عائلية.
تصدر حيتان العنبر صوت نقر على ترددات مختلفة عندما تكون بصحبة حيتان أخرى، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت مجرد رمز بسيط أم لغة متكاملة.
قال بروفيسور دان تشرنوف من كلية ليون إتش تشارني للعلوم البحرية إنه في الوقت الحالي، لا تشمل قاعدة بيانات المشروع ما يكفي من المعلومات المؤكدة للإجابة على هذه التساؤلات.
ترجمة بحسب السياق
لكن مع تقدم التعلم الآلي واللغويات المتقدمة أيقن الباحثون أنه إذا أمكن جمع بيانات كافية حول أصوات حيتان العنبر مقرونة بالسياق، الذي يتم فيه توظيف وفهم هذه الأصوات وسلوكها ودوافعها وراء هذه الأصوات، فسيمكن بعد ذلك تطوير الخوارزمية التي ستحدد ما إذا كانت لديهم لغة أصلية.
وشرح جون بولسون من جامعة هارفارد أن مبادرة CETI وضعت خطة خمسية تتضمن نشر العشرات من أحدث الأجهزة للاستماع إلى اتصالات حيتان العنبر وتفسير أصواتها، ثم محاولة التواصل مرة أخرى.
الأخطبوط والحبار
ويجري حاليًا اختبار نموذج أولي يستخدم أكواب شفط مستوحاة من الأخطبوط والحبار - الفريسة الطبيعية للحوت. أدى استخدام مثل هذه التصاميم إلى ابتكار أكواب يمكن أن تلتصق بالحوت بلطف ولكن بإحكام.
يشمل المشروع ، الذي بدأ في عام 2020 ، خبراء من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإمبريال كوليدج لندن وجامعات نيويورك وحيفا وكاليفورنيا في بيركلي ومعهد التبادل العلمي.