التبول الليلي اللاإرادي مُشكلة شائعة ومُحرجة للطفل، ويُمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأطفال ومن المهم عدم لوم الطفل، حيث أن هذا الأمر خارج عن إراداته وفي كثير من الحالات تختفي المشكلة بشكل تلقائي مع الوقت.
في أغلب الأحيان في مُجتمعنا العربي مُشكلة التبول الليلي تؤرق الأهل أكثر من الطفل ونسبة نجاح العلاج هي أقل في حال عدم إحساس الطفل بوجود مشكلة.
يُنصح مراجعة طبيبك للتقييم والاستشارة في حال كان يُعاني من مشكلة سلس البول الليلي بعد عمر السادسة ولا يُنصح بالعلاج قبل هذا العمر.
تعريف التبول اللاإرادي وأنواعه
التبول اللاإرادي الليلي هو التبول غير الطوعي أثناء النوم لدى الأطفال فوق سن الخامسة وينقسم إلى نوعان
سلس البول الأولي الليلي
ويُعرف بأنه التبول اللاإرادي للطفل في حال لم يكن جافًا وقت النوم بشكل كامل لمدة ستة أشهر مُتتالية بعد تعلُّم استخدام الحمام.
سلس البول الليلي الثانوي
وهو التبول اللاإرادي في الطفل الذي كان جافً لمدة ستة أشهر مُتتالية ومن ثَم بدأ التبول اللاإرادي مرة أخرى.
أسباب التبول اللاإرادي الليلي
الاعتبارات الجينية
تبلغ نسبة خطر الإصابة بالتبول اللاإرادي للطفل من 44٪ إلى 77٪ في حال كان أحد الوالدين أو كليهما يُعانون من سلس البول الليلي في طفولتهم.
صغر حجم المثانة
قد يكون السبب وراء حالة التبول اللاإرادي عند بعض الأطفال هي صغر حجم المثانة بالنسبة لهم.
الإفراط في إنتاج البول الليلي
يفرز الدماغ هرمون في الليل يُسمّى فاسوبريسين، يُقلل هذا الهرمون من كمية البول التي تقوم الكلى بإفرازها وقت النوم، ما قد يحدُث أن هذا الهرمون يتم إفرازه بكمية قليلة في بعض الحالات أثناء النوم، وبالتالي تُفرز الكلى كمية كبيرة من البول أثناء النوم.
الإمساك
إذا كان الطفل لديه الكثير من البراز في مستقيمه، فإنه قد يُسبب ضغط على المثانة، وهذا يمكن أن يُربك الإشارات العصبية التي تذهب من المثانة إلى الدماغ مُتسببة في حالة سلس البول. الإمساك الحاد قد يقلل أيضًا من حجم المثانة لتخزين البول بالضغط عليها وبالتالي يُقلل من تفريغها عند تبول الطفل.
العوامل النفسية
قد يحدُث عند الأطفال سلس البول الثانوي بسبب بعض المواقف التي لها أثر نفسي سلبي على الطفل مثل : قدوم مولود جديد في الأسرة، انفصال الأبوين، تعرض الطفل للضرب أو التحرش، أو وفاة أحد أفراد الأسرة.
أسباب أخرى
قد تحصل حالات التبول اللاإرادي الليلي في حالات توقف التنفس أثناء النوم المصاحبة للسمنة، الإصابة بأمراض الخلايا المنجلية، الإصابة بالتهابات المسالك البولية، الإصابة بالسكري، أو المشاكل العصبية .
نصائح للآباء والأمهات
على الأباء والأمهات دائمًا أن يتذكروا أن الأطفال لا يُبللون أسرّتهم عن قصد، ومعظم أطباء الأطفال لا يعتبرون التبول اللاإرادي مشكلة حتى يصبح عمر الطفل ستة سنوات على الأقل، بينما معظم الأطفال يُظهرون بعض القلق حول التبول اللاإرادي الليلي في عمر الست سنوات.
هناك عدد من الأشياء يُمكن للوالدين القيام بها للحد من المشكلة
إخبار الطفل أن الكثير من الأطفال لديهم نفس المشكلة.
عدم معاقبة طفلهم بعد حادثة التبول الليلي.
تجنيب الطفل التعرّض إلى الاستهزاء من الأهل أو الأشقاء بخصوص مشكلته.
لاحظ طفلك إذا ظهرت عليه علامات رفض التبول اللاإرادي فهو بصحة نفسية جيدة
أن يبدأ الطفل في ملاحظة أنه مُبتل في الصباح، ويُعبّر عن استياءه من ذلك.
أن يقول الطفل أنه لا يُريد ارتداء الحفاضات وقت النوم بعد الآن.
أن يقول الطفل أنه يريد أن يكون جافًا في الليل.
أن يسأل إذا كان أي من أفراد الأسرة كانوا يُبللون أسرّتهم خلال طفولتهم.
أن يتحرّج الطفل من المبيت عند الأقارب بسبب مشكلة التبول الليلي اللاإرادي.
تشخيص حالة التبول اللاإرادي
يتم تشخيص وعلاج التبول اللاإرادي الليلي لدى الأطفال عن طريق مُقدّمي الرعاية الصحية الأولية، ويكون دورهم هو أخذ التاريخ المرضي وتقييم الحالة وعمل الفحوصات اللازمة من تحليل البول والأشعة الصوتية للجهاز البولي إن لزم الأمر.
بإمكان الوالدين طلب المُساعدة من المختصين أيضاً لحل مشكلة سلس البول الليلي، حيث يُمكن اللجوء إلى:
أطباء جراحة المسالك البولية للأطفال
حيث أن لديهم خبرة واسعة في حل مثل هذه المشكلات.
أطباء الأطفال وأطباء كلى للأطفال
وهم قادرين على عمل الفحوصات اللازمة وبداية حل المشكلة.
المُختصين النفسيين والأطباء النفسيين للأطفال.
خيارات العلاج المتاحة
تختلف خيارات العلاج تبعًا لعمر الطفل، عدد مرات السلس الليلي في الأسبوع، تأثير المشكلة على الطفل والأسرة، والأعراض المرتبطة بالتبول الليلي اللاإرادي.
ما لم يتم تحديد سبب طبي أساسي، يتم التعامل مع التبول اللاإرادي الأولي والثانوي بنفس الطريقة.
العلاج السلوكي
يُمكن العمل على الحد من تناول السوائل للطفل بعد العشاء للحد من إنتاج البول في الليل. إذا اختار الوالدان هذا الخيار، فمن المهم عدم تقييد تناول السوائل للطفل بشدة لأن الأطفال قد يعتبرون ذلك عقابا فالهدف هو التقليل وليس المنع الكُلي. ويجب أيضًا تفادي السوائل المحتوية على الكافيين مثل الشاي، القهوة والمشروبات الغازية.
الاستيقاظ ليلا
يُمكن للوالدين المُداومة على أخذ الأطفال إلى الحمام بعد ساعات قليلة من الذهاب إلى النوم لمساعدتهم على البقاء جافين، ويُنصح بمصاحبتهم إلى الحمام لتجنب الإصابات أو الوقوع خلال المشي.
العلاج التحفيزي
هذا هو التدخل الأساسي الذي ينبغي أن يُدرج مع أي برنامج لعلاج التبول الليلي اللاإرادي، حيث يجب:
تشجيع الطفل على تحمُّل بعض المسؤولية عن التبول الليلي اللاإرادي، مثل التبول قبل النوم ووضع الملابس الداخلية الرطبة في سلة الغسيل.
منح الطفل مكافآت أو جوائز للیالي الجافة من خلال تشجیع الطفل علی وضع تقویم لرصد تقدّمه وإعطائه مُلصقات للیالي الجافة.
علاج المثانة
ويُركّز علاج المثانة على زيادة حرص وتنبيه الأطفال على أهمية التبول بشكل مُنتظم خلال ساعات النهار، وتنمية الإحساس بالمثانة والتبول مُباشرة في حال الإحساس بالرغبة الأولى في التبول "عادة كل 3 ساعات" وتفريغ المثانة بشكل كامل في كل مرة يذهب فيها الطفل للحمام.
كما أنه من المهم تشجيع الطفل على زيادة تناول السوائل خلال النهار وخاصة الماء.
جهاز التنبيه الخاص بالتبول اللاإرادي الليلي
يُستخدم جهاز التنبيه الخاص بالتبول الليلي اللاإرادي للأطفال الذين لديهم الحماس والرغبة لحل مشكلة التبول الليلي اللاإرادي، وهو العلاج الأكثر فعالية لهذه المشكلة.
يُوقظ هذا الجهاز الطفل من النوم عند بداية التبول في السرير.
العلاج النفسي
العلاج النفسي هو خيار العلاج الأمثل للأطفال الذين يُعانون من سلس البول الليلي الثانوي بسبب تغيير أو حادث مؤلم في حياتهم، أو لأولئك الذين يُعانون من مشكلة كبيرة مع احترام الذات بسبب حالة التبول اللاإرادي.
العلاج الدوائي
يُمكن أن تُستخدم الأدوية في حالة التبول اللاإرادي بمُفردها، أو مُصاحبة بالعلاج السلوكي. جدير بالذكر أن آثار العلاج الدوائي مُتفاوتة وتعتمد على التشخيص الصحيح واستخدام الدواء المناسب لفترة مناسبة.
وبالإضافة إلى برنامج العلاج، يُمكن للوالدين اتخاذ تدابير عملية مثل استخدام غطاء فراش، مزيلات الرائحة أو معطرات الغُرف.