صدرت رواية " أخبار آخر العُشَّاق" للأديب والروائي العربي المقيم في السويد برهان الخطيب، عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ وهي رواية مستقلة ومكمِّلة لروايته السابقة "أخبار آخر الهجرات" الصادرة قبل عامين.
العنوان يقدِّم الرواية بوضوح إلى القارئ، من ناحية المضمون، ثلاثة شبان من عائلات غنية، متوسطة، فقيرة ، تتقاطع حيواتهم على منعطفات عامة خطرة، يتغيّر عندها الزمان، المكان، تفترق في الوطن، تلتقي في الغربة، في مواجهة خيارات دامية أحيانًا، خلاصاتها تحولات ريادية نهاية الرواية، منها أن أكثرنا إحساسًا بالبراءة إزاء ما يجري من تدهور في الحياة الخاصة والعامة قد يتبدى الأكثر مشاركة في التدهور.
تقع الرواية في 300 صفحة من القطع المتوسط، تصدر في العام الذي يمرُّ فيه نصف قرن على صدور أول كتاب لـ" برهان الخطيب " مؤلف "شقة في شارع أبي نواس"، "الجسور الزجاجية"، "الجنائن المغلقة"، "ليلة بغدادية"، "نجوم الظهر"، وأكثر من ثلاثين رواية مؤلفة ومترجمة من الروائع المعروفة في أرجاء الوطن العربي.
إنها بانوراما أدبية واسعة تصورها الكلمات في تلقائية شاعرية محكمة تكشف أعماق عالمنا الراهن المفعم بالمشاكل.
الشكل الروائي جديد على مستوى الإبداع العربي في رأي نُقَّاد معروفين منهم الدكتور على إبراهيم، الدكتور صالح الرزوق، الدكتور نجم عبدالله كاظم ، الباحثة مروج حسين، يعتمد على مزاوجة فن القصة القصيرة مع فن الرواية، يمكن قراءة فصول الرواية (أخبارها المتصلة) قصصًا منفصلة، كذلك تُقرأ حدثًا كبيرًا واحدًا متعدد الأوجه، الانعكاسات، يُكثف فنيًا التعبير الروائي يعمِّقه في سطوع يجلي زوايا عالمنا الراهن المعقدة المليئة تفاصيل، منها ما نراه عادة، أيضا ما لا نراه، من ظاهرة انقلاب اجتماعي جديد، في امتدادها الإقليمي، العالمي، بعد انقلاب ربيعي ساخن عابر، أحداث فصول أو أخبار روايتنا هذه تبدأ في الوطن تنتهي في الغربة معبِّرة عن تشظي التاريخ على رقعة حرجة من جغرافيتنا الفسيحة.
الروائي العربي الكبير " برهان الخطيب " يستثمر في الرواية بعض قصصه السابقة يعيد كتابتها، يزيل عنها غشاء البراءة السابق الذي يسربل تجارب الكتّاب الأولى، أن يكونوا مطلع الشباب غيرهم بعد نضج في المراحل المتقدمة من العمر، يتجلى غير المألوف فيها فوق مألوفها الظاهر منطقيًا ضروريًا، الخطيب يستخلص: لا قيمة لرواية بريئة في عالم غير بريء، مفتتحا، على حد تعبير أحد النقاد، عالمًا استثنائيًا جديدًا للسرد، رؤية صاحية بعيدة عن رؤية أحزاب، تجمعات، إلى الإنسان، الوطن، ضيقة مؤدية إلى خراب تتصدى الرواية له تحفّز قارئها إلى تجاوزه.