شجعنى حديث الرئيس خلال مداخلته التليفزيونية لبرنامج »يحدث فى مصر» خلال استضافة الطفل المعجزة أحمد تامر «حافظ القرآن الكريم» أن أقترح إقامة مراكز لتحفيظ وفهم نصوص القرآن الكريم فى القرى المصرية، خلال المشروع العظيم والعملاق تنمية وتطوير الريف المصرى.. لتكون هذه المراكز إلى جانب مركز الشباب.. وقصر الثقافة.. انطلاقاً من فكر الرئيس عبدالفتاح السيسى بأهمية اهتمام الأسر المصرية باكتشاف مواهب وملكات الأبناء وشمولها بالرعاية والدعم، سواء الأنشطة الرياضية أو أى ملكات أخرى ..وفى إطار البناء المتكامل للإنسان المصري.. وأيضاً بناء الوعى الحقيقى الذى يجب أن يبدأ منذ الصغر لتحصين أجيال المستقبل من التطرف والتشدد والغلو وترسيخ صحيح الدين فى الوسطية والتسامح والاعتدال.
وجودها فى منتهى الأهمية إلى جانب مركز الشباب وقصر الثقافة.. فمراكز تحفيظ وفهم القرآن ضرورة فى قرى الريف المصرى لبناء وعى حقيقى يبدأ منذ الصغر، يقضى على الأفكار الضالة والتطرف والتشدد والغلو.
مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرنامج »يحدث فى مصر» على قناة »إم.بي.سى مصر ..«حملت العديد من الرسائل الإنسانية.. وأيضاً ما يحلم ويتمناه الرئيس للأجيال الجديدة من المصريين من تربية صحيحة على أسس ونهج قويم، يخلق مواطناً صالحاً ومبدعاً.
جاء كلام الرئيس للطفل المعجزة أحمد تامر، الذى يحفظ القرآن تجويداً وتلاوة صحيحة.. وحضور ذهنى وعقلي، وكانت دعوات الرئيس للطفل أحمد تامر بقوله: «بسم اللَّه ماشاء اللَّه ولا قوة إلا باللَّه» ربنا يحفظك ويخليك لأهلك، ويحفظك من كل سوء..تكشف عن أصالة مصرية وتدين وعلاقة بالمولى عز وجل.. فهو الرئيس الذى يعيد الفضل لما أنجزته مصر خلال السنوات الماضية إلى المولى سبحانه وتعالي.. ثم يكشف الرئيس عن إعجابه الشديد بالطفل تامر بوصفه له بالنموذج الجميل والرائع.. وهو يحفظ كلام ربنا، أعز الكلام.. وأكرم وأطيب كلام، والبركة كلها معاك.. ما هذا الرُقى والأدب الرفيع مع اللَّه والناس، وما هذا الحنو الإنسانى المتدفق.
الرئيس السيسى فى مداخلته لتهنئة الطفل المعجزة أحمد تامر «حافظ القرآن الكريم» بعث بالعديد من الرسائل المهمة للغاية التى نحتاجها فى حياتنا المعاصرة للقضاء على التطرف والتشدد والغلو وبالتالى الإرهاب وترسيخ الاعتدال والوسطية والتسامح.
الرئيس يرى أن الحفظ هو أمر مهم، لكنه يرى أن الحفظ وحده ليس كافياً، ولابد أن يكون مقترناً بالفهم.. والفهم الصحيح لمواجهة التحريف ولَيّ المعانى والنصوص وإبعادها عن معانيها الصحيحة.. وفى اعتقادى أن هذه النقطة من أهم النقاط التى نحتاجها فى حياتنا، فلو كان هناك فهم صحيح للدين ما رأينا كل هذه الكوارث والتداعيات الخطيرة للفهم المغلوط.. والذى انحرف بجوهر الدين إلى كارثة.. فنحن فى أمس الحاجة إلى فهم ديننا بشكل صحيح وإدراك ووعى مقاصده، لنغير حياتنا إلى الأفضل ونحقق التقدم الناتج عن البناء والعمران وحسن الخلق والعمل والتسامح والاعتدال والوسطية.
الرئيس أراد التوسع فى رعاية الأسر لأبنائها بمزيد من الاهتمام من خلال تنظيم أوقاتهم.. وتكشف المواهب التى يتفوقون فيها ليس شرطاً أن يكون فى حفظ القرآن فقط، ولكن هناك نعم أخرى من رب العالمين مثل الأنشطة الرياضية وملكات أخرى سوف تؤتى ثمارها إذا نالت اهتمام ورعاية ودعم الأسر المصرية.
الرئيس بروح الحب والحنو والاعتزاز بنموذج الطفل أحمد تامر، استأذن والده ووالدته أن يكون هو القارئ، وشيخنا فى أقرب افتتاح.. ما هذا الرقى والأدب سيادة الرئيس.. رئيس الجمهورية يستأذن أسرة الطفل أحمد تامر ليحضر افتتاحاً يشهده الرئيس.
الحقيقة أننى توقفت كثيراً أمام حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقفزت إلى ذهنى مجموعة من الاقتراحات أبرزها الآتي:
أولاً: لا شك أننا أمام أكبر وأضخم وأعظم مشروع قومى ودولى هو تنمية وتطوير الريف المصرى «حياة كريمة» فى 4500 قرية مصرية، و30 ألف تابع.. ومن مكونات هذا المشروع العملاق غير المسبوقة إنشاء وإقامة مراكز شباب، وأيضاً قصور أو مراكز للثقافة فى القرى المصرية.. ومن هنا شجعنى حديث الرئيس العظيم الذى طالب خلاله الأسر المصرية باكتشاف وتنمية ودعم مواهب أبنائهم.. من الممكن أن تكون الأنشطة الرياضية، وهنا مركز الشباب موجود فى القرية، أو ملكات أخرى مثل القراءة والإبداع والفن والغناء أيضاً موجود «قصر الثقافة» لتنمية ودعم مواهب الأبناء فى هذا الاتجاه.
حديث الرئيس فى برنامج «يحدث فى مصر» كان أساسه تهنئة والاحتفاء بالطفل المعجزة أحمد تامر «حافظ القرآن الكريم» والرئيس قال ليس شرطاً أن يكون هذا المجال فحسب، ولكننا علينا أن نفتش عن المواهب فى داخل أبنائنا وجميعها من نعم اللَّه.. لذلك.. لماذا لا يكون داخل مراكز الشباب التى تضم قصر ثقافة، يكون أيضاً مركز لحفظ وفهم القرآن الكريم لتعليم الأبناء الصغار، ونعيد فكرة «الكتاتيب» ولكن بروح عصرية وتطوير يواكب العصر الذى نعيشه.
مركز تحفيظ وفهم القرآن الكريم فى قرى الريف المصرى بعد تنميته وتطويره، ليكون تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية، مع الرقابة المتواصلة والمستمرة عليها.. وتنظيم مسابقة سنوية على مستوى القرى المصرية لحفظة القرآن الكريم، وفهم نصوصه، بجوائز ومبالغ قيمة، ومن هنا نضمن تخريج أجيالٍ جديدة أكثر وعياً وفهماً لصحيح الدين، تقدم لنا مواطناً صالحاً يصعب اختطاف عقله أو تزييف وعيه أو حشو عقله بأفكار التشدد والتطرف والغلو لأنه حفظ وفهم صحيح دينه وأدرك مقاصده وأى شيء يتعارض مع هذا الفهم الصحيح الذى تربى عليه وتعلمه منذ الصغر، لن يتقبله عقل هذا المواطن.
لقد قدمت لنا «الكتاتيب» فى الماضى علماء أجلاء.. ومسئولين وموظفين ومواطنين عاديين يتقنون اللغة العربية كتابة وقراءة، ويفهمون صحيح الدين، ويدللون على أفكارهم بفهم صحيح لنصوصه، وهم الأشد رفضاً للأفكار الظلامية والمتطرفة والمتشددة ويواجهون هؤلاء المتطرفين بقولهم: ما تقولونه ليس من الدين.
إن إحياء فكرة «الكتاتيب» بشكل متطور وعصرى إلى جانب مراكز الشباب وقصور الثقافة، يخلق مواطناً متكاملاً واعياً وفاهماً ومدركاً لصحيح الدين والفكر والعقل، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، ولن ينسى هذا الطفل ما تعلمه عند الشباب والكبر، وهنا نضمن تحصين العقول بالفكر الصائب والصحيح الذى يتوافق ويتفق مع جوهر وصحيح الدين.
مراكز تحفيظ القرآن الكريم وفهمه فى قرى الريف المصرى الجديدة إضافة قوية تحدث نوعاً من تكامل بناء الوعي.. وبناء إنسان سليم العقل والبدن والفكر أيضاً.. وتقود إلى ضمان استئصال هذا الفكر الشيطانى الذى زرعه الإخوان المجرمون، وباقى جماعات الضلال فى قطاع من أبنائنا وهو استثمار فى مستقبل هذا الوطن.
عودة «الكتاتيب» فى شكل مراكز لتحفيظ وفهم القرآن الكريم، سوف توفر لنا الآتي:
أولاً: خلق أجيال أكثر وعياً بأمور الدين وصحيح النصوص وضمان عدم التحريف والاختطاف العقلى والفكري، وعدم الاتجاه إلى الأفكار الضالة والمتطرفة والمتشددة، ومن هنا نستأصل شأفة الإرهاب.
ثانياً: حفظ القرآن وفهمه هو بناء للضمائر الحية التى تحول بين الفرد وجرائم الانحراف.. ويتصدى بشكل عملى لمحاولات التزييف الممنهجة، وأيضاً يقضى على السلبية واللامبالاة، ويقلص فرص الفساد.
ثالثاً: لابد من إشراف المؤسسات الدينية الرسمية على هذه المراكز وإدارتها بأئمة ومشايخ على درجة من العلم والفهم الصحيح للدين.. فإذا كنا أقمنا أكاديمية لتأهيل الأئمة، فعلينا أن نبدأ مبكراً بتأهيل الفرد المرشح أن يكون إمام المستقبل من خلال مراكز لتحفيط وفهم القرآن ونصوصه ومقاصده.. ولدينا الأوقاف والأزهر، ولابد من حسن الاختيار للمشايخ والأئمة الذين يقومون على تحفيط وتفهيم القرآن للصغار، وبأساليب وروح عصرية.
رابعاً: وجود مركز الشباب فى القرية إلى جانب قصر الثقافة إلى جانب مركز تحفيظ وفهم القرآن، يعمل على البناء المتكامل للشخصية المصرية، وتقدم مواطناً صالحاً راقياً.
خامساً: فى اعتقادى أن مراكز تحفيظ وتفهيم نصوص القرآن الكريم، سوف ترسخ الاعتدال والوسطية والتسامح خاصة فى قرى الريف، ونظرة أبنائها للآخر.
سادساً: من المهم أن يبدأ بناء الوعى مبكراً.. وأن يكون هذا البناء شاملاً ومتكاملاً سواء دينياً أو فكرياً، أو ترسيخ مبادئ الولاء والانتماء، من خلال سيرة سيدنا النبى محمد (صلى اللَّه عليه وسلم).
إن عودة «الكتاتيب» بشكل عصرى متطور فى شكل مراكز حديثة لتحفيظ وفهم القرآن ستوفر جزءاً كبيراً من المعركة فى المستقبل وتدخل فى إطار المواجهة الشاملة للفكر المتطرف والمتشدد، ليس فقط فى المجالات والقطاع والمفهوم الشامل لحقوق الإنسان ولكن أيضاً من خلال التنوع فى الفئات العمرية والبدء من الصفر.. وهنا يكون بناء الوعى أكثر يسراً وسهولة من أشخاص كبار أصيبوا بفيروس التطرف والتشدد والغلو والإرهاب ويصعب علاجهم.. والنموذج حاضر على أرض الواقع، وممثل فى الإخوان المجرمين، ومن خرجوا من رحم هذه العصابة.
تحيا مصر