الجمعة 10 مايو 2024

عودة ‮«‬الكتاتيب‮»‬


عبد الرازق توفيق

مقالات30-10-2021 | 20:03

عبد الرازق توفيق

شجعنى‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬خلال‭ ‬مداخلته‭ ‬التليفزيونية‭ ‬لبرنامج ‭»‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬مصر»‬ ‬خلال‭ ‬استضافة‭ ‬الطفل‭ ‬المعجزة‭ ‬أحمد‭ ‬تامر ‭‬‮«‬حافظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم» ‬أن‭ ‬أقترح‭ ‬إقامة‭ ‬مراكز‭ ‬لتحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬نصوص‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬المصرية،‭ ‬خلال‭ ‬المشروع‭ ‬العظيم‭ ‬والعملاق‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭..‬ لتكون‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مركز‭ ‬الشباب‭..‬ وقصر‭ ‬الثقافة‭..‬ انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بأهمية‭ ‬اهتمام‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭ ‬باكتشاف‭ ‬مواهب‭ ‬وملكات‭ ‬الأبناء‭ ‬وشمولها‭ ‬بالرعاية‭ ‬والدعم،‭ ‬سواء‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬ملكات‭ ‬أخرى‭ ..‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬البناء‭ ‬المتكامل‭ ‬للإنسان‭ ‬المصري‭..‬ وأيضاً‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬لتحصين‭ ‬أجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والغلو‭ ‬وترسيخ‭ ‬صحيح‭ ‬الدين‭ ‬فى‭ ‬الوسطية‭ ‬والتسامح‭ ‬والاعتدال‭.‬

وجودها‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الأهمية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مركز‭ ‬الشباب‭ ‬وقصر‭ ‬الثقافة‭..‬ فمراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬ضرورة‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬لبناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬يبدأ‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬يقضى‭ ‬على‭ ‬الأفكار‭ ‬الضالة‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والغلو‭.‬

مداخلة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لبرنامج ‭»‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬مصر» ‬على‭ ‬قناة ‭»‬إم‭.‬بي‭.‬سى‭ ‬مصر‮ ‬‭..«‬حملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الإنسانية‭..‬ وأيضاً‭ ‬ما‭ ‬يحلم‭ ‬ويتمناه‭ ‬الرئيس‭ ‬للأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬تربية‭ ‬صحيحة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ونهج‭ ‬قويم،‭ ‬يخلق‭ ‬مواطناً‭ ‬صالحاً‭ ‬ومبدعاً‭.‬

جاء‭ ‬كلام‭ ‬الرئيس‭ ‬للطفل‭ ‬المعجزة‭ ‬أحمد‭ ‬تامر،‭ ‬الذى‭ ‬يحفظ‭ ‬القرآن‭ ‬تجويداً‭ ‬وتلاوة‭ ‬صحيحة‭.. ‬وحضور‭ ‬ذهنى‭ ‬وعقلي،‭ ‬وكانت‭ ‬دعوات‭ ‬الرئيس‭ ‬للطفل‭ ‬أحمد‭ ‬تامر‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬بسم‭ ‬اللَّه‭ ‬ماشاء‭ ‬اللَّه‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬باللَّه‮»‬‭ ‬ربنا‭ ‬يحفظك‭ ‬ويخليك‭ ‬لأهلك،‭ ‬ويحفظك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭..‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬أصالة‭ ‬مصرية‭ ‬وتدين‭ ‬وعلاقة‭ ‬بالمولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.. ‬فهو‭ ‬الرئيس‭ ‬الذى‭ ‬يعيد‭ ‬الفضل‭ ‬لما‭ ‬أنجزته‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬المولى‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭.. ‬ثم‭ ‬يكشف‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬الشديد‭ ‬بالطفل‭ ‬تامر‭ ‬بوصفه‭ ‬له‭ ‬بالنموذج‭ ‬الجميل‭ ‬والرائع‭.. ‬وهو‭ ‬يحفظ‭ ‬كلام‭ ‬ربنا،‭ ‬أعز‭ ‬الكلام‭.. ‬وأكرم‭ ‬وأطيب‭ ‬كلام،‭ ‬والبركة‭ ‬كلها‭ ‬معاك‭.. ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الرُقى‭ ‬والأدب‭ ‬الرفيع‭ ‬مع‭ ‬اللَّه‭ ‬والناس،‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬الحنو‭ ‬الإنسانى‭ ‬المتدفق‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬مداخلته‭ ‬لتهنئة‭ ‬الطفل‭ ‬المعجزة‭ ‬أحمد‭ ‬تامر‭ ‬‮«‬حافظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‮»‬‭ ‬بعث‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المهمة‭ ‬للغاية‭ ‬التى‭ ‬نحتاجها‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬المعاصرة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والغلو‭ ‬وبالتالى‭ ‬الإرهاب‭ ‬وترسيخ‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭ ‬والتسامح‭.‬
الرئيس‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الحفظ‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬لكنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الحفظ‭ ‬وحده‭ ‬ليس‭ ‬كافياً،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقترناً‭ ‬بالفهم‭.. ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحريف‭ ‬ولَيّ‭ ‬المعانى‭ ‬والنصوص‭ ‬وإبعادها‭ ‬عن‭ ‬معانيها‭ ‬الصحيحة‭.. ‬وفى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬التى‭ ‬نحتاجها‭ ‬فى‭ ‬حياتنا،‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬فهم‭ ‬صحيح‭ ‬للدين‭ ‬ما‭ ‬رأينا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬والتداعيات‭ ‬الخطيرة‭ ‬للفهم‭ ‬المغلوط‭.. ‬والذى‭ ‬انحرف‭ ‬بجوهر‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭.. ‬فنحن‭ ‬فى‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬ديننا‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬وإدراك‭ ‬ووعى‭ ‬مقاصده،‭ ‬لنغير‭ ‬حياتنا‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬ونحقق‭ ‬التقدم‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬والعمران‭ ‬وحسن‭ ‬الخلق‭ ‬والعمل‭ ‬والتسامح‭ ‬والاعتدال‭ ‬والوسطية‭.‬
الرئيس‭ ‬أراد‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬رعاية‭ ‬الأسر‭ ‬لأبنائها‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬أوقاتهم‭.. ‬وتكشف‭ ‬المواهب‭ ‬التى‭ ‬يتفوقون‭ ‬فيها‭ ‬ليس‭ ‬شرطاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬نعم‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬مثل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬وملكات‭ ‬أخرى‭ ‬سوف‭ ‬تؤتى‭ ‬ثمارها‭ ‬إذا‭ ‬نالت‭ ‬اهتمام‭ ‬ورعاية‭ ‬ودعم‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭.‬
الرئيس‭ ‬بروح‭ ‬الحب‭ ‬والحنو‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بنموذج‭ ‬الطفل‭ ‬أحمد‭ ‬تامر،‭ ‬استأذن‭ ‬والده‭ ‬ووالدته‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬القارئ،‭ ‬وشيخنا‭ ‬فى‭ ‬أقرب‭ ‬افتتاح‭.. ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الرقى‭ ‬والأدب‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭.. ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يستأذن‭ ‬أسرة‭ ‬الطفل‭ ‬أحمد‭ ‬تامر‭ ‬ليحضر‭ ‬افتتاحاً‭ ‬يشهده‭ ‬الرئيس‭.‬
الحقيقة‭ ‬أننى‭ ‬توقفت‭ ‬كثيراً‭ ‬أمام‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬وقفزت‭ ‬إلى‭ ‬ذهنى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاقتراحات‭ ‬أبرزها‭ ‬الآتي‭:‬
أولاً‭: ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬أكبر‭ ‬وأضخم‭ ‬وأعظم‭ ‬مشروع‭ ‬قومى‭ ‬ودولى‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬4500‭ ‬قرية‭ ‬مصرية،‭ ‬و30‭ ‬ألف‭ ‬تابع‭.. ‬ومن‭ ‬مكونات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬العملاق‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬إنشاء‭ ‬وإقامة‭ ‬مراكز‭ ‬شباب،‭ ‬وأيضاً‭ ‬قصور‭ ‬أو‭ ‬مراكز‭ ‬للثقافة‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬المصرية‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬شجعنى‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬العظيم‭ ‬الذى‭ ‬طالب‭ ‬خلاله‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية‭ ‬باكتشاف‭ ‬وتنمية‭ ‬ودعم‭ ‬مواهب‭ ‬أبنائهم‭.. ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية،‭ ‬وهنا‭ ‬مركز‭ ‬الشباب‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬القرية،‭ ‬أو‭ ‬ملكات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬القراءة‭ ‬والإبداع‭ ‬والفن‭ ‬والغناء‭ ‬أيضاً‭ ‬موجود‭ ‬‮«‬قصر‭ ‬الثقافة‮»‬‭ ‬لتنمية‭ ‬ودعم‭ ‬مواهب‭ ‬الأبناء‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.‬
حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬كان‭ ‬أساسه‭ ‬تهنئة‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بالطفل‭ ‬المعجزة‭ ‬أحمد‭ ‬تامر‭ ‬‮«‬حافظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‮»‬‭ ‬والرئيس‭ ‬قال‭ ‬ليس‭ ‬شرطاً‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكننا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفتش‭ ‬عن‭ ‬المواهب‭ ‬فى‭ ‬داخل‭ ‬أبنائنا‭ ‬وجميعها‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬اللَّه‭.. ‬لذلك‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬داخل‭ ‬مراكز‭ ‬الشباب‭ ‬التى‭ ‬تضم‭ ‬قصر‭ ‬ثقافة،‭ ‬يكون‭ ‬أيضاً‭ ‬مركز‭ ‬لحفظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لتعليم‭ ‬الأبناء‭ ‬الصغار،‭ ‬ونعيد‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الكتاتيب‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬بروح‭ ‬عصرية‭ ‬وتطوير‭ ‬يواكب‭ ‬العصر‭ ‬الذى‭ ‬نعيشه‭.‬
مركز‭ ‬تحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬بعد‭ ‬تنميته‭ ‬وتطويره،‭ ‬ليكون‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬وزارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬المصرية،‭ ‬مع‭ ‬الرقابة‭ ‬المتواصلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬عليها‭.. ‬وتنظيم‭ ‬مسابقة‭ ‬سنوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القرى‭ ‬المصرية‭ ‬لحفظة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وفهم‭ ‬نصوصه،‭ ‬بجوائز‭ ‬ومبالغ‭ ‬قيمة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نضمن‭ ‬تخريج‭ ‬أجيالٍ‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬وفهماً‭ ‬لصحيح‭ ‬الدين،‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬مواطناً‭ ‬صالحاً‭ ‬يصعب‭ ‬اختطاف‭ ‬عقله‭ ‬أو‭ ‬تزييف‭ ‬وعيه‭ ‬أو‭ ‬حشو‭ ‬عقله‭ ‬بأفكار‭ ‬التشدد‭ ‬والتطرف‭ ‬والغلو‭ ‬لأنه‭ ‬حفظ‭ ‬وفهم‭ ‬صحيح‭ ‬دينه‭ ‬وأدرك‭ ‬مقاصده‭ ‬وأى‭ ‬شيء‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬الذى‭ ‬تربى‭ ‬عليه‭ ‬وتعلمه‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬لن‭ ‬يتقبله‭ ‬عقل‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭.‬
لقد‭ ‬قدمت‭ ‬لنا‭ ‬‮«‬الكتاتيب‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬علماء‭ ‬أجلاء‭.. ‬ومسئولين‭ ‬وموظفين‭ ‬ومواطنين‭ ‬عاديين‭ ‬يتقنون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كتابة‭ ‬وقراءة،‭ ‬ويفهمون‭ ‬صحيح‭ ‬الدين،‭ ‬ويدللون‭ ‬على‭ ‬أفكارهم‭ ‬بفهم‭ ‬صحيح‭ ‬لنصوصه،‭ ‬وهم‭ ‬الأشد‭ ‬رفضاً‭ ‬للأفكار‭ ‬الظلامية‭ ‬والمتطرفة‭ ‬والمتشددة‭ ‬ويواجهون‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتطرفين‭ ‬بقولهم‭: ‬ما‭ ‬تقولونه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الدين‭.‬
إن‭ ‬إحياء‭ ‬فكرة‭ ‬‮«‬الكتاتيب‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬متطور‭ ‬وعصرى‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مراكز‭ ‬الشباب‭ ‬وقصور‭ ‬الثقافة،‭ ‬يخلق‭ ‬مواطناً‭ ‬متكاملاً‭ ‬واعياً‭ ‬وفاهماً‭ ‬ومدركاً‭ ‬لصحيح‭ ‬الدين‭ ‬والفكر‭ ‬والعقل،‭ ‬فالتعليم‭ ‬فى‭ ‬الصغر‭ ‬كالنقش‭ ‬على‭ ‬الحجر،‭ ‬ولن‭ ‬ينسى‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬ما‭ ‬تعلمه‭ ‬عند‭ ‬الشباب‭ ‬والكبر،‭ ‬وهنا‭ ‬نضمن‭ ‬تحصين‭ ‬العقول‭ ‬بالفكر‭ ‬الصائب‭ ‬والصحيح‭ ‬الذى‭ ‬يتوافق‭ ‬ويتفق‭ ‬مع‭ ‬جوهر‭ ‬وصحيح‭ ‬الدين‭.‬
مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وفهمه‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الجديدة‭ ‬إضافة‭ ‬قوية‭ ‬تحدث‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬تكامل‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭.. ‬وبناء‭ ‬إنسان‭ ‬سليم‭ ‬العقل‭ ‬والبدن‭ ‬والفكر‭ ‬أيضاً‭.. ‬وتقود‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬استئصال‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬الشيطانى‭ ‬الذى‭ ‬زرعه‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمون،‭ ‬وباقى‭ ‬جماعات‭ ‬الضلال‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭ ‬وهو‭ ‬استثمار‭ ‬فى‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬
عودة‭ ‬‮«‬الكتاتيب‮»‬‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬مراكز‭ ‬لتحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬سوف‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬الآتي‭:‬
أولاً‭: ‬خلق‭ ‬أجيال‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬بأمور‭ ‬الدين‭ ‬وصحيح‭ ‬النصوص‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬التحريف‭ ‬والاختطاف‭ ‬العقلى‭ ‬والفكري،‭ ‬وعدم‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الأفكار‭ ‬الضالة‭ ‬والمتطرفة‭ ‬والمتشددة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نستأصل‭ ‬شأفة‭ ‬الإرهاب‭.‬
ثانياً‭: ‬حفظ‭ ‬القرآن‭ ‬وفهمه‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬للضمائر‭ ‬الحية‭ ‬التى‭ ‬تحول‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬وجرائم‭ ‬الانحراف‭.. ‬ويتصدى‭ ‬بشكل‭ ‬عملى‭ ‬لمحاولات‭ ‬التزييف‭ ‬الممنهجة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬يقضى‭ ‬على‭ ‬السلبية‭ ‬واللامبالاة،‭ ‬ويقلص‭ ‬فرص‭ ‬الفساد‭.‬
ثالثاً‭: ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إشراف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬وإدارتها‭ ‬بأئمة‭ ‬ومشايخ‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬للدين‭.. ‬فإذا‭ ‬كنا‭ ‬أقمنا‭ ‬أكاديمية‭ ‬لتأهيل‭ ‬الأئمة،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬مبكراً‭ ‬بتأهيل‭ ‬الفرد‭ ‬المرشح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إمام‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراكز‭ ‬لتحفيط‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬ونصوصه‭ ‬ومقاصده‭.. ‬ولدينا‭ ‬الأوقاف‭ ‬والأزهر،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الاختيار‭ ‬للمشايخ‭ ‬والأئمة‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬على‭ ‬تحفيط‭ ‬وتفهيم‭ ‬القرآن‭ ‬للصغار،‭ ‬وبأساليب‭ ‬وروح‭ ‬عصرية‭.‬
رابعاً‭: ‬وجود‭ ‬مركز‭ ‬الشباب‭ ‬فى‭ ‬القرية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قصر‭ ‬الثقافة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مركز‭ ‬تحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬المتكامل‭ ‬للشخصية‭ ‬المصرية،‭ ‬وتقدم‭ ‬مواطناً‭ ‬صالحاً‭ ‬راقياً‭.‬
خامساً‭: ‬فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬وتفهيم‭ ‬نصوص‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬سوف‭ ‬ترسخ‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭ ‬والتسامح‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف،‭ ‬ونظرة‭ ‬أبنائها‭ ‬للآخر‭.‬
سادساً‭: ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬مبكراً‭.. ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬البناء‭ ‬شاملاً‭ ‬ومتكاملاً‭ ‬سواء‭ ‬دينياً‭ ‬أو‭ ‬فكرياً،‭ ‬أو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيرة‭ ‬سيدنا‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬اللَّه‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭).‬
إن‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬الكتاتيب‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬عصرى‭ ‬متطور‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬مراكز‭ ‬حديثة‭ ‬لتحفيظ‭ ‬وفهم‭ ‬القرآن‭ ‬ستوفر‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المعركة‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ ‬وتدخل‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المواجهة‭ ‬الشاملة‭ ‬للفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والمتشدد،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاع‭ ‬والمفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنوع‭ ‬فى‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬والبدء‭ ‬من‭ ‬الصفر‭.. ‬وهنا‭ ‬يكون‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬أكثر‭ ‬يسراً‭ ‬وسهولة‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬كبار‭ ‬أصيبوا‭ ‬بفيروس‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والغلو‭ ‬والإرهاب‭ ‬ويصعب‭ ‬علاجهم‭.. ‬والنموذج‭ ‬حاضر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وممثل‭ ‬فى‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين،‭ ‬ومن‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬العصابة‭.‬
تحيا مصر

Dr.Radwa
Egypt Air