يوما بعد يوم.. تتجلى حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الأزمات الخارجية خاصة تلك المتعلقة بدول الجوار ..
يوما بعد يوم تنتصر عقلانيته، وتمتد حبال صبره مسافات أطول مما نتوقع، دون أن يستمع لأصوات المتهورين.. الرجل حريص كل الحرص على مصلحة مصر أولا وقبل كل شيء، وحريص أيضا على لم الشمل العربي متحليا بروح السماحة والشفافية ورجاحة العقل .
يوما بعد يوم.. يثبت الرئيس السيسي أنه رجل سياسة من الطراز الأول وأنه رجل عسكري شرس عند اللزوم.. يميل إلى السلم طالما يصب في مصلحة الوطن، ويكشر عن أنيابه عندما تتصور الحملان أنها صارت ذئابا !
لقد برهن الرئيس على أن «الكبير كبير» في تعامله مع الملف السوداني، الرجل لم يندفع ولم يستجب لدعوات تأجيج الصراع، إيمانا منه بأن وادي النيل جسد واحد رأسه مصر .
لقد غَلب روح التسامح وفضل احتواء الأزمة عبر السبل الدبلوماسية، وها هو وزير الخارجية السوداني يأتي إلى مصر محملا برسالة من الرئيس البشير لشقيقه الرئيس السيسي، يؤكد فيها عمق العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، ولِمَ لا والرئيسان التقيا 18 مرة منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد السلطة، وهو رقم غير مسبوق مع أي رئيس أو زعيم عربي.. وكان رد رئيسنا السيسي مشددا على أهمية حل الخلافات بين البلدين عبر الاجتماعات المشتركة بينهما، وخاصة بين المسئولين العسكريين والأمنيين، ومن ثم أغلق الأبواب وسد الطرق على كل من حاولوا ويحاولون زعزعة العلاقات المتينة بين البلدين .
وأتوقع أن تكون هناك قمة مرتقبة قريبة جدا بين الزعيمين السيسي والبشير في القاهرة، وأن زيارة وزير الخارجية السوداني جاءت تمهيدا لهذه القمة التي ستحمل عنوان «المصارحة والمكاشفة».
من أهم ما يتميز به الرئيس السيسي أنه لا يلتفت لأصوات المتسرعين والمتهورين الذين لا يقدرون تبعات الأمور، ويحتكم دائما لصوت العقل والحكمة، ويعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لكنه أيضا يغضب ويثور ويضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بأمن بلاده ويعرض أرواح شعبه للمخاطر.
وأتصور أن الضربة الجوية الدقيقة في قلب إرهابيي درنة كانت خير مثال على ما أقول، هذه الضربة لم تمس مدنيا واحدا بل أصابت الهدف بمنتهى الدقة .
حقا الكبير كبير.