تحل اليوم ذكرى رحيل الطبيب والأديب والفيلسوف مصطفى محمود حيث رحل عن عالمنا في 31 أكتوبر عام 2009.

وُلِد َمصطفى محمود في محافظة المنوفية في 27 ديسمبر 1921، ونشأ في بيت بجانب مسجد للصوفيين يطلق عليه مسجد المحطة الذي اكتسب شهرة واسعة عند الشعب المصري، وقد أثر ذلك وبشكل كبير وواضح على رحلة العالم مصطفى محمود من جانب رؤيته للحياة، وايديولوجيته التي يقدمها في ومؤلفاته، وغالبية نتاجه الفكري، وبناء شخصيته الإنسانية. 

ودرس الطب غير أنه  تفرغ للكتابة والبحث، وقام بتأليف 89مؤلفًا، تتنوع ما بين القصة والرواية والمسرحية والكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية، والدينية منها كتاب الله والإنسان، لغز الموت، المستحيل، أينشتاين والنسبية، وكتاب "رحلتي من الشك إلى الإيمان، ومسرحية "الزلزال" مسرحية " اسكندر الأكبر، ومسرحية "الإنسان والظل"، ومسرحية "جهنم الصغرى".

كانت مؤلفات مصطفى محمود صورة من صور الارتحال والهجرة المستمرة في عوالم مختلفة للبحث عن الحقيقة، والوصول إلى اليقين، وعبر في كتبه عن المراحل التي مر بها كالمرحلة المادية العلمانية، ومرحلة الدخول لعالم الأديان، وصولًا لمرحلة الصوفية ويتميز أسلوبه بالقوة والجاذبية والبساطة.
 
 قدّم الأديب والمفكر مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) والذي بُثّ على مدار ثماني وعشرين عامًا من عام 1971 حتّى عام 1999، وحاز على إقبال كبير من جمهور التلفزيون المصري في مشاهدة حلقات البرنامج ومتابعته، ووصل إلى درجة كبيرة من الشهرة، وحاز مصطفى محمود على العديد من الجوائز والتكريم وكان أبرزها جائزة الدولة التقديرية بمصر لعام 1995.

أسس مصطفى مسجده في القاهرة المعروف باسم "مسجد مصطفى محمود" في حي المهندسين ،ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفًا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، أُطلق على كويكب اسم (296753) مصطفى محمود تكريمًا له ولرحلته التي أثرت الحياة الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية.